100 شخص معرضون للإصابة بجلطة الرئة سنوياً في البحرين
مستوى الخطورة مضاعف
خلال الحمل لزيادة «الأستروجين» بالدم
أغلب موانع الحمل تحتوي على «الأستروجين» المسبب لجلطة الساق
كبار السن والبدناء ضمن الفئة? ?الأكثر تعرضاً للإصابة بالمرض ?
إهمال علاج جلطة الساق يؤدي للإصابة بجلطة الرئة ومن ثم الوفاة
الإسبرين يعالج جلطات الشرايين وليس خثارة الأوردة العميقة
الإكثار من السوائل والألياف يلعب? ?دوراً كبيرا في منع التجلط
«متلازمة الدرجة السياحية» تشمل الإصابة للمسافرين بالباص أو السيارة


حاوره - وليد صبري:
كشف استشاري جراحة الأوعية الدموية وجراحة الرئة وزراعة الأعضاء بمجمع السلمانية الطبي د.صادق عبدالله،عن «تعرض نحو ألف شخص للإصابة بجلطة الساق العميقة سنوياً بالبحرين، بينهم 100 شخص معرضون للإصابة بجلطة الرئة نتيجة مضاعفات المرض، التي بدورها تؤدي في بعض الأحيان للوفاة في حال إهمال العلاج». وأضاف، د.عبدالله في حوار لـ «الوطن»، أن «خطر الإصابة بجلطة الساق يرتفع في حالة قلة ممارسة الحركة? ?بعد إجراء جراحة، أو عند السفر في رحلات جوية طويلة، وفي حال التغيرات الهرمونية، كالتي تحدث أثناء الحمل ?أو عند تعاطي حبوب منعه، كما يندرج كبار السن والبدناء ضمن الفئات? ?الأكثر عُرضة للإصابة بالجلطة». ? وحذر د.عبدالله، من «الإفراط في تناول الأدوية المسكنة لآلام الساقين»، لافتاً إلي أنها «ترفع نسبة الإصابة بالمرض».
وأوضح، أن «كبار السن والبدناء والمصابين بالسمنة معرضون للإصابة بالمرض». وذكر، أن «مستوى خطورة الإصابة بالمرض مضاعفة خلال الحمل نتيجة زيادة «الأستروجين» بالدم». ولفت إلى، أن «أغلب موانع الحمل تحتوي على «الأستروجين» المسبب لجلطة الساق»، مضيفاً أن «الإصابة بمتلازمة الدرجة السياحية لا تقتصر على السفر بالطائرة فقط، ولكن تشمل الإصابة بالمرض للمسافرين بالباص أو السيارة». ونصح د.عبدالله بالإكثار من تناول السوائل والأطعمة الغنية بالألياف كالخضراوات والفواكه، التي تلعب ?دوراً كبيراً في سريان الدم وتدفقه، والحيلولة دون تجلطه، وفيما يلي سطور الحوار..
ما هي جلطة الساق؟
جلطة الساق أو ما يسمى بخثارة الأوردة العميقة، عبارة عن جلطة تحدث بالأوردة العميقة للساق أو الفخذ، والأوردة هي عبارة عن الأوعية الدموية التي ترد بالدم إلى القلب، وحدوث أي تجلط أو خثارة، في هذه الأوعية الدموية في الساق أو في الفخذ تعتبر حالة خطيرة.

هل هناك إحصائيات عالمية ومحلية للإصابة بالمرض؟
حسب الإحصائيات العالمية تحدث تقريباً أكثر من نصف مليون حالة جلطة في الساق بأمريكا سنوياً، والنسبة العالمية بصورة عامة هي 0.5% لكل ألف حالة، وفي البحرين هناك ألف شخص معرضين للإصابة بجلطة الساق العميقة سنوياً في البحرين، بينهم 100 شخص معرضين للإصابة بجلطة الرئة نتيجة حدوث مضاعفات جلطة الساق العميقة، وتعد جلطة الرئة أخطر مضاعفات جلطة الساق العميقة على الإطلاق، خاصة في حال إهمال علاجها، ومن ثم ربما تؤدي إلى الوفاة.
3 أسباب رئيسة
ما أبرز أسباب الإصابة بالمرض؟
هناك 3 أسباب رئيسة لحدوث الجلطة في الوريد، الأول: أن يكون هناك تلف في بطانة الوريد، نتيجة الإصابات العادية، أو أثناء العمليات الجراحية، والسبب الثاني، نتيجة زيادة في كثافة الدم أو ما يعرف باسم «السيولة»، وتحدث في حالات كثيرة، مثل حالات أمراض السرطان، أو الأمراض الجينية، أو التغيرات الهرمونية، التي تصيب المرأة، أما السبب الثالث، فيكون نتيجة ضغط خارجي على جدار الوريد، نتيجة الجلوس بطريقة خاطئة لفترات طويلة، أو نتيجة ارتداء ملابس ضيقة لمدة طويلة، أو وضع الجبس لفترة طويلة في حالات الإصابة بالكسور، وتشير الدراسات والأبحاث إلى أن خطر الإصابة بجلطة الساق يرتفع في حالة قلة ممارسة الحركة? ?بعد إجراء جراحة، أو عند السفر في رحلات جوية طويلة، وفي حالة التغيرات الهرمونية، كالتي تحدث أثناء الحمل ?أو عند تعاطي حبوب منعه، كما يندرج كبار السن والبدناء ضمن الفئة? ?الأكثر عُرضة للإصابة بالجلطة. ?

