مخصصات لأسر الضحايا والمتضررين والعاطلين والموقوفين شرط الولاء والانتماء قال خبير التنمية البشرية د.عبدالله المقابي إن مهمة عيسى قاسم لإنقاذ “الوفاق” بقوة الدين انتهت بعد مسيرة الجمعة ليعود الأمر على ما هو عليه، ووقفة كبيرة من ولاية الفقيه البحرينية لإنقاذ أجندتها المحترقة بدعوى “وجوب الخروج وحرمة الجلوس في البيت” وعلى المرأة أن تخرج ولو كان بغير رضا الزوج وهو تمرد آخر يفرضه الولي الفقيه ليزرع الفتن في العوائل المسالمة والترهيب في أوساطها، ولتخرج العجائز والصغار وكبار السن لتعاد للوفاق هيبتها المسلوبة، وبعد ذلك سيكون الحوار الذي ستعود فيه “الوفاق” بالترجي والتمني من جمعيات التحالف بالدخول معها فيه، ولن تتمكن جمعيات التحالف المتورطة من الرفض لمجد تقاسم الحصص والمناصب والإدارات، في عملية غربلة جديدة لشعب ومملكة البحرين. وأضاف “نفّذت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية معظم التكتيكات للحروب الباردة بزمن قياسي تستحق عليه لقب صانعة الإرهاب في موسوعة غنيس العالمية، ونفذت كل محاولاتها من إسقاط النظام وضرب رئاسة الوزراء، استنفذت فيها 390 يوماً وجلّ طاقتها من إمكانات مادية ومعنوية، وهي تعُدُ الأيام والليالي لتحقيق الهدف المنشود دون الوصول إلى نتيجة تذكر”. وأشار د.عبدالله المقابي إلى أن مسؤولية الجمعية تفاقمت من حيث الالتزام المادي وعجزت في أواخر الأشهر عن تسديد مخصصات أتباعها، كما شُكلت لجنة مصغرة من بعض المتضررين لمحاسبة “الوفاق” لسوء تدبيرها وإعطاء مخصصات بالمحسوبية تزيد وتقل على حسب ولاء القابض لها ولأجنداتها، لم تتمكن هذه اللجنة من الوصول إلى حل سوى بعض المسكنات لتخفيف الضغط من تلك اللجنة التي تطالب الجمعية بمخصص كما الباقي لعوائل المتضررين، كما ذكر بعض المتضررين قيمة الولاء للوفاق تصل إلى 500 دينار في الشهر وتتضاعف بحسب الخدمات المقدمة من العائلة بتقارير أعمالها الدورية، وتصل قيمة ما تعطي الجمعية لبعض عوائل المتضررين من دون تقارير رسمية داخلية إلى 300 دينار شهرياً، عجزت الوفاق عن الالتزام بها وبدأت بتقليلها لتصل إلى 200 دينار للعائلة خشية نفاد مخزون السيولة المالية التي بحوزتها في الوقت الراهن. وأوضح المقابي أن “الوفاق” أعدت مشروعاً ابتدائياً يضم فريق عمل موثوق به يتواصل لرصد حالات الخيانة في داخل الجمعية وبين أعضائها المنشقين والتي تحاول بكل الوسائل إقناعهم بالمواصلة معها، ومع مراقبة الجهات المسؤولة عن مصادر الدخل أخذت الجمعية كل الحيطة والحذر من مزاولة الأعمال المشبوهة وجلب الأموال من الخارج، وعمدت إلى إعطاء المسؤولية أفراداً عاديين لا ينتمون إلى الجمعية من أجل إبعاد الشبهة عنها. وأضاف “ولاتزال الجمعية تعاني من نقص في السيولة بعد أن أنفقت ما يُقدر بـ10 ملايين دينار طوال عام مخصصات لأسر الضحايا والمتضررين والعاطلين والموقوفين شرط الولاء والانتماء (لحزب الوفاق)، ومن أجل أن تصل الوفاق إلى حلول ناجعة تُكسبها رونقاً أمام الجموع المؤيدة لمطالبها، وخوفاً من خسارتها النهائية بعد أن ثبت للعالم والرأي العام إفلاسها وتشرذمها، قررت “الوفاق” الرجوع إلى مربع الحوار الذي يقلل من شدة إفلاسها وجوعها، فقررت مضغ الألم وتجرعه في الحوار بلا