مؤلم قراءة أخبار مفادها أن أعداداً غير قليلة من المواطنين أصيبوا بفيروس كورونا (كوفيدـ19) نتيجة المخالطة في موسم عاشوراء، وسبب الألم إضافة إلى أن المتضررين هم من المواطنين هو أننا حذرنا كثيراً وقبل أن يبدأ موسم عاشوارء من الوقوع في هذا المأزق، فنشرنا المقالات وأبرزنا التصريحات الكثيرة التي أدلى بها خطباء المنبر الحسيني ولفتوا بها الذين اعتادوا على إحياء موسم عاشوراء أن الظرف هذا الموسم مختلف وأنه لا بد من الحذر وأخذ كل الاحتياطات اللازمة والاستجابة لتعليمات ونصائح فريق العمل الوطني المعني بمواجهة الفيروس بدقة،

زملائي وأنا في «الوطن» والزملاء في مختلف الصحف المحلية كتبنا الكثير من المقالات التي شرحنا من خلالها خطورة الأمر، والمعنيون في المآتم وهيئة المواكب الحسينية وخطباء المنبر الحسيني وإدارة الأوقاف الجعفرية قالوا الكثير وبينوا أنه لا مفر من اعتبار هذا العام استثناء والاستفادة من التكنولوجيا للتعبير عن حب الإمام الحسين عليه السلام، لكن للأسف لم يأخذ بما كتبنا وما صرحوا به إلا القلة بل عمد البعض إلى مخالفة تعليمات الفريق الوطني وصدق الإشاعات السالبة التي بثها أولئك الذين اختاروا الخارج موئلاً فاعتبر أن الحضور والمشاركة في كل الأحوال انتصار للحسين ولآل البيت.

بعد عاشوراء قال بعض الذين شاركوا في الاحتفاء بالمناسبة إن ازدياد أعداد المصابين هو بسبب عدم الالتزام بالتعليمات والإصرار على المشاركة، لكن اليوم وبعدما تبين دقة ما كتبنا وصدق ما صرح به المعنيون ازداد عدد الذين أقروا بذلك بل لم يعد أحد يشك في أن سبب ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس في هذه الفترة هو التجمعات التي أقيمت في عاشوراء والمخالفات.

ورغم أهمية هذا الاعتراف إلا أنه لا يغير من الأمر شيئاً، فالفأس وقعت في الرأس وأعداد المتضررين في ازدياد «آخر الأخبار أن المصابين في أسبوع كانوا 5040 شخصاً أي بمعدل 720 إصابة في اليوم» وهو ضعف ما كان يعلن عنه، ناهيك عن حالات الوفاة.