عديدة هي التعليقات التي وصلتني على المقال المنشور هنا الخميس الماضي بعنوان «عاشوراء هي السبب»، وضح منها أن هناك من لم يفرق بين عاشوراء التي تمثل الكثير لكل المسلمين بل لكل الناس في العالم حيث يتم الاحتفال بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام سبط الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وهو ما كان بعيداً عن موضوع المقال وبين ظروف الممارسة التي حصلت في عاشوراء وأدت – مع غيرها – إلى تمكن فيروس كورونا (كوفيد19) وارتفاع أعداد المصابين به.

المقال لم ينتقد عاشوراء وإنما انتقد البعض الذي حرص على إحياء مظاهره رغم علمه وتيقنه من أن مثل هذه التجمعات يمكن أن تكون سبباً في انتقال العدوى والتأثير سلباً على الخطط المعتمدة من قبل الحكومة للقضاء على الفيروس ورغم البيانات التي صدرت عن العديد من علماء الدين وخطباء المنبر الحسيني وتدعو إلى الاكتفاء بالإحياء من بعد. كما انتقد عملية التحريض من الخارج والتي استغلت العواطف وروجت لفكرة أن هناك من يريد تخريب العزاء ومحاربة الحسين ووصلت حد اعتبار من لا يشارك في الإحياء بتواجده محارباً للحسين ومشاركا في الخطط الرامية لإنهاء مظاهر الاحتفال به!

ليست عاشوراء هي سبب ارتفاع أعداد المصابين بكورونا وإنما السبب هو الإصرار والعناد الذي أبداه البعض وعمل على إحياء المناسبة في كل الأحوال اعتقاداً منه بأن ما روج له مريدو السوء من الخارج صحيحاً وأن عليه أن يمارس مسؤولياته تجاه الحسين وأن عدم المشاركة تعني المساعدة في إسقاط راية الحسين.

ارتفاع أعداد المصابين بكورونا في هذه الفترة – منطقاً – لا يمكن أن يكون نتيجة هذه الممارسة دون غيرها، فهناك أسباب أخرى أيضاً أدت إلى ذلك، ولكن مهم جداً عدم إغفال هذا السبب ومهم الجهر به لأنه سبب رئيس ولأن مثل هذا الأمر لا يحتمل المجاملة، لهذا عمدت الأوقاف الجعفرية إلى اتخاذ ما يلزم من قرارات لمنع تكرار ما حدث.