لطالما وصفت البحرين دوماً بقيادة حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، بأنها «مملكة السلام»، داعية إلى التعايش السلمي والتسامح، مستندة في ذلك إلى تاريخ وحضارة تمتد عبر آلاف السنين.

وفي موازاة ذلك، تؤكد البحرين دوماً، قيادة وحكومة وشعباً، تمسكها بسيادتها التي تعتبرها خطاً أحمر لا يقبل المساومة لأن قراراتها نابعة من ثوابت وطنية وعربية ومصالح أمنية عليا.

إن القاصي والداني يدرك تماماً أن خطوة إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل تتماشى مع ثوابت المملكة لإيمانها القوي بأن السلام هو الخيار الاستراتيجي الأمثل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي نفس الوقت يتذكر العالم أجمع كيف أن البحرين على مدار عقود وهي تأخذ على عاتقها دعمها للشعب الفلسطيني وحقوقه لأنها تعتبرها ثوابت عربية لا يمكن الحياد عنها.

من يراجع التاريخ يتأكد دوماً أن البحرين كانت دائماً وأبداً نصيرة للشعب الفلسطيني من خلال مبادرات وقرارات ومساعدات تسعى لحماية مقدرات الأخوة الفلسطينيين ديدنها في ذلك التمسك بالثواب العربية والحقوق الفلسطينية.

خيار البحرين للسلام يدفعها إلى التمسك بنشر الأمن والأمان في المنطقة، لأن المملكة تدرك تماماً أن إعلان تأييد السلام مع إسرائيل لا يتعارض مع مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية بل إنه يخلق فرصاً أفضل للشعب الفلسطيني في إقامة دولة مزدهرة ومستقرة.

إن البحرين بقيادتها وشعبها تؤمن أن هذا الاتفاق، يكمل ما سبق من اتفاقيات في هذا الإطار، وآخرها الاتفاق الإماراتي، حيث تفضي جميعها إلى حل سلمي يحمي مصالح جميع الفلسطينيين، ويضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

إن الهدف الرئيس من الاتفاق هو نشر السلام والدفاع عن قضايا ومصالح الأمة ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه.. وهذا بعيد تماماً عن «التطبيع».

لقد حان الوقت، لنبذ أية دعوات أو شعارات تقوض جهود السلام.. لقد حان الوقت أن يستمع العالم إلى رسالة البحرين للسلام باعثة بنداءات وتسابيح المودة والحب والتسامح، نحو البناء والإعمار، ووضع نهاية حتمية للآلام والدمار والخراب في منطقة غرقت في الدماء على مدى عقود مضت، لأن البحرين كانت وستبقى دوماً.. مملكة السلام.