اعتاد معالي وزير الداخلية الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة سنوياً مثل كل عام على الالتقاء برئيس وأعضاء مجلس الأوقاف الجعفرية وأعضاء هيئة المواكب الحسينية ورؤساء المآتم الذين يمثلون مآتم وحسينيات محافظات مملكة البحرين، وجرى اللقاء هذا العام خلافاً عن الأعوام السابقة من خلال تقنية الاتصال المرئي.

غير أن معالي الوزير في لقائه أكد على «أن إحياء عاشوراء في البحرين هو نهج الأولين ويمثل خصوصية بحرينية»، ويفسر ذلك بأن مملكة البحرين وفي ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه يؤكد بأن البلاد هي ساحة للتعايش بين جميع الأديان والطوائف منذ تأسيس البحرين إلى يومنا هذا، مما ينعكس في تعامل المنظومة الأمنية مع تلك الشعائر لتوفر لها جميع المتطلبات الأمنية التي تضمن نجاحها.

وفي المقابل، لم يغفل معالي الوزير عن ما يمر به العالم من جائحة كورونا، وأسهب في هذا الجانب وأشاد بالمستوى التنظيمي لجميع المآتم في الأخذ في التدابير الاحترازية التي أوصى فيها الفريق الطبي لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد19)، ونستذكر ما أكد عليه معاليه أن «نجاح موسم عاشوراء وما لمسناه من التزام بإجراءات الفريق الطبي، يعبر عن حالة الوعي المجتمعي والمسؤولية الوطنية، وما أبداه رؤساء ومسؤولو المآتم وأعضاء هيئة المواكب الحسينية من التزام وتعاون بناء، أسهم في الخروج بموسم عاشوراء بهذا الشكل المتحضر».

النقطة المحورية في هذا اللقاء أن معالي الوزير أوصل رسالة مهمة للمتربصين ومن يجلسون خلف الشاشات أن المجتمع البحريني هو مجتمع واعٍ ومتحضر وله خصوصيته في التعامل مع جميع المناسبات والشعائر الدينية، وأن البحرين تؤمن بمبادئها الراسخة والقائمة على احترام الأديان، وفق ما أتاح لها دستور مملكة البحرين والنهج التاريخي الذي يؤكد بأن البحرين دولة تجمع ولا تفرق وأنها حاضنه لجميع الطوائف، وأن الرهان في حربنا على فيروس كورونا (كوفيد19) هي المسؤولية الوطنية التي يحملها كل مواطن يعيش على هذه الأرض.

لقاء معالي وزير الداخلية يعبر عن سياسة البلاد في التعامل مع الأزمات في أحلك الظروف، فالدولة سخرت جميع أجهزتها الأمنية والطبية خدمة لشعائر عاشوراء هذا العام بشكل استثنائي لإقامة تلك الشعائر بشكل آمن وناجح.