خسارة الشارع البحريني”. مخطط المسيرة فكرة أوروبية وقال المقابي إن مخطط المسيرة فكرة أوروبية جاء بها صديق قديم لأمين عام “الوفاق”، عُرضت على وعد فلقت ترحيباً واسعاً إلا أنه اختلف في إدارتها والتمهيد لها، لم تكن فكرة المسيرة قادرة على النهوض في ظل التوتر الموجود، لم تكن للجمعيات المتحالفة القدرة على تمهيد ذلك للشارع الغليان من سياسة الوفاق وغيرها من السياسات، جاء اتصال أمين عام الوفاق بالغريفي الذي اقترح الأمر على قاسم ليصدر القرار النهائي بعد ليلة من الفكرة بالتحشيد وبقوة لهذه المسيرة، علم سلمان بقوة تأييد قاسم لهذه المسيرة ما دعاه إلى الإعلان عنها لجس نبض الشارع يوم الجمعة المصادف للثاني من مارس الحالي، تلاه تأييد قاسم والدعوة لها بكل قوة، تسارعت خطوات الوفاق بالتحشيد لنفسها وضربت جمعيات التحالف خلف الظهر لمعرفتها بالقوة التي تملكها بعد الاتفاق على إدخال الدين وسيلة للغاية المطلوبة. وأوضح أن صدمة أصابت جمعيات التحالف التي وقعت قرار مصيرها بيد الوفاق، ولم يكن للوفاق الإعلان عن مسيرة شعبية باسم التحالف لرفض قاسم تدخل أي جمعيات لبرالية أو علمانية وشخصياتها، فرصة مناسبة لقاسم لإعادة الوضع بعد الخلاف الذي استمر بينه وبين سلمان لوجود شخصيات غير مقبولة في الشارع الإسلامي، ولأن طموح قاسم طموح ديني بإنشاء دولة إسلامية (كإيران) قرر النزول للشارع ومسك الزمام للحد من نفوذ قوى التأزيم المختلفة وفرض الرأي بالمبادرة غير المسبوقة، فلم يكن قاسم لينزل منذ أكثر من 400 يوم في جو مشحون بالتوتر في البحرين، وقرار نزوله كان قيادياً بالدرجة الأولى وبدعم (ولاية الفقيه) بشكل مباشر. وأضاف “وفي الأثناء ولغاية في نفس يعقوب قضاها، جمعت قوى الوفاق نفوذها الخارجي، وأرسلت مجموعات لعدد من الدول الأوروبية والعربية لمساندتها، بعثت برسائل تُضلل الرأي العام خارجياً ليعاد تسليط الضوء على البحرين، كما من الأهداف دفع عجلة تقديم إشعار بضرورة وقف (الفورمولا واحد)، في خطوة منها للملمة شملها والعودة لموقعها الذي خسرته، وفي نفس الوقت تتواصل الجهود مع جهات حكومية دفعاً للحوار المرتقب في نهاية الأسبوع الحالي وما بعده، وهنا ضمنت الوفاق عدم قدرة جمعيات التحالف من صدها أو ردها أو التشويش بها”. تضليل الرأي الداخلي وقال المقابي إن محاولات الوفاق مستمرة لتضليل الرأي الداخلي بشأن (ولاية الفقيه)، وعدم الانتساب إليه، ودعوة من إيران التي دعت أحزابها المتعاونة لإبعادها في الفترة الأخيرة عن الموقف السياسي في البحرين وغيرها من البلدان كما كان الدور لأمريكا التي بدأت تغازل إيران وتداريها خوفاً على مصالحها، قررت الوفاق بالتعاون بشكل مباشر مع (جيش المهدي) العراقي الذي بدأ واضحاً من وجود تنسيق بينه وبين الوفاق ومن خلال عدة زيارات قامت بها الوفاق إلى (مقتدى الصدر) الذي ترأس جملة من قرارات تصعيد اللهجة ضد مملكة البحرين وقيادتها، ومع العراق وقعت في فترة قصيرة لم تتعد الأيام قرار عدم تدخلها بالشأن البحريني، إلا أنها وجهت دعوة في كافة محافظاتها للتظاهر لما سمي (بالنصرة لشعب البحرين). وقال إن هذه الفترة حرجة جداً ومع وضع الوفاق المتذبذب، كان القرار النهائي إدخال قاسم في صراع السياسة باسم الدين ودعوة من الدين، تم