(إفي):

لن يعود استمرار النجم ليونيل ميسي في برشلونة بالفائدة فقط على النادي نفسه وجماهيره، الذين سيكونون قادرين على الاستمرار في الاستمتاع باللاعب الأرجنتيني لموسم آخر على الأقل، ولكنه أيضا يمثل خبرا جيدا للعلامات التجارية المرتبطة ارتباطًا وثيقا بهذا النجم العالمي مثل برشلونة وكاتالونيا.

وهذا ما ذكرته آنا باستيدا، مسؤولة العلامات التجارية للسياحة الرياضية بالوكالة الكتالونية للسياحة في تصريحات لـ(إفي)، حيث أكدت "نحن مقتنعون أن ربط شخصية معروفة مثل ميسي ببرشلونة، لها تأثير مضاعف على العلامة التجارية لمدينة برشلونة، وبالتالي أيضا كتالونيا".



وأضافت أن "برشلونة يلعب دور السفير لكتالونيا في العالم، لذلك أبرمت وكالة السياحة الكتالونية مع النادي اتفاقية شراكة عام 2012 بهدف الترويج لهذه الوجهة السياحية في الأسواق الدولية".

ولتحقيق هذا الهدف، انضمت الوكالة خلال السنوات الأخيرة إلى رياضيين آخرين مثل جيرارد بيكيه وكارليس بويول وريكي روبيو وميريا بيلمونتي وإدورني باسابان وكيليان جورنيت.

وترى نيكول كاليمبا، الدكتورة في الاقتصاد والأستاذة في مدرسة "يو بي إف برشلونة" المتخصصة في السياحة الرياضية، أن "العديد من السائحين يأتون إلى برشلونة لغرض رئيسي هو أن يكونوا قادرين على مشاهدة مباراة للبرسا، وعلى وجه التحديد، لمشاهدة ميسي يلعب، وهو أحد أفضل الرياضيين في كل العصور".

وقبل جائحة فيروس كورونا المستجد، ساهم البلاوجرانا بنسبة 8% في السياحة بمدينة برشلونة، وكانت رحلة "Experience Tour" (جولة التجربة)، التي تشمل زيارة الكامب نو ومتحف نادي برشلونة، تحظى بأكثر من مليوني زائر سنويا.

وأضافت كاليمبا، "لا شك في أنه بفضل ميسي، تعززت السياحة المحلية في السنوات الأخيرة، وحتى أدا كولاو، عمدة برشلونة، قالت إنه رمز لا ينفصل عن المدينة والنادي".

علاوة على ذلك، طلبت كولاو من النادي الكتالوني القيام "بكل شيء ممكن" من أجل الإبقاء على اللاعب الأرجنتيني.

حتى كيم تورا، رئيس إقليم كتالونيا، تحدث عن رغبة ميسي في الرحيل عن قلعة الكامب نو، وفعل ذلك من خلال تغريدة اعتبر فيها رحيل اللاعب أمرا مفروغا منه وشكره عن كل ما ساهم به في كتالونيا.

وأقرت كاليمبا بأن "رحيل ميسي كان سيكون له تأثير خطير على برشلونة كوجهة سياحية وكان سيؤثر على العديد من مجالات الأعمال الأخرى. إنه أحد سفرائها الرئيسيين في العالم، وكذلك بالنسبة لكتالونيا. أناس من أماكن أخرى العالم يربطون هذه العلامات السياحية بميسي".

واعتبرت أن "وجود ميسي، اللاعب الذي قضى كل مسيرته الاحترافية في البرسا، ساعد برشلونة وكتالونيا كثيرا كعلامات تجارية وتوليد الطلب عليهما كوجهات سياحية".

لكن على أي حال، تواجه السياحة في برشلونة حاليا مشكلة أسوأ بكثير من رحيل ميسي، وتتمثل في جائحة فيروس كورونا المستجد.

لذلك توصي كاليمبا برشلونة بـ"الاستفادة من الفرصة لإعادة تعزيز مكانته كعلامة تجارية، لاسيما في مرحلة مثل الوقت الراهن، الذي يبدو فيه أن مشروع البرسا يحتاج إلى وقت للعودة إلى ما كان عليه منذ فترة".