رغم المبدأ الذي انتهجته مملكة البحرين منذ استقلالها في دفاعها عن الشعب الفلسطيني الذي يمثل قضية العرب الأولى، التي كانت ومازالت على قائمة أولويات السياسة الخارجية للمملكة، ولم تتردد يوماً عن دعم هذه القضية سياسيّاً ومعنويّاً واقتصاديّاً ترجمة لدعوتها الدائمة لإحلال السلام وترسيخ مبدأ التعايش السلمي، إلا إنها لم تسلم من النقد المستمر من قبل الفصائل الفلسطينية ومن يمثلهم، لم يكتفوا بالنقد فقط، بل قاموا بحرق علم البحرين وصور رموزها وعلقوا اليافطات التي تسيء لرموزها الوطنية. ورغم كل ذلك إلا أن حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وبحكمته المعهوده لن يتوانى يوماً عن توجيه إمكانيات البحرين للتخفيف من أعباء الشعب الفلسطيني. علماً بأنه لم يقتصر استخدام سياسة النفس الطويل مع الجانب الفلسطيني فقط، بل تم استخدمها كذلك مع من ارتهنوا لدعم وتنفيذ سياسة دولة الشر إيران، الذين اختبؤا خلف أصابعهم، وآخرين ارتبطت أفعالهم بالغدر والخيانة مع النظام الحاكم بمنطقة الزبارة «قطر» وما زالوا مقيمين هناك. ليس المقصود من هذا الاستعراض التاريخي التأجيج أو التأليب، ولكن لشرح سياسة مملكة البحرين المتسامحة الداعية دوماً لسلام.

المتاجرة بالقضية

ثارة حفيظة قياديي السلطة الفلسطينية وفصائلها عندما تم وصفهم بتجار القضية الفلسطينية، واتهموا البحرين والإمارات بـ «صهاينة العرب»! لذلك وجب وضع النقاط على الحروف، دعونا نبحث عن إجابات لبعض التساؤلات التي يبحث عن أجابتها الكثيرون.، أين يقيم أبناؤكم وما الجنسية التي يحملونها وما الشركات والمؤسسات التجارية التي يديرونها، وما حجم استثماراتكم؟

لماذا لم تصدروا بياناً واحداً لإدانه تدخلات دولة الشر إيران بالدول العربية ودعمها لميليشيات الحوثي الذي يطلق صواريخه ومسيراته على السعودية؟ ولماذا لم نرَ استنكاراً واحداً تجاه ما يقوم به «حزب الله» الإرهابي في لبنان، أو ما يقوم به «حزب الله» العراق الإرهابي من مجازر في سوريا؟ لماذا لم تدينوا الأعمال المنحرفة التي تقوم بها تركيا تجاه الدول العربية عبر إرسال مرتزقتها إلي ليبيا وسوريا وتدخلاتها في السودان وسحلها للأكراد في العراق؟ ليس هذا فحسب بل على الرغم من أن النظام الإرهابي الحاكم بمنطقة الزبارة «قطر» قام بتمزيقكم «سياسياً واقتصادياً وجغرافياً»، «فتح، حماس» عبر شنط المال السوداء إلا أنه لم تقوموا باستنكار ما قام به هذا النظام الفاسد وذلك يرجع إلى أن أبناءكم وبعض قادتكم حصلوا على الجنسية القطرية ومقيمين هناك، وهذه حقيقة لا تستطيعون إنكارها ولا نستنكرها على من قدم مصلحته الشخصية على مصلحة شعبه.

* خلاصة القول:

نُذكر الأمناء العامين للفصائل والميليشيات الفلسطينية، الذين أصدروا بياناتهم وتهديداتهم ضد دول الخليج العربي، أنتم من أضر بالقضية الفلسطينية، لقد تحالفتم مع اليسار اللبناني وتسببتم في حرب راح ضحيتها اللبنانيون باسم القضية، وأشعلتم الحرب في الأردن، ووقفتم ضد قرارات دول الخليج العربي الساعية لوقف التدخل الإيراني والتركي في الشؤون العربية واجتمعتم ودعمتم جرائم ميليشيات الحوثي في اليمن. لذلك نقول إنكم تتاجرون بالقضية الفلسطينية ودماء الشعب الفلسطيني وهذا ما سيتم وقفه عبر تفاهمات سياسية جديدة توقف استنزافكم لمقدرات شعوب دول الخليج العربي باسم القضية، وتعزز الأمن والاستقرار في المنطقة وتراعي حقوق الشعب الفلسطيني.