ابتعاث مجموعة للترتيب خلال أيام للتحشيد خارجياً للتعاون مع ما تسمى بالمعارضة البحرينية، وقررت الوفاق التجمهر للتحشيد للمسيرة التي سميت (بمسيرة لبيك يا بحرين)، ولم تكن للجمعيات المتحالفة أي دور يذكر لسيطرة قوى الوفاق على الشارع الشيعي، والتأسيس لقوة جديدة باسم (الفتوى الشرعية العينية) وبطابع (الجهاد فرض على كل شيعي) خرجت وفود إلى إيران للترتيب، وخرجت وفود إلى العراق، وخرجت وفود إلى لبنان التي لم تبد أي تعاون بسبب الظروف المحيطة وبعض التوترات بينها وبين قيادات حماس في الوقت الراهن، وأخرى إلى دول أوروبية. وأضاف “هكذا حققت الوفاق نصف المعادلة المطلوبة، وفرضت ذاتها على أنها القيادة الحقيقية للبلد والقادرة من جر الشارع لما تريد، فنفذت اعتصامها من الجمعة إلى الجمعة وروجت لمسيرتها الجمعة، وقد بدا واضحاً قُبيل المسيرة التي خرجت كلام سلمان الذي نُشر على صفحات شبكات التواصل الإلكترونية والاجتماعية قوله الموجه إلى القيادة: (هناك بعض الرسائل وبعض الحديث عن احتمالية غلق الشارع وأرجو أن لا يتم ذلك، لأن ذلك يعني أننا سنتجه إلى مسيرة أخرى بلغة مختلفة وقد لا تكون في شارع البديع، وإن أمرنا فعلنا مهما كان الثمن)، في الوقت الذي دعت وزارة الداخلية وعممت بشتى الوسائل الإعلامية من ضرورة تبديل مسار المرتادين لشارع البديع لوجود مسيرة مخطر عنها الجمعة من الساعة 3-6 مساءً، ومع كل هذا التعاون من أجهزة وزارة الداخلية وعلى رأسها وزير الداخلية يأتي هذا الاستفزاز المفرط دليلاً لوجود نية مُبيتة للتوجه لتقاطع الفاروق”. وأوضح المقابي أن إيران أبدت نفورها وحالة الاستنفار الدعوي وقيادات ولاية الفقيه بالدعوة إلى مسيرة البحرين، ودعت لتكون الجمعة مسيرة في كافة أرجاء الدول المساندة للبحرين ووجهت دعوات عبر القنوات الإعلامية المختلفة بالدعوة لها، كما جاء التعميم من قيادة الصدر في العراق، سبقتها بعض المسيرات الأربعاء والخميس وفي دول أوروبية، أستراليا وبريطانيا وغيرها، في وقت لا ملامح للربيع العربي فيه من وجود، ولكنها خشية الوفاق من فوت القطار وانتهاء الأزمة بحكمة القيادة دون تحقيق أدنى مطالبها لتعود في دائرة القرار قبل فوات الأوان، ومن أجل إعادة مسلسل تمكين قواها للعودة المرجوة ولو بعد سنوات، وكالعادة ظهر سلمان قبل المسيرة في قناة المنار لتوصياته كما ظهر في مارس العام الماضي في نفس القناة وذاتها ليعيد مجد نضاله من أجل إسقاط آل خليفة. وأشار إلى أن جدران الشارع خُط بشعارات مهينة (للذات الملكية) وإسقاط الحكومة، ورفعت شعارات تمس عائلة آل خليفة وكل مؤيد من الشعب لها، حرقت منازل، واعتداءات على المارة، وضرب بعض الأجانب، وأُتلفت بعض السيارات، وحصل ما حصل قبل وبعد المسيرة التي دعت لها ولاية الفقيه، ولم تلتزم مجاميع الحضور كما كان المتفق، مخالفة للقانون صريحة والقانون مجمد”. وأضاف “في الأخير سوف نُشير في وقت لاحق لمفصل جديد وفصل آخر من محاولات العبث بأمن البحرين بخطة جديدة نفذتها الوفاق وأجنداتها ولاتزال قيد الدراسة لترتيبها خلال الأيام المقبلة، نسأل الله أن يحفظ هذا الوطن من مخطط قوى التأزيم ومن يتبعهم، حفظ الله البحرين شعباً وقيادة”.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}