توقع يونس جمال السيد الرئيس التنفيذي لشركة التكافل الدولية والرئيس السابق لجمعية التأمين البحرينية، ان يسجل قطاع التأمين هذه السنة نموا لا يقل عن 15%، بفضل زيادة وعي المواطنين والمقيمين بأنواع التأمين المختلفة، دون ان تقتصر على تأمين السيارات فقط.
واوضح السيد في لقاء خاص مع وكالة أنباء البحرين (بنا)، التأمين على الحياة بدأ يلقى رواجا ملموسا بعد ان اصبح يشكل ربع اجمالي الأقساط التأمينية في السوق المحلية.

وأكد السيد ان تطبيق قانون المرور الجديد من شأنه ان يحدث نقلة نوعية في مجال تخفيض معدل خسائر شركات التأمين، بالتزامن مع انخفاض اعداد الحوادث المرورية، وبالتالي تخفيض مبالغ الاقساط التأمينية المفروضة على المواطنين والمقيمين.

ولفت السيد الى ان اسبوع التوعية عن التأمين من شأنه ايصال الرسائل التأمينية المهمة الى جمهور المواطنين والمقيمين، عبر تنظيم مجموعة من الفعاليات والبرامج التفاعلية التي من شأنها خلق التشويق والإثارة لدى زوار جناح التأمين الخاص في مجمع البحرين سيتي سنتر.

ــ وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

(بنا): بدايةً، من أين جاءت فكرة أسبوع التوعية عن التأمين ؟

يونس جمال: لقد تبلورت الفكرة في عام 2012 عندما أكدت جمعية التأمين على ضرورة الاحتفال باليوم السنوي للتأمين، ومن أجل تعزيز التوعية بين المواطنين والمقيمين بأهمية التأمين وانواعه المختلفة، وبخاصة التأمين على الحياة بشقيه الفردي والجماعي، والتأمين الصحي.

(بنا): ما الذي يميز اسبوع التأمين هذه السنة عن النسخ السابقة؟

يونس جمال: نحن ننظم اسبوع التأمين للسنة الرابعة على التوالي، لقد كانت النسخة الأولى مقتصرة على يوم واحد، ومن ثم توسعت الفكرة لتصبح اسبوعا، لتصل اليوم الى التوعية بالتأمين على مدار سنة كاملة. و هذه السنة سنركز على التأمين على الحياة الذي يساهم في استمرارية الأسرة في حال وفاة رب الأسرة لا قدر الله، كما يوفر غطاء تأميني وعائد على الاستثمار في نفس الوقت.

لقد ووضعنا خطة تغطي 12 شهرا على مدار السنة، ولدينا برامج بالتعاون مع معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية وعقد ندوات في بيت القرآن ومكتبة الشيخ عيسى. وستكون الحملة مفتوحة على مدار السنة بتنظيم الكثير من الانشطة.

(بنا): ما هي جهود جمعية التأمين الإضافية لزيادة التوعية التأمينية ؟

يونس جمال : نحاول التنسيق مع المدارس والجامعات لتقديم محاضرات بجهد تطوعي من شركات التأمين وتشجيع الناس لكي تتخصص في مجال التأمين. كما تستهدف الجمعية تخريج شباب في قطاع التأمين، وتفعيل دور نسائي أكبر في الوعي التأميني على غرار التجربة المصرفية الرائدة. يجب ان يركز القائمين على القطاع جهودهم لتخريج كفاءات شابة واعدة للنهوض بجيل تأميني جديد.

(بنا): ماذا عن أداء قطاع التأمين البحريني خلال السنوات الأخيرة الماضية ؟

يونس جمال: لقد سجل سوق البحرين في العام 2013 اقساط تأمينية قدرها 258 مليون دينار، حيث يشكل التأمين على الحياة ما نسبته 24% من إجمالي الاقساط التأمينية، اي ما يعادل 62 مليون دينار، فيما يشكل التأمين الصحي ما نسبته 10% من الإجمالي، وبحجم أقساط قدرها 41 مليون دينار. ونأمل مع زيادة الوعي التأميني ان تشهد الأقساط التأمينية نموا خلال الفترة المقبلة، مع معرفة الجميع للحقوق والواجبات لدى كل مؤمن وشركة تأمين.

(بنا): وما هي توقعاتكم لمعدلات نمو قطاع التأمين خلال العام الجاري 2015 ؟

يونس جمال: هذه السنة نتوقع أن لا يقل معدل النمو عن 10% أو 15%، خاصة مع تحسن ربحية شركات التأمين وإعلانها عن نتائج مالية إيجابية. وننتظر مستقبلا واعدا للقطاع مع معرفة المواطنين بمنافع التأمين على اختلاف انواعها، ولا تقتصر على التأمين على السيارات فقط.

(بنا): كان لكم مساهمة كبيرة في انطلاق الحملة التوعوية لقانون المرور الجديد "أعد النظر"، فما هي منافع القانون الجديد بالنسبة لقطاع التأمين ؟

يونس جمال: لقد شكلت جمعية التأمين البحرينية لجنة للتوعية بإيجابيات القانون الجديد بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور. واعتقد بأن الهدف من تغليظ العقوبات المرورية لردع الجميع من انتهاك السرعة القانونية وتصحيح سلوكيات القيادة من ربط حزام الأمان وعدم استخدام الهاتف أو التدخين في المركبة والتي كانت من أبرز مسببات الحوادث في السنوات الأخيرة.

نحن نرى انعكاسات ايجابية كبيرة من قانون المرور الجديد، فمع انخفاض الحوادث المرورية تستطيع شركات التأمين تحسين معدل خسائرها وبالتالي تخفيض الأقساط التأمينية على المواطنين وجعلهم يدفعون مبالغ أقل. وأتوقع ان تبلغ نسبة التحسن بمعدل خسائر شركات التأمين أكثر من 20% وذلك في السنة الاولى من تطبيق القانون الجديد.

(بنا): عقدت جمعية التأمين البحرينية في فبراير الماضي جمعيتها العامة وتم انتخاب رئيس جديد لها بعد توليكم الرئاسة لمدة 4 سنوات حافلة بالإنجازات، ما هي تطلعات مجلس الإدارة لتطوير قطاع التأمين المحلي ؟

يونس جمال: لقد بذلت كل ما في وسعي خلال السنوات الاربع الماضية للارتقاء بقطاع التأمين وزيادة عدد الأعضاء، ومن أهم أنشطة الجمعية التنسيق والتباحث مع شركات التأمين التي تعمل في السوق البحريني وكذلك مصرف البحرين المركزي، وغيره من السلطات المختصة والمؤسسات، بالإضافة إلى القيام بالفعاليات التأمينية المختلفة كإقامة ورش العمل والندوات والمحاضرات التي تسعى الجمعية من خلالها إلى نشر الثقافة والتوعية بأهمية التأمين على اختلاف أنواعه والدور الذي يلعبه في بناء مجتمع بحريني راسخ. كما تسهم الجمعية بتقديم دراسات وخطط وتوصيات للنهوض بصناعة التأمين في مملكة البحرين.

لقد نجحت ولله الحمد في تحقيق نقلة نوعية خلال فترة رئاستي، وقد حان الوقت لفتح المجال أمام وجود جديدة لاستلام دفة القيادة وبلورة افكار جديدة تسهم في النهوض بصناعة التأمين بشقيها التقليدي والإسلامي الى جانب اعادة التأمين. ومع رئاستي للجنة التأمين الصحي في الجمعية، نتطلع الى تحقيق المزيد من المنجزات التأمينية في المستقبل المنظور.