يستضيف نادي مانشستر سيتي الانجليزي العملاقة الكتالوني برشلونة على ملعب الاتحاد في واحدة من أقوى مباريات دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم في إعادة لنفس المباراة من نفس الدور في العام الماضي والتي انتهت كتالونية ذهاباً بهدفين لهدف وإياباً بهدفين مقابل لاشيء، لكن الأمور هذا العام تبدو مغايرة تماماً حيث لا يبدو أن الكتلان قادرون على تجاوز بطل الدوري الانجليزي بهذه السهولة .

المشاكل والغموض تحيط ببرشلونة

مجموعة من المشاكل تحيط بالنادي الكتالوني في الأيام الأخيرة خاصة بعد الخسارة أمام ملقة، فخيارات لويس إنريكي أثارت الحيرة والاستغراب خلال اللقاء بإخراج إنيستا وإشراك بيدرو مما أفرغ الوسط والدفع بماسكيرانو بدلاً من ألفيس مما أبطأ اللعب أمام فريق متكتل دفاعياً . وقد أكدت الصحافة الكتالونية نقلاً عن مصادر من داخل برشلونة أنه لم تتم مناقشة المباراة داخل غرفة الملابس حيث تم اعتبارها حادثاً، ولم يكن هناك حديث حولها أيضاً بين النجم ليونيل ميسي والمدرب إنريكي اللذان لم يتحدثا منذ حادثة ملعب أنويتا.

جميع هذه المعطيات مع واقعة الخسارة وقطعها لسلسلة انتصارات متتالية تدل على أن الإعداد النفسي للفريق لن يكون بالمستوى المطلوب لأن الضبابية والغموض والشك بقرارات المدرب وصحتها هي السائدة، وهنا يأتي دور الأخير لتصحيح الأوضاع والنهوض بالفريق خاصة أنه يمتلك مجموعة من اللاعبين تميزها قوّتها الذهنية وعقلية الانتصار أكثر من مهاراتها الفنية، والفشل في شحذ الهمم سيكون مسؤولية الجهاز الفني دون سواه .

السيتي في حال معاكسة تماماً

على الجانب الأزرق من مدينة مانشستر يبدو السيتي في أفضل وضعية ممكنة، فقد سحق نيوكاسل بخماسية مقدماً أداءً ممتازاً. ومن تصريحات لاعبيه نلاحظ الثقة الكبيرة في أنفسهم وفي قدرتهم على تعقيد أمور المنافس الكتالوني بل وتجاوزه خاصة أنهم يملكون من النجوم والمفاتيح بالقدر نفسه الذي يملكه المنافس إن لم يكن أكثر.

على الصعيد الفني والتكتيكي يبدو الفريق مركّزاً تماما ًحيث يعمل وفق خطة مدروسة، وما طلب كومباني من مدربه العمل على تنظيم الدفاع في التدريبات والاجتماع معهم للاتفاق على أسلوب تحرك موحد لمراقبة مفاتيح لعب الخصم التي أبرزها طبعاً الثلاثي (ميسي – نيمار – سواريز) إلا دلالة على توجه السيتي لتمكين الدفاع الذي أرهق برشلونة أمام فريق أقل من السيتي بكثير ألا وهو ملقة .

تصريحات اللاعبين تكشف عمق العمل التكتيكي والدراسة العميقة للفريق الخصم وهو ما يظهر من تأكيد لامبارد على ضرورة عدم فتح المساحات أمام البرشا وأيضاً تشخيص القائد كومباني للخطورة الحقيقية في الفريق والتي تكمن في حسم اللقاء من تسديدة أو تسديدتين (وهو ما حدث فعلياً خلال لقاء الموسم المنصرم).وهذه المعرفة تعطي مؤشراً بأن مفاتيح اللعب ستراقب بصرامة كبيرة خلال اللقاء القادم وأيضاً أن السيتي تعلّم من أخطاء لقاء الموسم الماضي .

المحصلة

ليست كل الأمور في مصلحة السيتي، فما قاله بيكيه صحيح تماماً بأن أسلوب السيتي الهجومي سيكون أكبر مساعد للبرشا على الانتصار، عدا عن أن الخبرة والتاريخ وأيضاً عقلية الابطال في مصلحة الكتلان ..لكن الأكيد أن المباراة تعد بالكثير وستكون قمّة الإثارة .