ها نحن نقف على أعتاب أبواب العام الدراسي الجديد، وبدأت الأمهات يشمرن عن ساعد الجد والاجتهاد للبدء في متابعة وتدريس أبنائهن لاسيما الأطفال منهم، وأعني هنا تلاميذ المرحلة الابتدائية، وسنخص بحديثنا أمهات تلاميذ الحلقة الأولى أي من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثالث الابتدائي، فالأمهات لهن دور كبير في تعليم أطفالهن ومتابعتهم في تحصيل دروسهم في هذه المرحلة.

نعم، عزيزتي الأم، ستختلف طريقة تدريسك ومتابعتك لطفلك، فلن تحتاجي أن تتابعي ارتداءه وخلعه لملابسه المدرسية، ولن تفتحي حقيبته المدرسية، وتقلبي صفحات الكتب والكراسات، لتتحققي من التزامه بأداء الدروس، وتطمئني على درجاته، ولن تفتحي كراسة المتابعة التي يضع فيها المعلم معلومات تساعدك على متابعة تدريس طفلك، كأن يبين الواجبات المطلوبة، أو أية ملاحظات على سلوك طفلك، ولن تبحثي عن النشرة الأسبوعية التي تستلمينها من المعلم، والتي تبين الدروس المشروحة والواجبات والتكاليف الدراسية المطلوبة، ولكن ستقع عليك مسؤوليات من نوع آخر. فطفلك لن يقعد على مقعد دراسي، بل سيجلس على مقعد في غرفته، دون أن يلبس البدلة المدرسية، وستتغير طرق التدريس التي يتبعها المعلمون، ومنهجية الإدارة الصفية، وإن لم يختلف محتوى الكتاب المدرسي، وبالطبع فعليك أنت أن تغيري طريقة تدريسك لطفلك، فإليك بعض النصائح التي تساعدك على متابعة دراسة طفلك في الصفوف الافتراضية.

هيئي لطفلك جميع الاحتياجات اللوجستية، كتوفير جهاز اللاب توب، أو الحاسوب، ودربيه، على استخدامه بمهارة عالية، وعوديه على الجلوس جلسة صحيحة، ووفري له المكان الهادئ المناسب لحضور الحصص، شجعيه على فتح الكاميرا طوال الحصص، واحرصي على أن يتفاعل مع المعلم، وأن يوجه استفساراته له إن احتاج، بعد انتهاء الموقف التعليمي ركزي على تقديم اختبارات تقيس مدى اكتسابه للمهارات التي تعلمها، ولا تركزي على تدريس المواد الدراسية التي تعتمد على المعلومات، فالطفل الذي يتعلم في صفوف افتراضية يجب أن يكتسب مهارة البحث عن المعلومات في الإنترنت، ولا يتطلب منه حفظها كما هو الحال في الصفوف التقليدية، دربيه على الدخول على المواقع والبرامج التي تدرب الأطفال على اكتساب المهارات مثل الألعاب التعليمية الإلكترونية التي تدرب الأطفال على نطق الحروف، وكتابتها، وعلى سرعة القراءة وحل مسائل الرياضيات، وغيرها، فالأطفال لديهم القدرة على التعامل مع هذه البرامج بشكل يفوق توقعاتنا، وحاذري من أن تجريه إلى الطريقة التقليدية في التعلم، وأخيراً، دربي نفسك على كيفية التعامل مع التدريس في الصفوف الإلكترونية، لتواكبي هذا التطور، فهناك الكثير من المواقع التي تقدم نصائح للأمهات في هذا الشأن، وتقدم لهن دورات تجعلهن قادرات على مواكبة هذا التطور، وأخيراً نتمنى للجميع عاماً دراسياً موفقاً.. ودمتم أبناء قومي سالمين.