كمزار - أ ف ب: على الضفة الجنوبية لمضيق هرمز الاستراتيجي، يعتاش سكان قرية عمانية ضائعة بين جبال صخرية تلامس البحر من صيد السمك ويتكلمون لغة فريدة مهددة بالاندثار.
ولا يبدو أن سكان قرية كمزار يكترثون كثيراً للتوتر الجيوسياسي الشديد الذي يحيط بهم، فهم يعيشون بهدوء على شاطئ المضيق الذي يمر من خلاله أكثر من ثلث النفط العالمي المنقول بحراً والذي يشكل رمز المواجهة المحتدمة بين إيران والولايات المتحدة. وتبدو منازل القرية مبعثرة بين الجبال الجرداء القاحلة التي تمتزج بزرقة مياه الخليج الزمردية، ولا يمكن الوصول إليها الا بالقوارب عبر هذه المياه التي تسرح فيها الدلافين طليقة.
ويتكلم سكان القرية البالغ عددهم أربعة آلاف نسمة لغة فريدة هي مزيج بين اللغات الهندية والفارسية والعربية والبرتغالية، وتعرف هذه اللغة بالكمازرية وتعد من مخلفات مرور البحارة البرتغاليين في هذه البقاع في القرنين الخامس عشر والسادس عشر.
ويقول الباحث الكندي في اللغات اريك انونبي الذي عاش في كمزار بين 2007 و2009 “هناك الكثير من الكلمات العربية والفارسية” في هذه اللغة.
وأخذ اونبي على عاتقه مهمة إنقاذ هذه اللغة “المهددة بالاندثار” على حد قوله، مع شريكته الباحثة الهولندية كريستينا فان دير فال.
ويعمل الاثنان معاً على وضع معجم للغة الكمزارية، ويركز انونبي على ناحية اللفظ بينما تركز شريكته على قواعد اللغة التي يتم تناقلها عبر الأجيال شفهياً فقط.