ما أعراض الإصابة بالمرض؟
الأعراض تشمل ألماً مفاجئاً وشديداً في الساق، خاصة في العضلات الخلفية، وتورم واحمرار في الجزء الخلفي من العضلات، وارتفاع درجة الحرارة في تلك المنطقة مع وجود الألم، كما يعاني المريض من ثقل أثناء المشي.
الحوامل والأستروجين
ما الفئات الأكثر تعرضاً للإصابة بجلطة الساق؟
مرضى الأورام، وخاصة السرطانات من أكثر الفئات تعرضاً للإصابة بالمرض، لأن كثافة الدم لديهم تكون مرتفعة نتيجة الأورام أو نتيجة العلاج الكيميائي، كما إن أي مريض فوق سن الأربعين ويخضع لعملية جراحية كبيرة، فهو معرض للإصابة بجلطة الساق، والنساء الحوامل معرضات أيضاً للإصابة بالمرض، وتكون مستوى الخطورة مضاعفة خلال فترة الحمل، نتيجة زيادة هرمون الأستروجين في الدم، وأيضاً بعد الولادة وخلال الفترة من 4 إلى 6 أسابيع تكون خطورة الإصابة بالمرض قائمة، لأن هرمون الأستروجين يأخذ وقتاً، أي نحو شهر تقريباً كي يهبط مستواه بالدم، كما إن ضغط الرحم على الأوردة الحوضية يؤدي للجلطة، فالنساء لديهن عاملين للإصابة بالمرض، أولهما ضغط الرحم على الأوردة الحوضية، والعامل الآخر، زيادة كثافة الدم، كما إن السيدات اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل، معرضات للإصابة بجلطة الساق العميقة، لأن أغلب موانع الحمل تحتوي على مادة الأستروجين التي تعد أبرز أسباب الإصابة بجلطات الساقين، كما إن السيدات في سن اليأس، أيضاً معرضات للإصابة بالمرض، إضافة للسيدات اللاتي يتناولن العلاج الهرموني المعوض.
ويؤدي تضخم الرحم للضغط على الأوردة الحوضية، ومن الفئات المعرضة للإصابة بالمرض أيضاً المرضى المصابين بدوالي الساقين، لأن الدوالي عبارة عن انتفاخ والتواء بالأوردة، مما يؤدي لبطء سريان الدم في تلك الأوردة، وكلما كان سريان الدم بطيئاً كلما كانت المرأة معرضة للإصابة بجلطة الساق العميقة. وهناك دراسات أثبتت أن الإفراط في تناول الأدوية المسكنة لآلام الساقين خاصة «البروفين والفولتارين»، ترفع نسبة الإصابة بالمرض. كما إن كبار السن والبدناء والمصابين بالسمنة معرضون للإصابة بالمرض، وفي ذات السياق، لا توجد علاقة مباشرة بين مرضى السكري والإصابة بجلطة الساق.

بعض العلماء يصنفون جلطة الساق لسطحية وعميقة.. هل تتفقون مع هذا الطرح؟
جلطة الساق يقصد بها خثارة الأوردة العميقة، أما خثارة الأوردة السطحية فهي تحدث أيضاً لكنها ليست خطيرة، ولا تؤدي إلى المضاعفات الخطيرة، وحينما نتحدث عن جلطة في الساق نقصد بها مباشرة جلطة الساق العميقة وليست السطحية.

