اعتقاد النظام الإيراني أن الخطوة التاريخية التي خطتها مملكة البحرين وقبلها دولة الإمارات العربية المتحدة بإقامة علاقات دبلوماسية بينهما وبين إسرائيل المراد منه ضرب أمن إيران جعله يلجأ إلى التهديد والقول: «إنه يحمل البحرين والإمارات مسؤولية أي خطوة في هذا الصدد» ويهاجم القرار السيادي للبحرين والإمارات، ويصفه بأوصاف لا يليق التلفظ بها، وخصوصا من قبل من يعتبرون أنفسهم أوصياء على الدين والمذهب.

الواضح من ذلك وغيره هو أن خطوة البحرين والإمارات تسببت في تخريب خطط النظام الإيراني وإفشالها، وأنه صار عليه إعادة حساباته وبناء خطط جديدة خالية من بعض الأهداف، بالإضافة إلى تغيير بعض قناعاته واعتقاداته، التي منها أن تخويف دول الخليج العربي سهل يسير، وأنه يكفي لذلك الإعلان عن تمكنه من صناعة وإنتاج صواريخ جديدة.

لا علاقة لتلك الخطوة التاريخية بـ «البازار الانتخابي الأمريكي» الذي صار النظام الإيراني يتحدث عنه قائما وقاعدا، وإن لم يكن منطقيّاً القول: إن ترامب ونتنياهو لن يستفيدا من ذلك؛ فالسياسي يعمل على الاستفادة من كل جديد وكل طارئ، وهو ما كان يفترض أن يفعله النظام الإيراني، حيث كان بإمكانه اعتبار الخطوة فرصة لتصحيح أوضاعه وعلاقته بدول الخليج العربي كافة، بدل أن يفتح أبواباً جديدة لمعاداتها.

ما سيحدث بعد الآن هو أن النظام الإيراني سيوظف ويزعم عبارة أن «البحرين والإمارات ضحتا بالقضية الفلسطينية وخانتاها وطعنتا الفلسطينيين في الظهر» والتي تكررت كثيراً في الأيام الماضية، وسيعمد إلى تأليب العامة واستغلال عواطفهم للإساءة للبحرين والإمارات، معتقدا أن هذا الطريق سيدفع إلى قيام ثورة ضد الحكم في البلدين، وسيجعل العالم يتعاطف معه ويقف ضد أي تحرك، كالذي أوهم نفسه به يمكن أن تقوم به إسرائيل طالما أنها وقعت وستوقع بعض الاتفاقيات مع بعض دول الخليج العربي.

لو أن دول الخليج العربي تريد ضرب أمن إيران لفعلت منذ زمن. هي لم تسلك هذا الطريق لسبب بسيط هو أنها تؤمن بالسلام وتقدره.