الفكرة التي يعمل النظام الإيراني على تسويقها هذه الأيام ويساعده على ذلك المهووسون به هي أن الاتفاقيات مع دولة إسرائيل ستجعل منطقة الخليج العربي غير آمنة وأن إسرائيل ستتمكن منها وأن هذا سيؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها.

الترسانة الإعلامية الفارسية تعمل على نشر هذه الفكرة منذ اللحظة التي تسربت فيها الأنباء عن قرب الدخول في مرحلة السلام الجديدة. النظام الإيراني يعتقد أنه بهذا يستطيع أن يضرب تلك الاتفاقيات ويشحن ضدها وقد يجعل الدول التي يحتمل أن تنضم إلى مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة اللتين اختارتا السلام نهجا وغاية تتريث وتعيد النظر فيما تفكر فيه وتتراجع. هذه الترسانة تزيد من نشاطها كلما زاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تصريحاته عن عزم دول عربية أخرى توقيع اتفاقيات مع إسرائيل وأن هذا الأمر قريب.

الرد على هذا التفكير وهذا الترويج هو أن المنطقة لم تعرف الأمن والاستقرار منذ سيطرة الملالي على الحكم في إيران وأنها ستستمر في هذه الحالة طالما أنهم يحكمون إيران ويمنعون الشعب الإيراني من الحياة. والرد عليه يكون أيضا بالقول بأن احتمالية توفر الأمن والاستقرار تكون أكبر بتلك الاتفاقيات وبتواجد إسرائيل في المنطقة حيث يكفي ذلك لإيجاد التوازن المطلوب وتوفر الظروف التي يجعل النظام الإيراني يفكر مليون مرة قبل أن يفعل ما يسيء إلى دول الخليج العربي أو حتى يوجه إليها تهديداً مبطناً.

لمن غابت عنه الذاكرة أو أعمته البصيرة نقول بأن النظام الإيراني ظل على مدى الأربعين سنة الماضية يهدد دول الخليج العربي كلما ظن أن فعلاً أو قولاً ما يصدر عنها قد يؤثر عليه فيعلن عن تمكنه من صناعة وتطوير وإنتاج صواريخ جديدة بمديات كافية لتدمير كل دول المنطقة لو أنها فكرت بالقيام بعمل يؤذي إيران. يفعل ذلك ويقوله رغم تيقنه من أن دول الخليج العربي مسالمة ولا يمكن أن يصدر عنها ما يؤذي جيرانها أياً كانت الأسباب.