إن حالة الطوارئ التي فرضتها الجائحة، وتزايد الإصابات في العديد من دول العالم، وإغلاق حركة الطيران في بعض الدول واكتفاء بعض الدول باستخدام مواردها دون تصديرها مما يتسبب في تزايد الأسعار، والانهيار الاقتصادي الذي يشهده العالم يعد الأشد من نوعه منذ الحروب العالمية، وقد بدأت الأسرة تعاني ضغوطاً عدة ما بين التبعات الاقتصادية السيئة لهذه الأزمة والعادات المستحدثة للتباعد الاجتماعي، جنباً إلى جنب مع الأخبار السلبية التي تطالعنا بها وسائل الإعلام.

جميعها عوامل أثرت على البشر وباتوا يقعون تحت ضغط هائل نتيجة الحياة المرهقة التي يعيشونها منذ انتشار هذا الفيروس، وقد يتبادل الكبار الأحاديث عن مخاوفهم من الفيروس دون أن ينتبهوا أن هناك آذاناً صغيرة تسترق السمع وتفسر ما تسمعه بناء على السن والشخصية، وقد ينعكس على الأطفال خوفاً مزمناً ربما يصاحبهم حتى بعد القضاء على هذا الفيروس.

فرفقاً بأطفالنا ولننتبه لهم فرؤية الوالدين تحت هذا الضغط، بالإضافة إلى العزلة عن الأصدقاء والعائلة، والانفصال عن المدرسة والنشاطات المصاحبة لها، ورؤية الناس يرتدون الأقنعة يشكل ضغطاً نفسياً على هؤلاء الأطفال.

ويجب أن ينتبه الآباء مبكراً قبل حدوث أعراض نفسية للطفل ربما قد تصل بهم للحاجة لعلاج نفسي، فلا تستسلموا للإحباط مهما كانت الظروف التي تتعرضون لها ولا تنقلوا مخاوفكم لأطفالكم.

فيجب على الآباء أن ينشؤوا جسراً من التواصل مع أطفالهم، وتوفير مزيد من الوقت لرعايتهم، وهذا ما سيحدث فرقاً وشعوراً بالأمان والطمأنينة لدى النشء، فعندما يقوم الوالدان بسرد المعلومات السليمة عن الفيروس من خلال إرشادات تتناسب مع أعمار كل فئة من أولادهم، وشعور الأطفال أنهم داخل دائرة اهتمام ذويهم بتوفير الاهتمام العاطفي، ومحاورتهم والإجابة على أسئلتهم فسيساهم ذلك الاهتمام في التغلب على هذا القلق الناجم عما يدور حولهم، خصوصاً أن هؤلاء الأطفال باتوا في مرمى هذا الفيروس بعد أن بلغت نسبة إصابتهم 30% من إجمالي عدد المصابين.

فيجب على أولياء الأمور السيطرة على عواطفهم، ونقل الأخبار بطريقة إيجابية، فصحيح أن هناك وباءً منتشراً ولكن البشرية جندت كل إمكاناتها في محاولة لاستخلاص تطعيم ودواء لهذا المرض، وكل يوم الأطباء يكتشفون طرقاً للسيطرة عليه، فيوجد أكثر من 200 لقاح جارٍ تجربتهم حول العالم.

إن مملكة البحرين وفرت دعماً ورعاية للجميع، فقد قامت الدولة بتوجيهات القيادة الرشيدة برصد مبالغ كبيرة ساهمت في مجابهة هذه الجائحة بالشكل الأمثل، لاسيما اجراء آلاف المسحات وجهود الكادر الطبي والمتطوعين الذين يعملون بكل جهد وكد من أجل رعاية المرضى مما يساهم في زيادة نسب الشفاء والتعافي من هذا الوباء ويشهد العالم للبحرين بنجاحها في إدارة هذه الأزمة.

فكما يوجد مصابون ترعاهم الدولة بجيشها الأبيض، فإن بعض البشر لديهم مناعة طبيعية وتكون إصابتهم بدون أعراض، حتى أن البعض يصاب ويشفى دون أن يدرك. فالأخبار الإيجابية ستساهم في طمأنة الأطفال، بل وذويهم أيضاً، فالنظرة المتشائمة لن تساهم سوى في مزيد من القلق والذي يعد أحد أسباب ضعف المناعة، ولذا علينا أن نكون إيجابيين في التعامل مع هذه الأزمة، حتى نحمي أنفسنا وأطفالنا.