وجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، "الجهات المختصة بإنشاء مشفى ومركز متخصص في مجال الأمراض المعدية، وبتجهيزات تمكنّه من التعامل مع التحديات الصحية وطنياً وإقليمياً، على أن يُوَثّق في صرحه أسماء كافة الداعمين لحملة "فينا خير".

جاء ذلك، لدى تفضل جلالته، فشمل برعايته الكريمة الأحد، افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب والذي أقيم بقصر الصخير عبر الاتصال المرئي، بحضور وبنفس طريقة التواصل، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.

كما حضر الافتتاح بمعية جلالته، سمو الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى، وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وسمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، والشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي.



وحضر الافتتاح عن بعد كذلك رئيس مجلس النواب فوزية زينل، ورئيس مجلس الشورى علي الصالح، ووزير شؤون مجلسي الشورى والنواب غانم البوعينين وأعضاء المجلسين من مقر مجلس الشورى والنواب.

واستهل الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وتفضل حضرة صاحب الجلالة بإلقاء خطاباً سامياً هذا نصه:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،

الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

يسعدنا أن نلتقي بكم عبر هذا الاتصال المرئي، لنفتتح - بعون الله وتوفيقه - دور الانعقاد الثالث لمجلسكم في فصله التشريعي الجاري، متمنين لكم في مطلع هذه المرحلة الجديدة من مسيرة الإصلاح والتحديث، المزيد من العطاء للبناء على رصيد منجزاتنا، والكثير من التوفيق والسداد في تولي مسئولياتكم الوطنية والدستورية.. صوناً للمصلحة العليا للبلاد، وتحقيقاً للأهداف المبتغاة من هذه الخدمة الوطنية الرفيعة.

وإنها لفرصة طيبة نجدد فيها مشاعر الفخر بالمستوى المشرّف الذي رافق مراحل العمل في مكافحة الجائحة، وقاد عملياتها الشاملة، ابننا العزيز، وولي عهدنا الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، فكان محل النفس في حمل هذه المسئولية الجسيمة، وكما أمرنا ووجهنا. ولا نبالغ قولاً، بأن "النموذج البحريني" في مواجهة هذه الأزمة الصحية، استطاع أن يحقق "صيتاً عالمياً وموقعاً ريادياً"، لا يقل شأناً ولا تأثيراً على صعيد أفضل الممارسات الدولية. وقد أبهرتنا قوة الإرادة الوطنية التي جسدّها المواطنون الكرام في مواجهة هذه الشدة والتي نتمنى زوالها .. زوالاً عاجلاً، بإذنه تعالى، مع تجديد العزم على مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية واتباع تعليمات فريق البحرين الطبي.

ويأتي هذا التعامل الفطن مع تحديات الظرف الراهن، كنتيجة منطقية لجاهزية حكومتنا بتنظيماتها الإدارية العريقة ولسياساتها المرنة والفعّالة، برئاسة صاحب السمو الملكي العم العزيز الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، حيث استمر وصول الخدمات الضرورية إلى كل مسكن ومؤسسة، وخصوصاً خدمات العمل والتعليم عبر المنصات الافتراضية، وهي تجربة علينا أن نطورها ونحن نتجه نحو اكتساب وامتلاك معارف وتقنيات علوم المستقبل.

ويرتفع سقف طموحنا الوطني بالتفوق في العديد من العلوم المتقدمة كعلوم الفضاء بفوائدها العلمية والبيئية، وعلوم الطاقة الذرية باستخداماتها السلمية لخدمة الإنسانية، لنمكّن أجيالنا من صناعة نهضتهم بالسبق والاحتراف العلمي والمعرفي..ومن بين تلك الجهود المباركة خلال هذه الأزمة الصحية، دعم الجميع المشكور للحملة الوطنية "فينا خير" التي راعت الظروف الإنسانية للمجتمع، ولم تغفل عن تلبية احتياجات الكثير من المقيمين.

