^ انتظرت قليلاً عندما صدر كتابي الجديد (حرب اللاعنف في البحرين.. هكذا تم تجنيدي لإسقاط النظام) خلال معرض البحرين الدولي للكتاب ولم أعلق كثيراً عليه سواءً من خلال مقالاتي اليومية أو حتى عبر شبكات التواصل الاجتماعي وكذلك في اللقاءات العامة. سبب هذا التحفظ هو قناعتي عندما كتبت الكتاب خلال يناير وفبراير الماضيين أن تجربة التجنيد السياسي التي مررت بها كانت فريدة من نوعها بالنسبة لي شخصياً على الأقل، وتوقعت أن ينقسم القراء والمتابعين والمهتمين بهذه القصة بين مؤمن وجاحد لها. ولذلك آثرت أن أستمر في الصمت الذي يطغى على شخصيتي حتى يبدأ الجمهور بقراءة الكتاب وإبداء ملاحظاتهم وآرائهم بشأنه، وأعتقد أنني تلقيت كما كبيراً من ردود الأفعال سواءً من عامة الجمهور، أو حتى من الخاصة من الكتاب والمسؤولين والمنخرطين في النشاط السياسي، وهي بالمجمل آراء أعتز بها كثيراً وإن اختلفت معها في معظم الأحايين. بالأمس عرضت قناة العربية فيلماً وثائقياً خاصاً بعنوان (البحث عن المؤامرة) وهو فيلم تم إنتاجه وفقاً لتجربة التجنيد السياسي التي تعرضت لها مع الصديق الأعز عبدالعزيز مطر وهي نفسها التي كتبتها في كتابي الجديد (حرب اللاعنف في البحرين). لا أتوقع كثيراً أن يغيّر الجمهور آراءه بعد مشاهدته الفيلم، بل أتوقع أن تتعزز قناعاته بشأن ما قرأه في الكتاب الذي شارفت طبعته الأولى على النفاد الآن. وبالتالي ليس مطلوباً أن يغيّر الجمهور قناعاته بشأن فكرة المؤامرة ووجود منظمات أجنبية تدعم التغيير السياسي في بلدان مجلس التعاون الخليجي تحديداً. نظرية المؤامرة أتحفظ عليها منذ دراستي الأولى للسياسة قبل أكثر من 16 عاماً، ولكنني اليوم أجد نفسي مضطراً لفهم نظرية المؤامرة في تفسير الظواهر والأحداث السياسية بشكل أكثر عمقاً من أي وقت مضى، وكيفية تطويعها لفهم ما يحدث من وقائع وأحداث في المنامة على وجه الخصوص. هذه النظرية التي كانت دائماً محل تهكم وانتقاد من قبل السياسيين والباحثين والجمهور يمكنها أن تساعدنا في فهم واقعنا المحلي، وتحليل أبعاده الإقليمية والدولية. وابتعاد الجمهور عن هذه النظرية لا يعني تماماً تجاهل العديد من نظريات السياسة التي تم تطويرها لتفسير الظواهر المختلفة لأنها أيضاً مهمة. سأحاول خلال الفترة المقبلة تقديم رؤى مختلفة مما تم تدريبنا عليه في كيفية إسقاط الأنظمة السياسية الخليجية سعياً لمزيد من الوعي لدى الجمهور الذي بات بحاجة ماسة إليه بدلاً من الفوضى الخلاقة التي تعاني الحكومات والشعوب العربية الآن. ختاماً شكر خاص للأستاذ عبد الرحمن الراشد مدير عام قناة العربية، وللأستاذ محمد العرب مدير مكتب العربية في المنامة، وطاقم القناة؛ الفرنسي ديفيد واللبناني روبرت وغيرهم الذين كانت لجهودهم وإيمانهم بالمشروع الأثر الأكبر في أن يرى النور. وشكر أكثر تميّزاً للصديق الذي آمن بالحقيقة قبل أن يراها عبد العزيز مطر.