حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي مرض الكوليرا في الشهور المقبلة في سوريا، حيث زاد عدد الإصابات بالأمراض المنقولة عبر الماء، مثل التيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي، بسبب تدهور مستوى النظافة.

وأضافت أن مياه الشرب الآمنة متوفرة بنسبة ثلث ما كان متوفرا قبل اندلاع الحرب قبل نحو أربعة أعوام. وأشارت إلى أن المياه تقطع لمعاقبة المدنيين في بعض الأحيان.

وفي هذا السياق، قالت الطبيبة إليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إنه تم رصد نحو 31 ألف حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ. في سوريا العام الماضي وأكثر من 1000 حالة أسبوعيا منذ يناير الماضي.

وأضافت في تصريح صحفي: "نرى هذا عادة حينما يكون الجو أدفأ.. ولكن ذلك يشير أيضا إلى أن الناس لم يعد بمقدورهم الوصول إلى مياه شرب آمنة كما كان الحال من قبل".

وأضافت: "مع مجيء الموسم الأدفأ، فإن ما يشعرنا بالقلق على وجه خاص هو الكوليرا. هذا هو خوفنا الرئيسي، ولكننا لم نشهده حتى الآن".

وتابعت: "ولكن من الواضح تماما أن الوضع سيصير أخطر بكثير.. واستخدمت المياه كغنائم حرب وقطعت عن مناطق بعينها مما يدفع الناس للشرب من مناطق غير آمنة".

وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن الكوليرا، وهي إصابة في الأمعاء كثيرا ما ترتبط بمياه الشرب الملوثة، تسبب إسهالا حادا وحالة قيء، كما تُعرض الأطفال الصغار للوفاة بسبب الجفاف.

وتتفشى الأمراض المعدية في ظروف الازدحام وتردي مستوى النظافة. ووجهت منظمة الصحة العالمية مناشدة لجمع 116 مليون دولار لتوفير أدوية ورعاية صحية لنحو 12.2 مليون شخص في مختلف أنحاء سوريا هذا العام.

ويصاب نحو 25 ألف شخص كل شهر جراء المعارك، وهو ما يتطلب مستلزمات طبية ونقل دم آمن وعقاقير مخدرة. وأدخلت منظمة الصحة العالمية يوم الأحد الماضي مؤنا طبية وأدوية تشتد الحاجة لها إلى الجزء الشرقي من حلب.