ماذا عن البرنامج العلاجي؟
أي مريض يعاني من ألم وتورم مفاجئ في الساق، تجرى له الفحوصات الإكلينيكية فإذا شك الطبيب في وجودها، نبدأ في تشخيص المرض، وهي عملية سهلة ومتوفرة، عن طريق جهاز الموجات الصوتية أو «الالتراساوند»، حيث يمكن للطبيب المعالج أن يرى الأوردة العميقة، ويحدد مكان الجلطة ومستواها، ويمكن قياس مستوى سريان الدم. بعد ذلك تأتي مرحلة بروتوكولات العلاج، لإجراء عملية ذوبان للجلطة، وتتراوح بين تناول الحبوب، أو حقن «الهيبارين» أو التدخل الجراحي، ويخضع المريض لمراقبة مستمرة حتى يطمئن الطبيب لعدم معاودة إصابته بالجلطة وتمت إذابتها تماماً. وهناك علاج حديث يستخدم في ذوبان الجلطات العميقة بالحوض، حيث يتطلب تواجد المريض في المستشفى، تحت الإشراف الطبي الكامل.
التدخل الجراحي
متى نلجأ للتدخل الجراحي؟
نضطر للتدخل الجراحي عندما يحدث انسداد في مجرى الدم بإحدى الساقين، حتى الحوض وما فوقه، وهذا يؤدي إلى انسداد تام وعدم خروج الدم من الساقين، ومن ثم نلجأ إلى التدخل الجراحي، لإزالة هذه الخثرة، ويطلق عليها ما يسمى بـ «التسليك»، وهناك تقنية جديدة لإزالة الجلطة بعملية مشابهة للقسطرة، وهذه التقنية متوفرة عالمياً، بحيث نستخدم نوعاً خاصاً من القسطرة يتم من خلاله امتصاص الجلطة، وفي بعض الحالات هناك مضاعفات على المدى البعيد، فحدوث أي جلطة في الأوردة العميقة، تؤدي إلى تلف الصمامات في تلك الأوردة، فهناك صمامات رقيقة جداً داخل تلك الأوردة، ومتى تلفت تلك الصمامات، الدم يرجع إلى أسفل، ومن ثم يؤدي إلى زيادة الضغط الوريدي نتيجة عودته لأسفل مرة أخرى بدلاً من توجهه لأعلى، ما يؤدي إلى الاعتلال الوريدي المزمن، وأعراضه، ثقل في القدمين، وانتفاخ وتعب أثناء الوقوف، وتغير لون الجلد، وهذا يتم علاجه عن طريق الجوارب الضاغطة.

هل الأسبرين يعالج جلطة الساق؟
هناك مفهوم شائع وخاطئ أن الأسبرين يعالج جلطات الساق، وهذا غير صحيح، لكن الأسبرين يمكن أن يساعد في علاج جلطات الشرايين وليس جلطات الأوردة، مثل شرايين القلب أو شرايين المخ.

ما هي متلازمة الدرجة السياحية؟
سبب الإصابة بمتلازمة الدرجة السياحية، هو الجلوس لفترة طويلة أثناء السفر بالطائرة أو بالباص أو بالسيارة، نتيجة توقف سريان الدم في أوردة الساق لمدة تزيد عن 4 ساعات، وسميت بذلك الاسم نتيجة حدوثها لدى أصحاء مسافرين في الدرجة السياحية، ورغم أن المرض أطلق عليه «متلازمة الدرجة السياحية»، إلا أننا نراها في السفر بالسيارة أو بالباص، وهناك نسبة كبيرة من المرضى المصابين بجلطات الساق نتيجة السفر بالباص أو بالسيارة أو بالطائرة، ومن ثم ينصح المرضى بالحركة ما بين فترة وأخرى أثناء وجودهم بالطائرة، وارتداء الملابس الخفيفة، وتناول السوائل خاصة المياه، ولبس الجوارب الضاغطة الخفيفة، وتتوفر تلك الجوارب بالمطارات، والمرضى المصابين بجلطات سابقة معرضين 3 مرات أكثر من الطبيعيين إذا سافروا بالطائرة.

ما طرق الوقاية من المرض؟
للحد من خطر الإصابة بجلطة الساق، نوصي بالمواظبة على ممارسة الأنشطة الحركية خلال الحياة اليومية، وممارسة رياضة المشي. ?

هل هناك أغذية تمنع الإصابة بجلطة الساق؟
?الإكثار من السوائل والأطعمة الغنية بالألياف كالخضراوات والفواكه، يلعب? ?دوراً كبيراً في سريان الدم وتدفقه، والحيلولة دون تجلطه.