نعم سنصلي بالقدس الشريف، وسنلتقي هناك بالأشقاء الفلسطينيين، سنشهد عصراً جديداً أكثر تفاؤلاً من السبعين عاماً الماضية، عصراً يتنفس من خلاله الأشقاء والأخوة من أهل فلسطين العزيزة نسائم الانفراج، بعد أعوام وحقب من المتاجرة بقضيتهم من بعض الفصائل التي تضاعفت ثرواتها دون أي مكسب حققوه.

من منا لا يبحث عن الأمن والأمان والسلام، ومن منا لا يعتبر السلام تمهيداً لبزوغ فجر جديد يعمل من خلاله أهل فلسطين العزيزة على تنمية ذاتهم ووطنهم، فما الذي تحقق بعد كل تلك السنوات، ولم لا نلجأ لخيار السلام بعد أن جرب الكل الخيارات الأخرى ولم تكن مجدية، بل جاءت نتائجها عكسية ولمصلحة أطراف بعينها، حتى أن بعض تلك الفصائل أهملت القضية الأم وحولت الصراع إلى صراع داخلي وتهافت على السلطة والحكم، بينما الشعب الفلسطيني الأبي يعاني الأمرين.

اتفاقيات السلام لها أبعاد كثيرة، وأهدافها واضحة وجلية، على عكس أهداف بعض الفصائل التي باتت وكأنها عصابات مرتزقة تتلقى الدعم والأموال من منظمات ودول إرهابية، لا تهمها القضية الفلسطينية ولا الشعب المناضل والصامد، لذلك تأتي تلك الاتفاقيات التي وقعتها البحرين وسبقتها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة اتفاقيات واضحة وصريحة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني، والإعلان عنها أمام الملأ وليس داخل الغرف المغلقة التي تعرف حماس ومن على شاكلتها دهاليزها ومتاهاتها.

تكفي سبعين عاماً من المتاجرة والتكسب، ويكفي فلسطين ما هالها من المآسي والأحزان، وآن الأوان لفتح صفحة جديدة بيضاء عنوانها الرئيس هو السلام، وبنودها حقوق الشعب الفلسيطني، وشروطها ردع الإرهاب وعملائه.

من أراد اللحاق بركب السلام فأهلاً وسهلاً به، ومن سيتشدق بشعارات وهمية وهو جالس في منزله متنعم برفاهيته ويحارب من خلف شاشة هاتفه ويضع القدس شعاراً تعريفياً له وهو لا يعلم عن فلسطين سوى إسمها فسنقول له واصل سباتك فقد وصلت لنهاية محطتك التجارية وآن الأوان لكشف زيفك وزيف ادعاءاتك.

أما نحن فسنصلي في المسجد الأقصى... وكفى.