شاء الله تعالى أن أكون من مواليد 1935، بما يعني إني عايشت الجزء الأخير من عهد الغوص، وكان جدي لأبي أحمد عبدالله علي بوزيد غواصاً – لم يفطن فيّ كوني صغيراً – ، وأبي سيباً وعادةً في قانون الغوص إذا كان الأب والابن يعملان على ظهر سفينة واحدة، أن يكون الابن هو سيب والده الغواص، ليكون به رحيماً وشفيقاً ومحافظاً على حياته إذا « نبر» وهو في قاع البحر.

مدة موسم الغوص 4 أشهر وعشرة أيام، وهذه المدة مدونة في قانون هذه المهنة، إلا أن أحداً لم يعرها انتباهاً، ويربطها بمدة أخرى، مطبقة في قانون عدة المرأة إذا مات زوجها، إلا أن المرحوم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، الأديب والشاعر وهرم الرياضة وشيخها، الذي إذا حضر مجلساً لابد أن يشيع في الجو نوعاً من المرح والابتسام.

في محاضرة له عن الغوص، قال ما معناه أنا متعجب ولا أدري ليش مدة الغوص 4 أشهر و10 أيام؟، «جيف» امرأة مات زوجها وهي في العدة؟، فضجت القاعة بالضحك والبشر يعلو وجوه الحاضرين، فعلاً، «ليش»، رحمه الله تعالى الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، قوله درر وكلماته غيث، ومثله لا يتكرر.

أيضاً شاء الله أن انخرط موظفاً في إدارة الهجرة والجوازات عام 1958، وكانت فرضة المنامة الميناء البحري الهام، ونقطة التقاء نواخذة الخليج، ثم أضيفت فرضة المحرق الواقعة إلى الجنوب من جسر الشيخ حمد كميناء رسمي ثانٍ.

تدربت على العمل في فرضة المنامة، حينما كان المرحوم السفير عيسى الجامع رئيس الجوازات في الموانئ، وبعد فترة التدريب عُينت موظف نوبة «شفت» بفرضة المحرق ثم عُين المرحوم محمد إبراهيم الزايد، وقبلنا كان أحمد هديب المالود هو الموظف الوحيد في فرضة المحرق.

الذي أود الوصول إليه، إن سفن الغوص ترسو في فرضة المحرق وفي فرضة المنامة، وتتجه -أي السفن- إلى المغاصات، وهناك يشاهد الحاضرون حفل التوديع، وبعض السفن تغادر من السواحل القريبة من بيوت النواخذة، حيث لا تفتيش على سفن الغوص.

وللحديث بقية.