من المعروف أن التدريس علم وفن، فعلى الرغم من أنه يحتاج لتدريب وتخصص، إلا أنه يعتمد أيضاً على الموهبة، ونرى كثير من الناس الذين يعملون في مجالات مختلفة لديهم موهبة التدريس والقدرة على نقل المعرف بطريقة سلسلة وميسرة، فعلى الرغم من أن البعض يعمل كمهندس، أو في مجال الإدارة المالية أو في مجال العمل المصرفي، أو في مجال الطب والعلوم الطبية المساندة أوغيرها من التخصصات إلا أنهم لديهم القدرة والموهبة على شرح الدروس التعليمية الواردة في المنهج الدراسي بشكل مميزة، كما لديهم القدرة على ربط شرح الدرس بالتطبيق العملي في تخصصاتهم، مما يسهل على الطالب إتقان مهارات الدرس، فنجدهم يتطوعون بتقديم فيديوهات لدروس لبعض الموضوعات الدراسية بشكل مميز من خلال المواقع الإلكترونية.

وهذه الدروس متنوعة فتلاحظ العديد من الفيديوهات التي تقدم دروس تعليمية، في مجال الرياضيات والفيزياء، والأحياء، واللغة العربية، واللغة الإنجليزية، وتجويد القرآن الكريم، ولا تكتفي هذه الدروس التطوعية لمستويات التعليم العام بل تتجاوز ذلك للتدريب على اختبارات الامتحانات في اللغة مثل امتحانات «الإيلز»، والتوفل....... وغيرها وغالبية هذه الدروس مجانية تطوعية، فيستحقون عليه الشكر والتقدير، ولعل هذه الفيديوهات بديلاً فاعلاً عن دروس التقوية التي تنفق الأسر عليها مبالغ كبيرة، والحقيقة أن التطوع في مجال التدريس الإلكتروني «عن بعد» له فرص متنوعة مثل: شرح الدروس، أو تصميم ألعاب تعليمية للأطفال للتعلم الذاتي، والمشاركة في منصات للإجابة على أسئلة الطلبة وما يشكل عليهم من حل مسائل جديدة بالنسبة لهم، كما تفتح هذه المنصات الإلكترونية فرصة للتعلم التشاركي، وتعلم الأقران، والتفاعل التعليمي بين الطلبة مع بعضهم البعض، ليساعدهم على اكتساب المهارات المختلفة. ولوزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين تجربة مميزة في التطوع في التعليم. من هنا أتمنى من الوزارة إطلاق منصة إلكترونية للتطوع في مجال التعليم وأن تطرح هذه المنصة فرص مختلفة لمجالات التطوع التعليمي، مثل طرح ألعاب تعليمية، دروس تقوية، مواد تعليمية مساندة، مجموعات الأقران وغيرها، ومن الجميل أن يكرم المتطوعين الناشطين في هذه المنصة.. ودمتم أبناء قومي سالمين.