هل رسائل البريد الإلكتروني المسربة لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون فضيحة من العيار الثقيل لنا كعرب؟ هي فضيحة فعلاً لكنها ليست مفاجئة لكل من قرأ ما بين سطور أحداث الربيع العربي المدمر وأزمة البحرين الأمنية المؤسفة والفوضى الخلاقة التي أرادوها لكل من هو متمسك بشرعية أوطاننا العربية بل المفاجأة عند عدد من الفئات منهم أولئك الذين لا يجيدون مهارة الربط بين الأحداث للوصول إلى الفكرة الشاملة والمحصلة النهائية لأسباب كل ما حدث وإلى أولئك الذين يمارسون ظاهرة النكران والتكذيب والتشكيك كما أن هناك أحزاباً تعرف جيداً حقيقة «إيميلات هيلاري» لكنهم «يستهبلون» ويدعون عدم الفهم!

هؤلاء الأحزاب هم من ينطبق عليهم تماماً المثل الذي يقول «أسمع كلامك أستطرب أشوف أفعالك أستعجب!»، لديهم أقنعتهم المتعددة تحمل شعارات براقة عن مسائل الحريات والحقوق والمواطنة لكنهم في حقيقة الأمر أبعد ما يكون عن هذه المعاني السامية وأهدافهم في إحداث التخريب والفوضى في دولنا العربية لم تأتِ لأجل هذه المبادىء التي كانت بمثابة مسمار جحا لا أكثر والدليل ما فعلوه في مصر فور توليهم السلطة حينما أزاحوا أصحاب الكفاءات الوطنية واستبدلوهم بعناصر أحزابهم وقاموا بتنصيبهم في مواقع ليس لديهم دراية حتى عن كيفية إدارتها إنما جعلوهم من أجل التكديس وكديكور رغم أنهم لم يكونوا بالمهارات المطلوبة! هل نسي البعض أولئك الخونة في البحرين عندما اعتلوا منصة دوار العار وما قالوه «جمهورية البحرين الإسلامية» في إعلان صريح أن مطالبهم ليست معيشية إنما لأجل التبعية لإيران!

إن أكبر كذبة عرفتها الشعوب العربية والإسلامية هي حركات الإسلام السياسي التي هندستها الإدارة الأمريكية المتآمرة «إدارة أوباما وهيلاري» المعادية للمنطقة العربية وتلك حقيقة لا يمكن إلغاؤها من التاريخ لكن الكذبة الأكبر هي أن قطر وجماعات الإخوان المسلمين «المتأسلمين» وعملاء إيران يدافعون عن الإسلام فيما هم أعداء الإسلام الحقيقيون أصلاً وداعمو الإرهاب!

كل من شكك بصحة دخول قوات درع الجزيرة خلال أزمة البحرين الأمنية وحاول ممارسة منهجية اللعب على المصطلحات والكلمات كان مكشوفاً بالنسبة للفئة المتمسكة بشرعية وعروبة مملكة البحرين ومعروفة انتماءاته وحزبيته وكانت كلماته بمثابة «الصراخ على قدر الألم»!!

ما كشفته رسائل هيلاري من مؤامرات نقطة في بحر ما كان يحاك ضد أوطاننا ودليل نستند به على حكمة قياداتنا ونجاحهم في حقن الدماء، والمؤلم ليس مخططات إدارة أوباما وهيلاري إنما اليد التي مدت لهم يد العون وتآمرت معهم وكفلت لهم نجاحه «نظام قطر الخائن»!

حادثة إغلاق وزير الخارجية السعودي السابق الأمير الراحل سعود الفيصل رحمه الله الهاتف في وجه كلينتون بعد طلبها عدم إرسال قوات درع الجزيرة إلى مملكة البحرين عام 2011 وموقفه الحازم بشأن مصر كلها شواهد كانت تعكس أسباب هيستيرية كلينتون وأوباما أيامها وتفسير لما أوباما اخطأ حينما جمع الشأن البحريني بالشأن السوري أيامها، أرادوا لنا الحروب الدموية والإبادة فأباد الله كل مخططاتهم بحسن تدبيره ثم بجنده في الأرض.