في برد ومطر بنسلفانيا مارس 1841 استغرق وليام هاريسون ساعة و40 دقيقة لإلقاء خطابه عند أداء القسم كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وقد أدى رفضه ارتداء سترة وقبعة لرجوعه للبيت الأبيض بنزلة برد، تحولت لالتهاب رئوي حاد، حيث مات بعد 32 يوماً من ولايته بذات الرئة. عناد الرئيس ترامب ليس بعيداً عن ذلك، فهو راعٍ لمخيمات تجمع المؤيدين، ورافض الكمامات، ومستهجن الإجراءات في الحرب ضد كورونا. وقد قيل إن إصابته هو وأهله لا تتعدى مصطلح السياسة الأمريكية «مفاجأة أكتوبر» التي تغير دفة استطلاعات الرأي وتلحق الضرر بآخر عبر خلط الأوراق قبيل التصويت في نوفمبر. ولا نلوم من راهن على أن هناك «كورونا– ترامب –غيت»، لأسباب عدة فهناك تقارب حاد مع بايدن، وهناك مجاميع كبيرة من الناخبين لم تحسم أمرها، وهناك ولايات توصف دائماً بالمتأرجحة، وهؤلاء الناخبون والولايات المتأرجحة سيميلون لطرف، استجابة لردود أفعالهم تجاه خبر بحجم مرض رئيس يحتاج للتعاطف من مرض أرعب العالم كله. بل أن التقارب في النتائج ليس لصالح أمريكا، والانحياز بقوة سيغني عن تطورات خطيرة نتيجة التصويت عبر البريد خصوصاً أن ترامب وصف نفسه بأنه «عامل اضطراب» للمؤسسة السياسية، وعازم على تغيير النظام فالأجدى للناخب التصويت له لحفظ أمن الولايات المتحدة.

والحقيقة أننا في الخليج قد تجاوزنا مرحلة توقع أن تكون «مفاجأة أكتوبر» هي عمل أمريكي ينفذه ترامب ضد إيران ووصلنا مرحلة تمني تجاوز تبعاتها بسلام. خصوصا بعد تجهيز المسرح الخليجي عبر مؤشرات عدة أولها سلسلة الانفجارات التي شهدتها إيران في مواقع لها ارتباط بالنظام والحرس الثوري والبرنامج النووي والصاروخي. وثانيها تطبيق واشنطن آلية الزناد «SnapBack»، لتمديد حظر بيع الأسلحة إلى إيران، وفرض العقوبات على طهران. حال انتهاء حظر الأسلحة الأممي 18 أكتوبر 2020. أما السبب الثالث فهو دخول المجموعة القتالية بقيادة الحاملة نيمتز Nimitz لدعم حرب محدودة بغارات جوية وغارات سيبرانية تنفذها القيادة السيبرانية الأمريكية USCYBERCOM لشل مناحي الحياة الإيرانية.

* بالعجمي الفصيح:

بمقاييس ترامب قد تكون إصابته بكورونا غير كافية لتحقيق «مفاجأة أكتوبر» لذا ستكون جزءاً من استراتيجية الإلهاء لتمهيد الطريق أمام عمل عسكري في الخليج.

* كاتب وأكاديمي كويتي