وليد صبري




* وحدة دول الخليج ضرورة لمواجهة إرهاب طهران


* أموال قطر في جيوب النظام الإيراني

* من الصعب على أمريكا تجاوز الخلاف الخليجي

* عقوبات أمريكية مرتقبة على حلفاء "حزب الله"

* واشنطن تدرك عدم وجود تطبيع شعبي بين العرب وإسرائيل

* على فرنسا التفريق بين الرصاص وبطاقات الاقتراع

* أمريكا تدعم مطالب الشعب اللبناني بالإصلاح ومكافحة الفساد

* لا علاقة بين حل الخلاف الخليجي وانتخابات الرئاسة الأمريكية

* سوريا إحدى أكبر الأزمات في المنطقة

أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي لمكتب شؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر أن "العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران و"حزب الله" استطاعت أن تشل النظام الإيراني وتحرمه من الوفاء بالتزاماته تجاه حلفائه بالمنطقة ولا سيما "حزب الله""، مضيفاً في رد على سؤال لـ"الوطن "أن العقوبات الأمريكية حرمت إيران من 70 مليار دولار، كان من الممكن أن تدعم بها مليشياتها لتنفيذ إرهابها في المنطقة".

وأوضح شينكر في إيجاز صحفي هاتفي ناقش فيه رحلته الأخيرة إلى الكويت وقطر ولبنان، بالإضافة إلى مناقشة إجراءات تتعلق بالأمن القومي الأمريكي ومنطقة الشرق الأوسط أن "الجهود الأمريكية متواصلة لحل الخلاف الخليجي"، مشدداً على أن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منخرطة بشكل كامل من أجل إيجاد حل للخلاف الخليجي؛ لأنه ثبت لدينا أنه من الصعب تجاوز الخلاف الخليجي ونحن نسعى بجدية لإيجاد حل بهذا الشأن، رغم أننا ندرك أن الخلافات قوية وعميقة".

وذكر أنه "جراء الأزمة الخليجية فإن قطر تدفع أموالا إلى إيران نظير استخدام مجالها الجوي، وبالتالي تذهب هذه الأموال إلى جيوب النظام الإيراني".

وتحدث مساعد وزير الخارجية الأمريكي لمكتب شؤون الشرق الأدنى عن "جولته في الخليج التي شملت، الكويت وقطر ولبنان"، مؤكدا أن "واشنطن تثمن الشراكة القوية والإستراتيجية مع الكويت، وقدمنا الشكر للكويتيين على جهودهم المستمرة، فيما تمت مناقشة الحوار الإستراتيجي في قطر، وفي لبنان أكدنا للمسؤولين اللبنانيين التزام أمريكا بالوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في مأساة انفجار مرفأ بيروت، ودعم واشنطن للشعب اللبناني ومطالبه المشروعة من أجل الإصلاح ومكافحة الفساد، ولا سيما المتصل بـ"حزب الله"".

وشدد شينكر على أن "أمريكا تحترم سيادة دول الخليج"، مؤكدا أن "وحدة الخليج ضرورة ملحة في مواجهة إرهاب وتهديدات إيران، ولدينا عمل مهم ونريد أن نرى الأطراف المنخرطة، وقد حلت هذا الخلاف؛ لأنه من الأفضل أن تتوحد دول المجلس من أجل تجاوز تحديات منطقة الشرق الأوسط".

وفي رد على سؤال حول تحرك واشنطن لحل الأزمة الخليجية قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل، أفاد شينكر بأنه "لا علاقة بين التحرك الأمريكي لحل الخلاف الخليجي والانتخابات الرئاسية الأمريكية".

وتطرق شينكر إلى الخلاف الجوهري، بين الحكومة الأمريكية والحكومة الفرنسية بشأن تصنيف "حزب الله" على قوائم الإرهاب"، مبيناً أننا "قلنا للفرنسيين إنه بالنسبة إلى "حزب الله" هو منظمة إرهابية، ولا يمكن لمنظمة إرهابية أن تشارك في السياسة اللبنانية، وأمريكا تؤمن بالديمقراطية، لذلك ينبغي أن نفرق بين الرصاص وبطاقات التصويت؛ لأن الأحزاب السياسية ليس لديها مليشيات، و"حزب الله" لديه مليشيات، وتلك إحدى الخلافات بيننا وبين باريس".

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأمريكي لمكتب شؤون الشرق الأدنى، أننا "ننظر بشكل مستمر في العقوبات على قيادات "حزب الله" والمنخرطين معه، وهؤلاء المشمولون بالعقوبات قدموا مساعدات مالية لـ"حزب الله" وفوائد اقتصادية حصل عليها الحزب، وبالتالي تمكن الحزب من إقرار الفساد، وينبغي أن تكون هذه الرسالة لمن يتعامل مع الحزب وأيضا عليهم مسؤولية باحتياجات شعبهم، ينبغي أن تكون هذه الرسالة إلى الجميع".

