بعفوية تامة منطلقة من نقاوة قلب وصفاء نية، نتداول رسائل المساعدات التي تحتوي على أرقام هواتف لعملية تحويل مباشرة لمساعدتهم، فبعض الحالات للعلاج وأخرى لعائلة احترق منزلها، وتلك التي تبحث عن مسكن وإيجار وغير ذلك.

نتداول تلك الرسائل بعاطفة دون التأكد من صحة معلوماتها أو الجهة المرسلة، أو حتى حقيقة هذه الحالة حتى نسمع خبراً في وسائل التواصل الاجتماعي أن وزارة الداخلية ألقت القبض على جماعات تجمع المال دون ترخيص وتصرفها لكماليات خاصة بها.

كما شددت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على ضرورة التحقق من التبرع للجهات الرسمية والمخولة من الوزارة والحاصلة على ترخيص جمع المال لهذا النوع من التبرعات، كيف تضمن وصول هذه الأموال لمصارفها.

ومع ذلك يجتهد البعض في محاولة عمل حملات إغاثية بشكل فردي لحالات وصلت إليه عن طريق «الواتساب» ولم يتأكد منها شخصياً، فينطلق بكل عاطفته بحثاً عن الأموال لدعم هذه الحالة التي لربما تكون من نسج الخيال وتم استغلاله من بعض المرضى للحصول على أموال الناس بالطرق السهلة.

كما يقوم بعض الناس بأخذ الرسائل التي تحتوي على أرقام تلفونات أو أرقام حساب بنكي واستبدالها بأرقام حساباتهم الخاصة لتحويل الأموال في حساباتهم الخاصة واستغلال عاطفة الناس المندفعة للخير.

إن عمل الخير والعمل الإغاثي لا يأتي هكذا فجأة، بل هو نتاج حياة طويلة في ميادين العمل الإنساني تكسبك الخبرة والثقة اللازمة لتسيير هذا النوع من الحملات، وتحت المظلة الرسمية التي تضمن وصول الأموال إلى مستحقيها مع وجود فريق عمل يدرس الحالات قبل الشروع في أي حملة إنسانية.

فلنحذر ونتأكد مراراً وتكراراً قبل التبرع بأي مبلغ، ولنحرص على التوجه إلى الجهات الرسمية لكي لا نكون شريكاً في تمويل أشخاص أو أنشطة دون أن نعلم، وكل ذلك بسبب متاهة التعاطف التي ندخلها فور تأثرنا بالرسالة التي تصل إلينا.