الدفاع عن الوطن شرف وفرصة لا ينالها إلا القليل أو ذوو الحظ العظيم، وفي هذه المهمة العظيمة يفقد الإنسان في كثير من الأحيان أعز ما يملك ومنها الحياة. وفي سبيل الوطن ترخص كل الأثمان.

ودائماً ما نغبط جنود الوطن وقت الجد بأنهم ينالون فرصة تقديم التضحيات والدفاع عن هذا الوطن. رغم أن لكل إنسان فرصة ليتقمص دور الجندي والحارس لهذا البلاد، إلا أن أكثر الناس يفوتون هذه الفرصة ربما بسبب الجهل أو قلة الإدراك.

ومن الفرص التي ينتظرها الكثير وفي رأيي المتواضع، «فرصة التطوع في التجارب السريرية على لقاح فيروس «كورونا»»، وهي تجربة قد لا تتكرر في بلادنا مستقبلاً ولوقت طويل حال نجاحها -إن شاء الله-.

وقد يتردد الكثير من المواطنين والمقيمين في المشاركة في هذه التجربة بداعي الخوف من المجهول، وهو حق مشروع. وهو نفس الأمر الذي جعلني أتردد لأيام وأسابيع قبل أن أتوكل على الله، وأتفكر أن فرصتي لتقديم شيء لوطني لن تكون أصعب وأغلى من هذه التجربة، فنجاح هذه التجربة يعني أني جزء من هذه النجاح وأني جزء من هذا الجيش الذي خاض المخاطر من أجل الوطن.

فإن كنت أنتظر فرصة الدفاع عن وطني فهي هذه الفرصة، وهو عمل حقيقي ضد عدو حقيقي أي الفيروس. وليست صولات وجولات في مواقع التواصل الاجتماعية أتراشق فيها مع شخصيات نكرة أو الذباب، ظاناً بأني أدافع عن وطني فيما وطني لا تهزه جيوش من الذباب ولا يلتفت لها. فقتل ألف ذبابة لن يصنع حتى نصف بطولة.

وبالأمس سمو ولي العهد يثبت للجميع بأن القيادة أفعال لا أقول، ليكون جزءاً من هذه التجارب، ويقول كلمته بألاَّ شيء أغلى من البحرين.

وإن كنت لا تزال في مرحلة التردد، فلا بأس، يكفيك أن تكون جزءاً من الجيش الأبيض، وهم الكوادر الطبية التي تعمل بكل إخلاص وتضحية من بداية الجائحة، بأن تكون كما تطلبه البحرين، مواطناً ملتزماً بالتوجيهات حريصاً على نفسك ومن معك، وهذا الفعل لا يقل عن أي تضحية في سبيل الوطن.

فيا من قال يوماً أفديك بروحي يا بحرين، لا تجعل من هذا القول مجرد شعار وقصائد تغنى في الأعياد الوطنية، بل اجعله واقعاً وفعلاً وقت الجد، فليس المطلوب أن تتلقى رصاصات العدو دفاعاً عن البلاد، ولا أن تتصدر كل الوسوم «الهاشتاجات» بغرض الدفاع عن البحرين فقط، المطلوب أن تقتنع بأن البحرين أغلى ما نملك.