ولفت مساعد ​وزير الخارجية​ الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى إلى أن "الرسالة التي حملتها خلال زيارتي إلى ​بيروت​، هي للتأكيد أننا نقف إلى جانب الشعب اللبناني، وخصوصا بعد الانفجار في ​مرفأ بيروت​ وفي دعوته إلى الإصلاح"، موضحا أن "العقوبات التي فرضت على الوزيرين السابقين ​علي حسن خليل​ ويوسف فنياونوس سببها أنهما وفرا دعما لـ"​حزب الله​"، ولذلك يجب أن يتحملا المسؤولية، والعقوبات ستتواصل على كل من يوفر دعما ومساعدة للحزب، كما أننا سنواصل فرض الضغوطات على "حزب الله" وداعميه".

وشدد شينكر على أن "نزع "حزب الله" يمثل أولوية لإدارة الرئيس ترامب"، مضيفا أنه "لن يدلي برأيه الآن فيما يتعلق برئيس الوزراء اللبناني الجديد، ولكن نحن ننظر إلى الإصلاحات التي يجب أن تتبناها الحكومة اللبنانية الجديدة، ومكافحة الفساد، وكلها مطالب للشعب اللبناني".

ولفت إلى أنه "لا يشجع أي دولة حليفة أو صديقة على التدخل في تشكيل الحكومة اللبنانية، كان الفرنسيون قد حاولوا من قبل، لكن لا أعتقد أن أي طرف يمكن أن يملي على اللبنانيين ما ينبغي أن يفعلوه أو يختاروه، وأمريكا تتحدث عن مبادئ الإصلاح، وليس الحديث عن أشخاص أو أفراد، لا بد من أن يكون الشعب اللبناني نفسه هو من يختار؛ لأنه أظهر إحباطا بشأن الطبقة السياسية، ولا أعتقد أنه سوف يكون أمرا صحيا ومساعدا أن نختار نحن تشكيل الحكومة اللبنانية".

وتحدث عن "عقوبات أمريكية مرتقبة على حلفاء لـ"حزب الله""، مستبعداً في الوقت ذاته "ذكر أي أسماء أو شخصيات أو كيانات"، على غرار شخصيات لبنانية مثل جبران باسيل وغسان سلامة، مؤكداً أن "هذا الأمر يستلزم وقتاً من أجل التدقيق والمتابعة".

وفي رد على سؤال لـ"الوطن" حول جدوى العقوبات الاقتصادية على إيران و"حزب الله"، أفاد شينكر بأن "العقوبات الأمريكية حرمت إيران من نحو 70 مليار دولار كانت تخطط لأن تدعم بها مليشياتها في المنطقة، وبالتالي فإن العقوبات تحقق غاياتها وتخنق النظام الإيراني وتمنعه من تنفيذ أجنداته في المنطقة ودعم مليشياته".

وقال: "إنه خلال جولته ناقش مع الحلفاء والأصدقاء أزمة سوريا"، معتبرا أنها "إحدى أكبر الأزمات في الشرق الأوسط، ولا سيما ما يتعلق بجهود أمريكا هناك، ومستقبل نظام الرئيس بشار الأسد، وقرار مجلس الأمن، والوجود الروسي والإيراني، وأزمة اللاجئين وعودتهم إلى بلادهم، وكل هذه الموضوعات تمت مناقشتها".

وفيما يتعلق باتفاقية الحدود بين لبنان وإسرائيل أفاد شينكر بأنه "لم نصل إلى أي اتفاق بشأن ​ترسيم الحدود​، و​ديفيد ساترفيلد​ قضى سنة كاملة بين لبنان و​إسرائيل​ لمحاولة الوصول الى إطار عمل لبدء المفاوضات، هذا الأمر كان يجب أن ننتهي منه منذ وقت طويل؛ لأنه سيفتح المجال أمام لبنان وإسرائيل لتحقيق التقدم".

وقال: "بالنسبة للاتفاق المبرم بين الإمارات وإسرائيل، كان أهم بنوده وقف إسرائيل لضم أي أرض فلسطينية".

وفي رد على سؤال حول زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى لبنان، قال شينكر: "إنه يستنكر هذه الزيارة لأنه يعتبر "حماس" منظمة إرهابية وإسماعيل هنية مدرج على قوائم الإرهاب".

وفيما يتعلق بإمكانية أن يكون هناك تطبيع شعبي مع إسرائيل على غرار التطبيع الدبلوماسي الرسمي بين الدول، قال: "إنه يأمل ذلك ويدرك أن التطبيع الشعبي ليس متحققاً سواء في مصر أو الأردن، لكننا نأمل ذلك من أجل أن يكون هناك سلام على مستوى الشعوب، وأن تكون هناك مصالح اقتصادية مشتركة، ومن بينها التشجيع على السياحة".