أول من بدأ فكرة عربات بيع الطعام هو الأمريكي والتر سكوت، الذي أوقف عربة عند مدخل مبنى جريدة في أصغر ولايات أمريكا - رود ايلاند - وقام يبيع من خلالها السندويتشات والفطائر للعاملين في الجريدة وذلك في أواخر القرن التاسع عشر. وانتشرت بعد ذلك هذه النوعية من العربات في كل أنحاء أمريكا والتي أصبحت ملاذاً للعمال والبسطاء الباحثين عن وجبة سريعة ورخيصة.

اليوم، تكاد لا تخلو مدينة في العالم من عربات الطعام، فهي أصبحت جزءاً مهماً من ما يسمى بـ «أكل الشارع أو الطريق» المعروف بسرعة تحضيره وانخفاض سعره. ويبدو أنه مشروع تجاري ناجح حسب تصريح الكثير من ملاك العربات «خاصة في أمريكا». فتكلفة التأسيس والتشغيل تكاد تكون نصف تكلفة المطعم التقليدي والإقبال عليها يزداد كل عام.

البحرين، لم تكن بعيدة عن هذه الصرعة، حيث دخلت إليها عربات الطعام منذ بضع سنوات وأصبحت تقدم مختلف الأصناف من طعام ومشروبات. ولا يمكن لبحريني إلا أن يشجع كل مجهود يقوم به أبناء بلاده في مجال التجارة، فدعم المشاريع البحرينية في ريادة الأعمال واجب ومسؤولية تقع على كل واحد منا. وهذا فعلاً ما يقوم به المئات من البحرينيين ليلياً في المنطقة الترابية الملاصقة لشارع الاستقلال حيث تصطف العشرات من عربات الطعام.

لكن، وكما ذكر بعض الكتاب وغرد الكثير من المغردين يصدم البحريني الزبون بارتفاع غير مبرر للأسعار لأغلب عربات الطعام ولا يوازي ذلك جودة المنتج ولا الخدمة. وهذا مخالف لفكرة عربة الطعام التي من المفترض أن تقدم أطباقاً أرخص من المطعم التقليدي - الاستثناء لهذه القاعدة هي عربات الطعام الجورميه والمتخصصة في طعام ذي جودة عالية جداً، وهي نادرة في العالم وغير موجودة حالياً في البحرين - خاصة وأنها لا تدفع إيجاراً أو فاتورة كهرباء!

من جانب آخر، نجد البعض منها أصبح يتعامل مع موقعه -غير المرخص- وكأنه يمتلكه فيلجأ إلى تسوير أكبر مساحة أمام عربته دون حسيب أو رقيب حتى أصبح هناك تسابق في التوسع في المساحات الأمامية للعربات يوماً بعد يوم. وبلا شك، أن هذا الأمر يسبب منظراً غير محبب ويساعد على الفوضى.

دعم المشاريع البحرينية مهم والأهم أن تنتبه هذه المشاريع لنوع منتجاتها وجودتها وأسعارها، فالسوق مفتوح والمنافسة شديدة وزبون اليوم قد لا يستمر لأن الخيارات لديه عديدة.