بعضنا يقابل الحياة بابتسامة وسرور، وبعضنا يقابلها بكآبة وعبوس، لكن عبوسنا أو ابتسامتنا لا يغير من أحداث حياتنا، فلا يدفع الموت عمن نحب، ولا يدفع المرض، ولا يدفع الفقر، ولكن عبوسنا أو ابتسامتنا يغير من نفوسنا، ونفوس من حولنا، فيتغير استقبالنا لتلك الأحداث، وردود أفعالنا.

تجد البعض يتقن فن السرور، يتقن المرح، يديم الابتسامة على محياه، يقضي وقته مسروراً راضياً يعرف كيف يبتهج بجمال الطبيعة، يعرف كيف يقضي أوقاتاً في المرح واللعب فيتجاوز حدود العمر ليعود لابتسامة الطفولة، هو يعرف كيف يتجاهل كل ما يؤلمه أو يحزنه فيعيش عيشة راضية سعيدة حتى لو لم يغير شيئاً من أحداث الحياة. فتقع المصائب على نفس المبتهج كما يقع الحجر على كومة القطن فلا يكسره ولا يهشمه.

وفي المقابل تجد البعض يدمن الحزن، يدمن الكآبة، تجده قاطب الجبين دوماً، يتذمر من كل شيء حوله، عيناه تغفل جمال الطبيعة، تغفل ابتسامة الصغير، يستلذ الاستسلام للحزن والكآبة، ويفرط في الإحساس بظلم الآخرين، وعدم الاهتمام من قبلهم، بفرط في الخوف من المستقبل، من المرض، ومن المجهول، وكأنه يستلذ البؤس والشقاء، فتقع المصائب على نفس المكتئب كما يقع الحجر على قطع الخشب والخزف فيكسرها ويهشمها.

ما البهجة ولا الكآبة إلا عادة تعودناها، فالابتهاج والسرور يكتسب بالتمرين والممارسة، فعوّد نفسك على الابتسامة، صاحب المسرورين، فالضحك يعدي، والحزن يعدي، وابتعد عن قضاء وقتك في مشاهدة المسلسلات الكئيبة والتي تسمى «بالدراما»، العب مع الأطفال وامرح معهم، واقتبس منهم السعادة وبساطة نظرتهم للحياة، ولا تبالغ في التفكير في نفسك ومطالبة الآخرين بتقديرك، وكن جميلاً ترَ الوجود جميلاً، وأبدع في قضاء وقتك في برامج تبهجك، فالبهجة والسرور تجعلك أكثر سعادة وتجنبك الكثير من الأمراض التي لقبت بأمراض العصر فلعمري إنها أمراض الكآبة والحزن.. ودمتم أبناء قومي سالمين.