كل الكلام السلبي الذي قيل في الأيام الثلاثة الماضية عن خطوة مملكة البحرين التاريخية لتحقيق السلام في المنطقة لا قيمة له، فهو إما أنه صادر عن عاطفة استبعد أصحابها فعل العقل أو صادر من أناس يتخذون من البحرين موقفاً في كل الأحوال أو ممن يعانون من عدم القدرة على قراءة الواقع والاستفادة منه لصنع المستقبل. مثل هؤلاء لا يمكنهم تفهم معنى أن الخطوة تعزز التنمية والازدهار بالمنطقة وتفتح مجالات للتعاون وأنها من أجل السلام أولاً وآخراً. هؤلاء لا يمكنهم استيعاب فكرة أن الخطة إيجابية ومشجعة وأنها رسالة إلى شعب إسرائيل ملخصها أن «السلام العادل والشامل مع الشعب الفلسطيني هو الطريق الأفضل والمصلحة الحقيقية لمستقبله ومستقبل شعوب المنطقة».

أولئك لا يمكنهم تفهم أنه «حين تضع مملكة البحرين نهج الانفتاح والتعايش مع الجميع في مقدمة أولويات سياستها الخارجية فإنها تبني على قرون من التعايش والتمسك المجتمعي فيها بين مختلف الأعراق والديانات» ولا يمكنهم استيعاب أن هذه الخطوة «واقعية لمواجهة التحديات الاستراتيجية وحماية المصالح الوطنية» وأنها «تحقق أهداف مبادرة السلام العربية وتضمن نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وتحقق السلام الدائم»، وبالتأكيد لا يمكنهم فهم واستيعاب حقيقة أن إعلان تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل «إجراء سيادي يمثل موقفاً شجاعاً يعكس حكمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى ورؤية جلالته الثاقبة» وأن هذا الأمر «سينعكس على خدمة المصالح العليا لمملكة البحرين داخلياً وخارجياً وسيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار».

أولئك لا يمكنهم فهم واستيعاب أن الخطوة التاريخية هذه «واقعية تساعد على إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي» خصوصاً وأن البحرين أكدت دعمها الثابت والدائم تجاه حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.

وحدهم الناظرون إلى الخطوة بعين العقل يقولون ما قاله ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة «أنا بحريني وأدعم قرار جلالة الملك المفدى في تحقيق السلام».