تبدو المحكمة العليا في الولايات المتحدة داعمة لامرأة مسلمة هي سامنتا ايلوف في دعوى ضد متاجر "ابركرومبي" بتهمة ممارسة التمميز لرفضها توظيفها في العام 2008 بسبب ارتدائها الحجاب.
وتقدمت الوكالة الفدرالية للمساواة في مجال العمل بالدعوى ضد سلسلة متاجر الالبسة الجاهزة "ابركرومبي اند فيتش" (ايه&اف) بالنيابة عن ايلوف التي حالت سياسة المتاجر بشأن الزي المعتمد دون توظيفها بسبب معتقداتها الدينية.
وفي العام 2008 تقدمت ايلوف حين كانت في السابعة عشرة للعمل كبائعة لدى "ابركرومبي" لكن طلبها رفض بدافع انها كانت ترتدي الحجاب اثناء مقابلة التوظيف، لان ذلك يتعارض مع سياسة المتجر بخصوص الملابس الموصى بارتدائها.
وتؤكد المؤسسة المعروفة في عالم الموضة في حججها للمحكمة ان بائعيها "ملزمون بعرض ازياء ابركرومبي للزبائن".
ويمنع موظفو المحل من ارتداء الحجاب او اعتمار اي نوع من "القبعات" بل عليهم الالتزام بالزي الرائج بين طلبة جامعات الساحل الشرقي. واي خروج عن هذا النهج يعرض صاحبه لعقوبات تأديبية تصل الى الصرف من الخدمة.
وخلال جلسة استماع استمرت ساعة الاربعاء بدا عدد من القضاة غير مرتاحين للقضية.
ويقول محامو ايلوف ان القانون الفدرالي الصادر في العام 1964 لحماية الحقوق المدنية ينطبق على هذه الحالة، وهو ينص على انه لا يجوز رفض توظيف اي شخص بسبب ديانته، الا اذا اظهر صاحب العمل انه لا يستطيع اخذ المعتقدات الدينية للموظف بالاعتبار من دون التأثير بشكل كبير على نظام العمل.
اما "ابركرومبي" فتتذرع بان ايلوف لم تطلب اعفاءها أو استثناءها من ارتداء ملابس الشركة انسجاما مع معتقداتها الدينية.
وبدا ثمانية من القضاة التسعة في المحكمة وكأنهم يدعمون موقف الحكومة والمنظمات الدينية التي تطالب بحق الفتاة المسلمة.
وقال القاضي سامويل اليتو ان "السبب الوحيد لعدم تعيينها هو معتقداتها الدينية". واضاف ان "ابركرومبي" افترضت ان الفتاة سترتدي الحجاب في حال توظيفها لانها كانت ترتديه خلال المقابلة.
وسأل اليتو عن سياسة المتاجر في حال تقدم للعمل شخص يرتدي الثياب السوداء او احد اتباع ديانة السيخ يرتدي العمامة او حتى يهودي يرتدي الكيبا. ثم توجه بالسؤال الى محامي المتاجر بالقول "هل تعتقد ان كل واحد منهم سيقول (خلال المقابلة): اني ارتدي بهذه الطريقة بسبب معتقداتي الدينية؟"
ومن جهته اضاف القاضي ستيفن بريير ان هناك ملايين الاشخاص الذين من الممكن التعرف على ديانتهم من خلال ملابسهم او اسمائهم.
وبدوره اعتبر رئيس المحكمة جون روبرتز ان على الشركة "مراعاة" المعتقدات الدينية.
ويدعم الشابة ائتلاف من المنظمات الدينية والحكومة الاميركية التي تقدمت هي نفسها عبر الوكالة الفدرالية للمساواة في مجال العمل بالدعوى امام المحكمة العليا. فبعد حصول الشابة المسلمة على 20 الف دولار كعطل وضرر في محكمة البداية ردت الدعوى في الاستئناف.
وقالت ايلوف في بيان "انا ممتنة للهيئة الفدرالية للمساواة لرفعها قضية العنصرية الدينية هذه امام المحكمة". واضافت "انا لا ادافع عن نفسي فقط بل عن كل الاشخاص الذين يريدون الالتزام بديانتهم اثناء العمل".
ومن المفترض ان تصدر المحكمة قرارها في نهاية شهر حزيران/يونيو المقبل.