قبل أسبوع تحدثت عن «مفاجأة أكتوبر» المرتقبة، وقبل مضي أسبوع باغتنا خبر إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته وقبلهما مستشارته بفيروس «كورونا»، وبما أن توقيت الإعلان عن إصابة ترامب كان في وقت حساس من معترك الانتخابات الأمريكية، فثمة وقفات كان لا بد منها.

يطرح مرض ترامب مجموعة من الأسئلة حول المناظرة الثانية المرتقبة بعد أسبوعين، مع طرح فرضيات عدم شفائه من جهة وشفائه من جهة أخرى، وإن كانت المناظرة ستتم كما هو مخطط لها أم سيكون ثمة اضطرار لتأجيل موعدها أو إجرائها عن بعد أو إلغائها ربما.

لطالما دندن ترامب على مسألة تأجيل موعد الانتخابات الأمريكية، لإتمامها في ظروفها الطبيعية بما يتناسب مع الإجراءات الاحترازية التي تكفل حفظ سلامة الشعب بدلاً من التصويب بالبريد، ولعل مرض ترامب مؤخراً يمنح مزيداً من المماطلة الاستثنائية في موعد الانتخابات.

ما زال ترامب يمارس دور البطل بينما يعاني من أعراض الإصابة، رغم كبر سنه، الأمر الذي يكسبه مزيداً من الاهتمام والتعاطف في آن، لاسيما أنه ومستشارته قد أصيبا أثناء عملهما الرسمي وأدائهما لواجباتهما ما يصور الأمر على أنه تضحية وطنية.

تبدو الفرصة سانحة لترامب أكثر من أي وقت مضى للترويج للمصل الأمريكي لعلاج «كورونا»، لاسيما مع الإعلان عن إجراء التجارب بعلاج ترامب به. يقود هذا الأمر لاحتمالين: تشافي ترامب وبالتالي نجاح المصل والترويج له وبروزه كبطل حارب «الكورونا»، ما يرفع من نسبة حظوظه لدى الناخبين، أو موته كبطل أيضاً. وما بين الاحتمالين ثمة احتمال آخر يقوم على خسارة ترامب للانتخابات ولكن بحفظ ماء وجهه مستخدماً الإصابة ذريعة لذلك.

* اختلاج النبض:

«مفاجأة أكتوبر» المرتقبة، خرجت من كافة السيناريوهات المحتملة لتغدو مفاجأة بالفعل، ولربما ما زال هناك المزيد الذي يخفيه ترامب وستكشفه قادم الأيام. لكن ثمة أسئلة بات على البيت الخليجي طرحها وربما وضع سيناريوهاتها عاجلاً في ظل هذه المفاجأة، وما عساه يكون مستقبل الخليج العربي والمنطقة عموماً في حال لم تستمر رئاسة ترامب لأي من الأسباب المحتملة «الخسارة – العجز – الموت»، لاسيما وأن ثمة خطى سياسية تم اتخاذها بالفعل بالتعويل على استمرار ترامب في السلطة.