يستضيف نادي اليوفنتوس الإيطالي خصمه بروسيا دورتموند الألماني في ثاني لقاءات آمسية الأبطال الثالثة.
بنظرة أولية نجد أن اليوفنتوس في صدارة ترتيب الدوري الإيطالي بفارق تسع نقاط عن الملاحق روما حيث يبدو أنه قد حسم اللقب بنسبة كبيرة، أما دورتموند فقد عانى كثيراً في الدوري وبقي في قاع الترتيب لفترة طويلة قبل أن يصعد للمركز الثاني عشر بعد ثلاثة انتصارات متتالية آخرها أمام شتوتجارت …لكن بالنظر إلى دوري الأبطال نجد أن اليوفي عانى كثيراً حتى تأهل من مجموعة أسهل بكثير من مجموعة دورتموند التي تصدرها الأخير بجدارة واستحقاق على حساب أرسنال مما يدل وبشكل واضح أن حسابات أوروبا مختلفة تماماً عن الحسابات المحلية.
دوافع الفريقين للفوز باللقاء مختلفة وإن كانت تتلاقى في مجموعة من النقاط فاليوفنتوس يريد أن يثبت أنه ليس نادياً محلياً وحسب بل هو أيضاً ناد أوروبي قادر على مقارعة الكبار في القارة، ومع فارق الترتيب بينه وبين المنافس روما الذي وصل إلى تسع نقاط يمكن القول أن اليوفنتوس مرتاح ذهنياً على الأقل من ناحية الدوري ولايشعر بأي تهديد .
في ظل الأزمة المالية التي تضرب إيطاليا بكل قوة فإن اليوفي بحاجة للتقدم أكثر في المسابقة لتحقيق مزيد من العائدات، وهي أيضاً فرصة لأليجري ليثبت أنه ليس مدرب الربع نهائي وحسب بل هو قادر على المضي أبعد من ذلك ، والخطوة الأولى هي تخطي المنافس الألماني ، وتبقى النقطة القومية في الموضوع هي نيل عدد أكبر من النقاط بما يسمح بعودة الدوري الإيطالي إلى الصدارة أوروبياً ومنافسة الكبار حيث أنه ينافس حالياً الدوري الفرنسي والبرتغالي وسواهم .
يشترك بروسيا دورتموند مع اليوفنتوس في مسألة الأموال، حيث يحتاجها دوتموند أكثر بكثير من غريمه خاصة أن لا دوري أبطال في الموسم القادم بشكل شبه محسوم ،مع زيادة عقد نجمه الأول ماركوس رويس وضرورة تمويله تبدو الحاجة للمال دافعاً قوياً جداً للفوز باللقاء .
دورتموند يريد أيضاً الاستمرار في الأداء الإيجابي الذي يقدمه في مباريات الأبطال مدفوعاً بالنتائج الجيدة التي حققها في الدوري الألماني حيث فاز بآخر ثلاث مباريات بما رفعه إلى المركز الثاني عشر بعد أن زامل قاع الترتيب لفترة لابأس بها خلال النصف الأول من الموسم.والفوز على متصدر إيطاليا وبطلها سيعطي بالتأكيد دفعة معنوية قوية للفريق لينطلق باتجاه المقدمة وينال مركزاً أوروبياً على الاقل.
النقطة الأخيرة هي المدرب يورجن كلوب الذي يريد قيادة الفريق إلى نقطة من نقاط المقدمة فيحقق بذلك أمرين، الأول هو إعادة النهوض بالفريق وثانياً ترك النادي (إن حدث) في أفضل وضعية وليس في مؤخرة أندية أوروبا خاصة بعد أن أوصله لقمتها .
تعاكس وضعية الفريقين (تقريباً) لا تعني أبداً غلبة اليوفي، فكلاهما لديه دوافع قوية ومسيرة دورتموند أفضل من خصمه في الأبطال وإن كان يعاني محلياً، مما يعني أننا وبناء على هذا التعاكس سنرى مواجهة من العيار الثقيل فنياً وتكتيكياً.