وجاء في الكملة السامية "أنه من منطلق حرصنا على رد جميل هذا العطاء، وتعزيزاً لموقع البحرين في الشأن الصحي، فإننا نوجه الجهات المختصة بإنشاء مشفى ومركز متخصص في مجال الأمراض المعدية، وبتجهيزات تمكنّه من التعامل مع التحديات الصحية وطنياً وإقليمياً، على أن يُوَثّق في صرحه أسماء كافة الداعمين لحملة "فينا خير"، تقديراً منا لمواقفهم المعبرّة عن "المعدن الأصيل لأهل البحرين" في وقت الشدائد والأزمات".

ونشدد، في هذا السياق، على ضرورة تطوير الخطط الخاصة بتحقيق الأمن الصحي بالاستمرار في توفير أفضل الخدمات الطبية، وبإمكانيات وخبرات تستبق المخاطر الصحية..بالوقاية قبل العلاج.

ونجد بأن في مقدمة أولويات العمل المقبلة، التعافي السريع لاقتصادنا الوطني بالتعاون مع القطاع الخاص، بتبني الحلول والمبادرات المنسجمة مع متطلبات الظرف ولعودة المعدلات الإيجابية للتنمية الوطنية، وكما تطمح له رؤية البحرين الاقتصادية 2030.

ومن منطلق إيماننا بأن ابناءنا وبناتنا من الشباب البحريني المنجز والطموح مصدر ثرائنا ورهاننا المضمون للمستقبل الواعد، فقد جعلنا مسألة تمكين الشباب أولوية وطنية لتحفيز مشاركتهم الفعالة كقوة عمل وبناء تساهم في التطوير الايجابي لنهضتنا الوطنية وفق أهداف التنمية المستدامة بمسؤولية وتكافؤ حقيقي.

ونوجه لهذا الخصوص السلطة التنفيذية، وبما تسمح به أنظمتها المتبعة، بإنشاء صندوق يستثمر ويدعم طاقات وطموحات وابتكارات الشباب البحريني لإنشاء وتملّك الأعمال والشركات، خدمةً لمجتمعهم وتحسيناً لدخلهم ودعماً للفرص الواعدة لجني ثمار جهودهم.

وقد أمرنا لهذا الشأن ممثلنا للأعمال الإنسانية وشئون الشباب، ابننا العزيز، سمو الشيخ ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة، بمتابعة تأسيس الصندوق والإشراف على أعماله، مع تطلعنا بأن يحظى هذا المشروع الواعد باهتمام وتعاون السلطة التشريعية لينطلق محققاً لأهدافه على طريق النجاح والإنجاز.

وندعو في ذات السياق، المؤسسات الاستثمارية - الحكومية والخاصة - بتوجيه رؤوس أموالها إلى المجالات التنموية ذات القيمة المضافة، والتي أثبتت الأزمة الصحية أهمية وجدوى تطويرها، كمجال التحول الرقمي والاستثمار في القطاع الطبي وتأمين الاكتفاء الغذائي، وهي أولوية تستدعي أقصى درجات التعاون والتنسيق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.

ولتحقيق النجاح المرجو لعمليات التنمية الاقتصادية، يجب أن تراعي مساراتها المتغيرات البيئية وتحدياتها المختلفة، كالاحتباس الحراري وارتفاع منسوب مياه البحار.

ونوجه المختصين في هذا المجال، بوضع التوصيات المناسبة لتدارك هذه التأثيرات على بيئتنا المحلية والتقليل من خطورتها، من خلال تنفيذ أحدث البرامج في مجال تبريد الأجواء وحماية السواحل من ارتفاع منسوب البحار.

الحضور الكريم، لن تؤخرنا هذه المستجدات الطارئة عن متابعة التزاماتنا تجاه قضايانا الإقليمية وعلاقاتنا الدولية، وسنواصل في الحفاظ على أمننا بالاستناد لمبادئ حسن الجوار، ومد يد التعاون لتحصين مجتمعاتنا من نزعات التطرف والإرهاب وصد تهديداتها للاستقرار والازدهار.

ونؤكد مجدداً، بأن تثبيت أركان السلام الشامل والعادل في المنطقة يعتمد على تفعيل المبادرة العربية التي نعمل على دعمها بكل السبل مع أشقائنا وحلفائنا، وهذا موقف معلن وصريح لنا في مملكة البحرين تجاه القضية الفلسطينية للوصول لحل الدولتين تعزيزاً للأمن والسلام العالمي، مقدرين على هذا الصعيد ما تتولاه قواتنا المسلحة الباسلة، الدفاعية والأمنية، من مسؤوليات وطنية بالغة الأهمية تمتاز بالحرفية والكفاءة العالية، ونخصها من هذا المنبر، بالتحية الخالصة والتقدير الكبير، وهي تحمي سياج الوطن وتحافظ على وحدته واستقراره.

