بالمجمل العام يمكننا القول إن مساعي الإعلام المعادي الذي حاول أن يجعل من مناسبة عاشوراء مرتعاً لمخالفة الأنظمة والقوانين قد فشلت وتم إحباطها، فلم يفلح هؤلاء ولن يفلحوا في تأجيج الفتنة وزرع الشقاق بين أبناء الشعب الواحد، لا في عاشوراء ولا غيرها من المناسبات لسبب واحد فقط وهو أننا شعب واحد يلتف حول ملكنا حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه.

لقد حاولت مواقعهم وقنواتهم الإعلامية بكل قوة تأجيج المشاعر بنفس طائفي بغيض قبيل مناسبة عاشوراء، وحاولوا بتحريضهم المستمر أن يكسروا قواعد التباعد الاجتماعي وأن يختلط الحابل بالنابل في أيام «كورونا» الصعبة، وهم يدركون جيداً أن تلك الأنظمة والقوانين وضعتها الدولة لحماية الشعب بالمقام الأول، ولكنهم لم ولن يهتموا بالشعب ولا بسلامته أو صحته، بل يسعون لخدمة الأجندة الإيرانية في المنطقة فهذا هو هدفهم المكشوف للجميع.

ولكن الشعب البحريني أثبت من جديد وعيه وتحضره والتزامه بالقوانين والأنظمة في هذه المناسبة، وكما قال معالي وزير الداخلية الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة خلال لقائه مؤخراً بعدد من أعضاء هيئة المواكب الحسينية ورؤساء المآتم الذين يمثلون مآتم وحسينيات محافظات مملكة البحرين، واقتبس: «أيام عاشوراء هذا العام، شهدت التزاماً بالخطاب الديني وترتيب الجلوس حول المآتم والمحافظة على التباعد الاحترازي أثناء المواكب الحسينية، وهو ما يعكس مستوى الوعي والانضباط والمسؤولية الوطنية»، انتهى.

بالفعل كان الوعي والانضباط كبيرين في المآتم والمواكب الحسينية وعكس ذلك وعي الشعب وانضباطه والتزامه بالتوجيهات المتعلقة بالتباعد الاجتماعي، وهذا هو الحس الوطني الذي نفخر به جميعاً، وليس كما كان يريد الحاقدون على وطننا، لذلك كل الشكر للمآتم والمواكب الحسينية على حسن التنظيم، وهذا هو المأمول منهم دائماً، حتى وإن حدثت بعض المخالفات من فئة لا تمثلهم ولا تمثل الشعب، غير أن الانطباع العام كان الالتزام والوعي والتحضر والحس الوطني المسؤول، فهي السمات البارزة في مناسبة عاشوراء لهذا العام، وهذا نجاح متجدد يسجله هذا الشعب الكريم المحب لوطنه وقيادته الحكيمة، وخيبة أمل جديدة للنظام الإيراني وأعوانه الذين لن يكفوا أذاهم عن وطننا ونحن في المقابل لن نكف عن الدفاع عنه.