يعد عضو السلطة التشريعية في البحرين، ممثلاً أو وكيلاً أو نائباً عن الشعب بأكمله في تحقيق المصلحة العامة. وبمجرد دخوله البرلمان يتخلى عن صفته كممثل لدائرته، ليصبح ممثلاً لمصالح الأمة بأسرها، ويناط به تحقيق المصلحة العامة، وذلك من خلال وظائف البرلمان التشريعية والرقابية والمالية المتنوعة، وفقاً لأحكام الدستور والقانون واللائحة الداخلية المنظمة لسير العمل في المجلس.

وإزاء هذا الدور التشريعي والسياسي والمالي لعضو البرلمان، فإنه لا يجوز له أن يتمسك باعتبارات مناطقية أثناء ممارسته البرلمانية، لأن هذا سيجزئ مفهوم المصلحة العامة التي قد تتصادم في كثير من الأحيان مع البواعث المناطقية، بل عليه أن يكون حريصاً على أداء أدواره الثلاثة التشريعية والرقابية والمالية، بتجرد كامل ونزاهة، وأن يتفرغ لتأدية هذه المهام التي تعد من أخطر الوظائف، لأنها تمثل بوابة التقدم والتنمية والديمقراطية في مملكة البحرين.

فهل هذا ما يقوم به السادة النواب؟؟

أراقب تحركات النواب النيابية، ومقترحاتهم المقدمة، وأرصد مداخلاتهم فيما يقولونه، شأني شأن أي مواطن واعٍ بأهمية الدور التشريعي والرقابي الذي يلعبونه، ولكني اتفاجأ من ما يقومون به!!

أعي أن معظم السادة النواب يفقهون دورهم التشريعي والرقابي، وأعرف أن هناك ضغوطاً مجتمعية من قبل بعض أفراد الشعب لتحويل دور النواب إلى «نواب خدمات»، ولكن الذي لا يمكنني استيعابه مطلقاً هو جرأة بعض النواب من خلال تصريحاتهم بدغدغة مشاعر المواطنين، واللعب على احتياجاتهم، والتقدم بمقترحات غير واقعية وغير قابلة للتطبيق، فعلى سبيل المثال لا الحصر هل يعقل أن يتقدم السادة النواب بمقترح إسقاط ديون المواطنين في هذا الوضع؟!! هذا الوضع الذي يعيش فيه الاقتصاد البحريني أصعب مراحله في الصمود في مواجهة جائحة كورونا!! أيعقل أن يصدق أحد تمرير هذا المقترح والموافقة عليه؟!

إن العبرة ليست بتقديم المقترحات أيها السادة الأفاضل، بل العبرة بتقديم مقترحات قابلة للتطبيق، ذات أثر كبير على الوطن والمواطن.

ركز على الهدف من خلال وجودك في المجلس النيابي، فهدفك هو التشريع والمراقبة، فالتشريع الذي ستعمل عليه سيفيد الوطن والمواطن على المدى البعيد، والدور الرقابي الذي ستقوم به سيساهم في التنمية، أما التصريحات الرنانة التي تصرح بها من أجل كسب تعاطف الناخبين فلا فائدة لها لأن الناخب البحريني واعٍ، فلقد شبع الناخب البحريني من سماع الشعارات الرنانة التي ليس لها أي مفعول سوى «الإزعاج» .

* رأيي المتواضع:

نشهد حالياً تحركاً للسادة النواب من أجل تعزيز الثقة بينهم وبين ناخبيهم، آملين من خلال هذا التواصل إلى إعادة بناء تواصل يؤهلهم لضمان أصواتهم لفترة أخرى، مبدين استعدادهم لتقديم أي خدمة لأي من أهالي المنطقة.. فمن الذي جعل من نفسه «نائب خدمات» في هذه الحالة؟!

نصيحتي لكل نائب، ركز في دورك التشريعي والرقابي، واترك أثراً، فالتاريخ سيتذكر دورك التشريعي والرقابي الذي قمت به، لا نريد أصواتاً عالية بل نريد أصواتاً تتحدث بعقلانية وتقدم مقترحات تصب في صالح الوطن والمواطن على المدى البعيد..