وبالنظر إلى ما تشهده البحرين من إنجازات طيبة وبحماسة وطنية عالية لأبنائها وبناتها الكرام، فإن ذلك يجعلنا فخورين بوطننا العزيز ومواطنيه الأوفياء الذين ضربوا أروع الأمثلة في العطاء والبذل لصالح الوطن. وإننا على قناعة تامة بأن منعة الدول بهذا النوع من التلاحم لهو خير سبيل لصد المغرضين، وهو ما مكننا، ولله الحمد، من الوصول إلى ما نحن فيه من خير وتقدم واحترام عالمي.

كما نتوجه بالتقدير لكافة مؤسسات الدولة، التي عملت جاهدة، ولا زالت، لتحقيق تطلعاتنا نحو المزيد من الازدهار والتقدم التنموي، والتي عبرنا عنها في خطابنا الافتتاحي لدور الانعقاد الماضي..فشكراً لهم على هذا الاجتهاد وعلى حسن المتابعة وسرعة التنفيذ.

ومن موقع مسؤوليتنا والتزامنا تجاه تلبية احتياجات الوطن والمواطنين الكرام وتطلعاتهم نحو المستقبل المشرق، نؤكد على حرصنا بتسريع خطواتنا التطويرية لإغناء المسيرة الوطنية وامدادها بالوسائل الملائمة لدعمها وتقويتها لعبور وتجاوز تأثيرات الجائحة، بإذنه تعالى، وكما استطاعت بلادنا على مر الأزمان في اجتياز أدق المراحل وأشد الأزمات.

وفي الختام، نكرر تمنياتنا لجميع مرضانا بالشفاء العاجل ولمن دخل في ذمة الله، في ظل هذه الجائحة، بالرحمة والمغفرة، وهو سبحانه الموفق إلى سواء السبيل. شاكرين حسن استماعكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كما ألقت رئيس مجلس النواب فوزية زينل كلمة قالت فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

سيدي.. حضرة صاحب الجلالة، الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.

صاحب السمو الملكي، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء..

أصحاب السمو..

الأخوات والأخوة..

الحضور الكرام..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

صاحب الجلالة،،

إنه لمن دواعي الشرف والاعتزاز أن أرفع إلى مقام جلالتكم، باسمي ونيابة عن إخواني وأخواتي أعضاء المجلس الوطني أسمى آيات التقدير، وعظيم الامتنان، على تفضلكم بافتتاح دور الانعقاد الثالث، من الفصل التشريعي الخامس، إيذانا بمرحلة جديدة في مسيرة الوطن على طريق الديمقراطية التي أرسيتم جلالتكم، دعائمها حتى أصبحت ثمرة يانعة يعيش في خيراتها الجميع.

فجلالتكم اتخذتم الإصلاح نهجا، والقانون ركازا، والعدل حكما، والشراكة ميثاقا، لتمضي مسيرة الوطن بقيادتكم الحكيمة، وتوجيهاتكم السديدة، إلى ما نصبو اليه جميعا، من خير ونماء.

صاحب الجلالة،،

لقد تمكنت السلطة التشريعية، خلال أدوار الانعقاد الماضية، بفضل دعم جلالتكم، من القيام بدورها التشريعي والرقابي على الوجه الأكمل، وكان ذلك كله في ظل تعاون مثمر ومتميز بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، اللتين عملتا معا وفقا لقيم وروح الفريق الواحد، فغايتنا جميعا صالح الوطن والمواطن.

ووجدنا من الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، كل حرص على أن يكون التعاون والتنسيق هو القاعدة التي ترتكز عليها وتنطلق منها العلاقة بين السلطتين.

صاحب الجلالة،،

إن دول العالم شهدت مطلع هذا العام، أزمة كبيرة وهي تفشي جائحة "كورونا"، والتي فرضت تداعياتها، وأثرت على كافة مناحي الحياة.

