قالوا الكثير عن اختيار مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة نهج السلام والسير في هذا الطريق الرامي إلى التواصل مع الحياة وإلى إيجاد حل للقضية الفلسطينية التي كلفت الفلسطينيين والعرب والمسلمين الكثير، والأكيد أنهم سيقولون المزيد، مؤكدين بذلك على أنهم لا يزالون دون القدرة على قراءة التطورات في المنطقة والعالم وبعيدين عن الواقع.

العالم تغير ويتغير بقوة لافتة وأولئك لا يزالون يعتبرون خبراً مفاده أن «وفداً رسمياً إسرائيلياً زار البحرين لبحث مجالات التعاون في إطار تأييد السلام بين البلدين» يستوعب نشر الأكاذيب والقول بأن الزيارة «سرية»! يقولون ذلك رغم أن وكالة أنباء البحرين الرسمية أعلنت عن الزيارة والغاية منها. أولئك لا يزالون دون القدرة على استيعاب أن علاقة رسمية قد أنشئت بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل وأنه لم يعد مناسباً الترويج لادعاءت من قبيل أن عملاً سرياً يتم القيام به.

الحقيقة التي يتعامى عنها أولئك هي أن العديد من الدول العربية مقبلة على السير في طريق السلام وأن الغالب هو أن بقية دول مجلس التعاون الخليجي تقترب من الإعلان عن اختيارها هذا النهج والمشاركة في حل القضية الفلسطينية أو على الأقل دعم هذا التوجه.

ردود الفعل العاطفية أمر طبيعي ومتوقع، ففلسطين جرحنا الذي ينزف منذ سبعين سنة ونيف، لكن الاستمرار في التعامل مع التطورات الجديدة بالعواطف وبالسب والشتم وحرق الصور والأعلام لا يخدم القضية الفلسطينية ولا يؤدي إلى استرداد حق. لا مفر من التوقف عن كل هذا لأنه لا يفيد ولا ويؤدي إلا إلى إضاعة الوقت والجهد.

الترويج لفكرة أن من اختار نهج السلام فرط في القضية الفلسطينية وأساء وأن الشواهد على عدم التزام إسرائيل بالمعاهدات والاتفاقيات كثيرة لا يوصل إلى مفيد ولا يربح منه إلا من يقوم بذلك. المفيد هو قراءة الواقع قراءة صحيحة والاستفادة من التطورات لحل القضية الفلسطينية والتفرغ من ثم لحل المشكلات الحياتية الكثيرة.