«قطها في رأس عالِم واطلع سالم»، هو مثل شعبي معناه، إذا أردت التنصل من المسؤولية فأرجع ما تقوم به من فعل لأي عالِم.. وسأكتفي بتسميته كما أورده المثل الشعبي «عالِم» ولك يا عزيزي القارئ حرية اختيار نوع العالم..

هذا المثل الشعبي يطرق باب مخيلتي في كثير من الأمور التي نعيشها حالياً، ولعله حالياً أفضل إسقاط على ما نعيشه..

خطوط حمراء تربينا عليها حتى بتنا نخشى الاقتراب منها لكي لا يثور علينا المجتمع، ونصبح منبوذين، وفي عصر الانفتاح والتكنولوجيا نخشى ونخاف أن يثور علينا «الذباب الإلكتروني» ويلطخنا بأسوأ الألفاظ ويلفق لنا قصصاً قد يصدقها مجتمعنا الطيب. من أهم هذه الخطوط الحمراء موضوع «العالِم» الذي ذكر في المثل الشعبي.. فمن منا يملك الجرأة لكي يحتج على قرار «عالِم»؟!! من يملك الجرأة لكي يقف ويقول له بصوت مرتفع «إن قرارك ليس في صالح المجتمع، وأن له نتائج سلبية»؟، ومن يملك الجرأة بأن يفصل بين آراء وفتاوى «العالِم» عن المجتمع وعن القرارات المدنية؟؟ ومن يملك الجرأة لأن يقلص دور «العالِم» في مجتمعاتنا التي باتت تقدس أراء وفتاوى هذا «العالِم»؟؟

* رأيي المتواضع:

خطوط حمراء تجعلني أكتب هذا المقال بحبر سري وكلمات فضفاضة يأولها كل قارئ حسب مزاجه، أو مزاج «العالِم» الذي يؤمن به ويمتثل لكل ما يفتي به..

هذا الكلام الذي أقوله لا يخص أفراد المجتمعات وحسب، بل يخص كل شيء حولنا، فإذا ما أردنا شحذ همم المجتمع نحو موضوع معين استخدمنا فتوى «العالِم»، وإذا أردنا أن ننهي عن القيام بفعل معين استخدمنا فتوى «العالِم»، حتى بات هذا «العالِم» متناقض في فتواه وآرائه..

وكأن إمعان العقل والتدبر والتفكر الذي أُمرنا به أصبح من المحرمات..

«أنتم أعلم بأمور دنياكم»، وما رأس العالِم التي لم تعد تستحمل أخطاءكم إلا خدعة وتضليل لتعطيل التفكير والتأمل والتقدم والنماء... ولن أزيد.