وكانت مملكة البحرين بعون الله على قدر الحدث وتداعياته، حيث شكلت توجيهات جلالتكم السامية، الدعامة الأساسية للمنجز الوطني، وسجلت التزاماً رفيعاً بالمبادئ والقيم الإنسانية، والنابعة من النهج الوطني الأصيل، وجاءت جميع الإجراءات والخطوات من أجل ضمان صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، وتعززت بأمر جلالتكم السامي بإطلاق "الحزم المالية" التي خففت من تداعيات الأزمة على مختلف قطاعات المجتمع.

وستظل الجهود الرفيعة والمتابعة الحثيثة والإدارة الناجحة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، في مكافحة الجائحة، محل فخر واعتزاز لنا جميعا، بجانب ما حققه فريق البحرين بكل مؤسساته وأفراده، من برامج ومبادرات، نالت الإشادة العالمية، وحققت لمملكة البحرين المكانة الرائدة.

كما نفتخر ونقدر عالياً، ما سجله المجتمع البحريني من أسمى صور التعاضد والتعاون، من خلال المشاركة في حملة التطوع الإنساني، وما أبداه الوعي المجتمعي خلال هذه الأزمة من تحضر ورقي رائع، مشيدين بما بذله أبطال الصفوف الأمامية في كل المجالات، من تضحيات نبيلة.

إن هذا العمل الوطني المتواصل والمستمر في التصدي للجائحة، أكد جاهزية الحكومة، في إيصال الخدمات الضرورية للجميع، خاصة في مجال الصحة كعنصر أساسي في التصدي للفيروس، وفي مجال العمل والتعليم عبر المنصات الافتراضية، وهي الجهود التي ستعمل السلطة التشريعية على دعمها واستمرار التعاون مع الحكومة من أجل تطويرها، مع الاهتمام بعلوم الفضاء والطاقة الذرية، باعتبارها من المرتكزات الضرورية للمستقبل.

ونود أن نعرب كذلك عن بالغ الشكر والثناء، لكافة الداعمين لحملة "فينا خير" التي قادتها المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وما شكله ذلك من تعزيز لقيم الشراكة المجتمعية والمسؤولية الوطنية.

إن توجيهات جلالتكم السامية بإنشاء مشفى متخصص للأمراض المعدية للتعامل مع التحديات الصحية، وتوثيق أسماء كافة الداعمين للحملة، تعكس حرصكم، على ترسيخ قيم الوفاء، وتعزيز ثقافة التقدير في المجتمع، تخليدا لقصة نجاح بحرينية تستفيد منها الأجيال القادمة، في خلق الفرص والمنجزات، عبر مواجهة الصعاب وتحويل التحديات إلى مكتسبات.

صاحب الجلالة،،

إن السلطة التشريعية، وتأكيدا لتوجيهات جلالتكم السامية، وإدراكاً منها لحجم التحديات التي تواجهنا جميعاً، والتي تستوجب المزيد من العمل والتعاون، وإعلاء المصلحة العليا، فإنها تضع على رأس أولوياتها للمرحلة المقبلة دعم جهود التعافي السريع لاقتصادنا الوطني بالتعاون مع القطاع الخاص، وفقا لرؤية البحرين الاقتصادية 2030.

مؤكدين دعم ومساندة السلطة التشريعية لتوجيه جلالتكم بتدشين صندوق يمكن الشباب من إنشاء وتملك الأعمال والشركات، دعماً للفرص الواعدة لأجيال المستقبل، يجسد نهجكم الحكيم في رعاية الشباب البحريني وتوفير كل المقومات التي تسهم في تحسين أوضاعه اقتصاديا واجتماعيا، ومن شأنه أن يتيح المجال واسعا للشباب للانطلاق في مجال العمل والابتكار.

ونؤكد لجلالتكم، التزام السلطة التشريعية بتوفير البنية التشريعية اللازمة، لقيام المؤسسات الاستثمارية، الحكومية والخاصة، بتوجيه أموالها إلى المجالات ذات القيمة المضافة، بجانب دعم سبل الاستثمار في مجال التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، ومراعاة المتغيرات البيئية وتحدياتها المختلفة، بما يساعد في دعم نمو الاقتصاد الوطني وتدارك أية تأثيرات على البيئة والحياة الفطرية في مملكة البحرين.

