لم يكن أكثر الباحثين والمفكرين تفاؤلاً، ليتوقع وجود مثل هذه الخطوة السباقة التي وجه إليها حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، بإنشاء صندوق لدعم الشباب وتمكينهم، وخدمة لابتكاراتهم.

إنه ابتكار بحريني بحت، ليس له مثيل في دول العالم بهذا الشكل، ويضاف إلى قائمة المنجزات الكبيرة كـ«تمكين» و «صادرات» و«بنك الإبداع» وغيرها العشرات من المؤسسات في البحرين.

بدأت منذ مطلع شهر أكتوبر، وضمن متطلبات مادة الابتكار بالجامعة، والتي تدرسها زميلتنا الدكتورة لولوة بودلامة، بالبحث عن كيفية دعم الابتكارات في العالم، وأقصى ما وصلت له هو موقع إلكتروني، يمكن من خلاله للراغبين بدعم المشاريع، أو أعجبهم منتج أو ابتكار معين، أن يشتروه أو يتبرعوا له، وقد تقدمت بهذه الفكرة إلى وزارة شؤون الشباب والرياضة، من خلال تطبيق تواصل، لتكون في البحرين.

ووضعت مخططاً كنت أعمل عليه عن كيفية إطلاق هذا الموقع الإلكتروني، وآلية عمله، ولكن توجيهات جلالة الملك المفدى السامية، كانت أكبر بكثير من الطموح، وابتكار لم يخطر على بال أحد، وسباقة لما لم نجده في العالم أجمع، وخلاقة لأبعد الحدود، وتفتح آفاقاً واسعة، ليس لنا إلا أن نقف مندهشين، رافعين قبعاتنا إجلالاً لها.

الأجمل في صندوق الأمل، هي سرعة الخطوات التي تبعتها، وصدور مرسوم ملكي بإنشائه مباشرة، وكما جرت العادة في هذه الجزيرة، فإن الجميع متعاضدون فيه، من سلطة تنفيذية، وأخرى تشريعية، وقطاعات العمل، ليكون منتجاً متكاملاً.

الآن، وكل ما على الشباب فعله، هو التفكير خارج الصندوق للوصول إلى فكرة خلاقة، مبدعة، ومبتكرة، وتقديمها لتكون حقيقة على أرض الواقع، وتبدأ بالانتشار إلى العالمية، ويكون حينها كما جرت العادة، الشاب البحريني نموذجاً يتحذى به بين الأمم.

كما أن وجود سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على رأس هذا الصندوق، يعطي دافعاً كبيراً للجميع، وثقة أكبر بسرعة الإنجاز والتنفيذ، والقدرة على الإبداع المتأصلة في سموه.

فهنيئاً للبحرين هذا الإنجاز الجديد، وكما قلتها سابقاً، هنيئاً للمملكة بقيادتها وعلى رأسهم جلالة الملك المفدى، وسننتظر بكل شغف أولى نتائج هذا المشروع الرائد.

* آخر لمحة:

يأتي صندوق الإبداع لتمكين الشباب ودعم ريادتهم للابتكار والأعمال، في وقت لازالت لم تقرر دول أخرى.. هل ستدفع إعانات تعطل لمن تقطعت بهم السبل، وفقدوا وظائفهم بسبب جائحة كورونا؟