سكاي نيوز عربية

بدأت السلطات الحكومية في لبنان إجراءات عزل أكثر من 111 بلدة ومنطقة في مختلف أرجاء البلاد، في محاولة للسيطرة على تفشي وباء كورونا، الذي أخذ ينتشر بشكل كبير في الأسابيع الماضية.

وتسعى الحكومة اللبنانية إلى فرض عزل على عدد من المناطق لمدة أسبوع، مع إقفال تام لكافة النشاطات التجارية، بهدف إبطاء انتشار فيروس كورونا.



واعترضت بلدات عدة على السياسات الحكومية المعتمدة، التي لا تستند إلى أرقام حقيقية وواضحة في البلدات.

وقال عدد من رؤساء مجالس بلدات عدة إن بعض البلدات المشمولة في قرار العزل لم يسجل فيها إلا عدد قليلة جدا من الإصابات، في وقت لم يشمل القرار نفسه مناطق سجلت عشرات الإصابات بكورونا.

وتقول السلطات الرسمية إنها اتخذت قرار العزل والإقفال بناء على نسبة الإصابات المسجلة في بقع سكانية معينة.

وسجل لبنان رقما قياسيا يوميا في أعداد الإصابات منذ فبراير الماضي، حيث أعلنت الدوائر الصحية عن 1320 حالة جديدة في آخر 24 ساعة، ليتخطى العدد الإجمالي أكثر من 43500 إصابة.

وتزامن ذلك مع تسجيل أرقام وصفت بـ"المقلقة" بأعداد الوفيات اليومية وصلت إلى 11 وفاة خلال 24 ساعة، ليصل إجمالي الوفيات إلى نحو 400 حالة.

وقال فراس أبيض، مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي إن "هذا ينذر بمزيد من الارتفاع في عدد الحالات اليومية في الأيام القادمة".

ومع الانتشار الواسع للفيروس بدأت المستشفيات تفقد قدرتها على استقبال مزيد من المصابين، حيث أعرب أبيض عن قلقه من الوضع الحالي، وقال إن "الخوف يزداد مع اقتراب وصول المستشفيات إلى القدرة الاستيعابية القصوى".

وأضاف: "الخوف من ألا يستطيع بعض المرضى من الحصول على العناية اللازمة، مما قد يرفع من عدد حالات الوفاة".

وعلق أبيض على آخر الأرقام المسجلة بالقول: "البارحة لم يكن سهلا على كثير من مرضى كورونا الذين احتاجوا لدخول المستشفى. الكثير من المستشفيات وصلت إلى قدرتها الاستيعابية وبعض المرضى احتاج إلى البقاء في الطوارئ أو الانتقال لمسافات طويلة للحصول على سرير في العناية المركزة".

وأضاف: "نحن نعمل جاهدين لتوسيع أقسام الكورونا في المستشفى".

وامتلأت المستشفيات والأسرة بالمرضى وبالحالات الطارئة، الأمر الذي دفع كثيرين لإطلاق ناقوس الخطر.

وأدى ارتفاع الأسعار ومنع المودعين من التصرف بأموالهم من نقص حاد جدا في المستلزمات الطبية المستوردة، الأمر الذي دفع بنقابة أصحاب المستلزمات الطبية المستوردة إلى الإعلان عن وقف إمداد المستشفيات بهذه المواد التي أصبحت باهظة الثمن، وسط تأخر مصرف لبنان بدعمها بالدولار على السعر الرسمي.

وتشير النسبة المئوية للفحوصات الإيجابية إلى أنها مستقرة عند حوالي 10 بالمئة، وهذا رقم مرتفع جدا في بلد مثل لبنان.

يذكر أن أولى علامات استعادة السيطرة على الوباء هي في خفض هذا الرقم إلى ما دون 5 بالمئة على الأقل بحسب منظمة الصحة العالمية، لكن هذه الأرقام ترتفع بشكل متزايد في الأيام الأخيرة.