صاحب الجلالة،،

إن المرأة البحرينية في عهد جلالتكم الزاهر تعيش أزهى عصورها، وأصبحت شريكاً رئيساً في مسيرة التنمية الشاملة التي يعيشها الوطن، فهي نالت كل الدعم والرعاية والاهتمام من جلالتكم، وأضحت قصص نجاحاتها وتقدمها نموذجا متميزا ورائدا يعكس الوجه الحضاري لمملكة البحرين وشعبها العريق.

وواجب علينا أن نعبر عن مدى تقديرنا وامتناننا وأن نرفع كل الإجلال والعرفان، إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، على جهودها المخلصة وتوجيهاتها الكريمة للنهوض بواقع ومستقبل المرأة البحرينية من خلال قيادة سموها للمجلس الأعلى للمرأة وتبنيها للعديد من الاستراتيجيات والبرامج الرائدة، والتي ساهمت في تقدم المرأة البحرينية، وريادتها في مختلف المجالات.

صاحب الجلالة،،

إن ما حققه شباب مملكة البحرين، من إنجازات ومراكز متقدمة في مختلف المجالات، بفضل دعم جلالتكم، وجهود ومتابعة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، مستشار الأمن الوطني، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ساهم بصورة فاعلة في الارتقاء بالمنظومة الشبابية والرياضية، وتهيئة جيل وطني، يتحلى بقيم الولاء والانتماء، والإبداع في الإنجاز والعطاء.

وإننا في السلطة التشريعية سنواصل العمل من أجل تحقيق رؤيتكم الحكيمة بالاهتمام بالشباب البحريني وتوفير كل المقومات التي تعزز من دوره في نهضة الوطن وتقدمه، فالشباب كما تؤكدون جلالتكم دائما هم عماد حاضر البحرين ومستقبلها، مشيدين بالكفاءات الشبابية البحرينية في مختلف المجالات الذين رفعوا راية الوطن عالية بتميزهم وكفاءتهم.

صاحب الجلالة،،

إن المجلس الوطني، وإذ يجدد التأييد للخطوة التاريخية لمملكة البحرين بالتوقيع على إعلان تأييد السلام مع دولة إسرائيل، لما لها من أثر في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وترسيخا للقيم الأصيلة للمجتمع البحريني، في التعايش والانفتاح، فإن المجلس يؤكد في ذات الوقت، الموقف البحريني الراسخ والثابت الذي تؤكدون جلالتكم عليه دائما بدعم القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، للوصول إلى السلام العادل والشامل، وفقا لحل الدولتين، وطبقا لقرارات الشرعية الدولية، والمبادرة العربية.

ونشيد في ذات السياق، التقدير الكبير، بدور ومواقف المملكة العربية السعودية الشقيقة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في دعم الاستقرار والتضامن الخليجي، وبما يحقق الاستقرار والازدهار في المنطقة، وإسهاماتها الحضارية والإنسانية على المستوى الدولي.

كما نسجل فخرنا واعتزازنا بدور الجنود البواسل في قوة دفاع البحرين، والحرس الوطني، ووزارة الداخلية، وكافة الأجهزة الأمنية، على تضحياتهم وجهودهم، في تحقيق الأمن والاستقرار، داعين بالرحمة والمغفرة لشهداء الواجب الوطني.

صاحب الجلالة،

إننا نعاهد جلالتكم على مواصلة العمل والعطاء، وتسريع الخطوات التطويرية، في ظل المسيرة التنموية الشاملة، بالتعاون الفاعل مع كافة السلطات والمؤسسات، وفقا لأعمال الدستور، ونصوص القانون، واضعين نصب أعيننا مصلحة الوطن العليا، وثوابته الوطنية، وتعزيز قيم التسامح والتعددية، والتي حققت لمملكة البحرين الفخر بماضيها العريق، وأسهمت في نماء حاضرها المتطور، والانفتاح على مستقبل أكثر ازدهارا في ظل قيادتكم الحكيمة، وتوجيهاتكم السامية، ورعايتكم الكريمة.

حفظكم الله ورعاكم، وسدد على طريق الخير خطاكم وأنتم تقودون سفينة الوطن نحو الأمن والاستقرار والنماء، ووفقكم لما يحبه ويرضاه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.