انطلاقاً من تعاظُم النفوذ الإيرانيّ والتركيّ تغيرت بعض قواعد لعب الخليجيين لضبط التوازنات الإقليمية، ومن تلك التغيرات نزعة الهجومية والأعمال التعرضية السياسية والعسكرية في سوريا وليبيا واليمن، كما أن هناك من ينحو بخطوات مدروسة منحى جديداً دون تحفظ أو تورية حتى وإن تعارضت مع منطلقات وثوابت قومية سابقة، وأخيراً احترام المواثيق التحالفية خصوصاً مع مكونات حلف «الناتو». وواشنطن سفينة قيادة ذلك الهيكل الدولي، فما هو موقف دول الخليج من الانتخابات الأمريكية نوفمبر 2020م!

لقد كان ترامب –في تقديرنا– قاسياً على العالم برمته، لكنه تجاه دول الخليج لم يتجاوز صيحات الابتزاز اللفظي، وبناء على وصف المحللة السياسية كارين يونج Karen Young، تراجع ترامب ولم يعد يكررها بعد اقتناعه أن دول الخليج غير مقصرة في الإنفاق لأجل إقامة نظام يردع إيران وتركيا وداعش والحوثيين والحشد. فقد كان موقف ترامب يتسم بوجود «النقطة العمياء» فالخليج هو النقطة أو المساحة أو القضية التي عجز ترامب عن رؤيتها وإدراكها رغم أهميتها الحاسمة في وصف الكاتبة في مقالها .US policy faces blind spots. أما غير ذلك فترامب شر على التحديات الإقليمية على الخليج سواء الهياكل الشريرة من الدول أو التنظيمات. في الانتخابات الأمريكية، تشغلنا إمكانية اندلاع الحرب مع إيران، كما يشغلنا مدى التزام أي من بايدن وترامب بأمن الخليج، ويشغلنا القيود المستقبلية على مبيعات الأسلحة. لكن علاقة ترامب بدول الخليج قوية، وأول زيارة خارجية له إلى الرياض حيث التقى بزعماء خليجيين وعرب ومسلمين، وهناك تنسيق خليجي أمريكي لشراكة مستقبلية واعدة. أما علاقة جو بايدن بالخليجيين فتقف على أرضية غير مستقرة يجللها قتامة إرث إدارة أوباما التي شغل فيها بايدن منصب نائب الرئيس، وكانت أسوأ مراحل العلاقات الأمريكية الخليجية لاسيما في أعقاب الاتفاق النووي الإيراني 2015 ورفع العقوبات عن إيران.

* بالعجمي الفصيح:

تعد وجهات النظر الشخصية للرئيس الأمريكي عاملاً رئيسياً، ضمن المحركات التي تشكل سياسة واشنطن، ووجهات نظر ترامب تناسب الخليج أكثر من بايدن، وكما رحب الخليج بفوز ترامب قبل أربع سنوات، سيرمي الخليج عقاله فرحاً بفوز ترمب مجدداً.

* كاتب وأكاديمي كويتي