الإمارات حققت قصص نجاح في مجال الفضاء ومسيرة التقدم الإنساني

دعوة شباب البحرين والخليج العربي لتطوير ذواتهم والإبداع في مختلف المجالات

إنجازات الإمارات فخر للأمتين العربية والإسلامية وتفتح لنا آفاق المستقبل


أكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، أن إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة هي فخر للأمتين العربية والإسلامية تفتح لنا آفاق المستقبل، وتشجع شبابنا للخوض في مجال الفضاء عموماً وارتياد الفضاء على وجه الخصوص بعزيمة وإصرار، مبينا أن تلك الإنجازات تعتبر مشاركة في مسيرة التقدم الإنساني عبر تعزيز العلوم والمعارف المرتبطة بالفضاء.


جاء ذلك خلال كلمة ألقاها سموه في مستهل الجلسة الحوارية المرئية بعنوان "مهمة طموح زايد"، بمشاركة سفير الإمارات الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان، التي أقيمت بتنظيم من السفارة لدى البحرين، ومركز محمد بن راشد للفضاء بدولة الإمارات، والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين، وذلك بحضور أكثر من 300 شخص متابع للبث.

وقال سمو الشيخ ناصر: "إن تلك الإنجازات الكبيرة والمميزة من حيث أهميتها وحجم تأثيرها على التقدم العلمي، هي قصص نجاح لأشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الفضاء وأصبحت اليوم حديث المجتمعات العلمية المتخصصة".

وأكد سموه على قدرات الشباب الإماراتي على تخطي الصعاب وتحقيق الإنجازات المتتالية بفضل اهتمام وتشجيع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والإصرار على تحقيق الطموح.

وأضاف سمو الشيخ ناصر أن البحرين بالمثل كانت سباقةً للانخراط في مختلف المجالات التي تسهم في دفع عجلة التقدم، وذلك في إطار رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، الذي قاد جلالته خطى البلاد لتأسيس قطاع الفضاء في البحرين، مشيراً إلى توجيهات جلالته السامية خلال خطاب افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب بضرورة السعي الدؤوب لاكتساب وامتلاك معارف وتقنيات المستقبل، ودعوة جلالته إلى رفع سقف الطموحات الوطنية بالتفوق في العديد من العلوم المتقدمة كعلوم الفضاء بفوائدها العلمية والبيئية.

وأشار سموه إلى أن اهتمام جلالته بتنمية الكوادر الوطنية في البحرين، وعنايته الدائمة بدعم وتطوير هذا القطاع الذي يهتم بتقدم الإنسان البحريني وتأهيله وفق أحدث الوسائل المتقدمة للمساهمة في خدمة وطنه وأمته، فكان في طليعة إنجازات البحرين على هذا الصعيد تأسيس الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء التي تؤدي دوراً كبيراً في إعداد الأبحاث والدراسات وتنمية القدرات الوطنية بما يخدم سياسة المملكة ويعزز مكانتها العالمية في مجال علوم الفضاء.

وقال سموه: "إننا ننظر بتفاؤل كبير إلى العلاقات الوثيقة بين البلدين والتعاون المتنامي في مجال علوم الفضاء وبخبرة دولة الإمارات في هذا المجال الذي أثمر عدداً من المشاريع المشتركة، وتبادل الخبرات والمعلومات وبناء القدرات الوطنية، أبرزها ابتعاث مجموعة من أعضاء فريق البحرين للفضاء والذين تم اختيارهم وفق آلية ساهمت في تنفيذها وكالة الإمارات للفضاء، وتنفيذ مشروع بناء قمر صناعي مشترك، وتنظيم عدد من البرامج التدريبية في مجالات تتعلق بعلوم الفضاء في سياق شراكة وتعاون مستمر لخدمة البلدين ومساهمة في تحقيق رؤية قيادتي البلدين للمضي نحو التطور والازدهار والرخاء".

وأوضح أن ارتياد الفضاء والتقدم في المعرفة المرتبطة به لم تعد ترفاً، فالتكنولوجيا الحديثة التي تسعى لتغطية العالم بوسائل الاتصال تولي أهمية كبرى لأبحاث الفضاء ودراسته، ويسهم الوجود في الفضاء في التصدي بفاعلية للعديد من المشكلات التي تواجه كوكب الأرض، ويمكن العلماء والباحثين والمختصين من تشكيل فكرة أكثر عمقاً واتساعاً عن مختلف القضايا والتحديات، ومنها تطوير البنية التحتية ومراقبة التنمية البيئية وتطبيقات تسهم في تحقيق الأمن والتنمية الاقتصادية المستدامة وصولاً إلى الرفاهية والرخاء.

وأضاف: "إننا لنتطلع في منطقة الخليج العربي ليس لمواكبة العالم المتقدم في هذا المجال وحسب، ولكننا نطمح أن نؤدي دوراً مشهوداً، كما كان لنا الدور في السابق في تطوير الملاحة في أعالي البحار الأمر الذي أدى إلى اكتشاف طرقات بحرية جديدة أحدثت تطوراً كبيراً في عالم التجارة الدولية، وهذه الجرأة على الريادة والشجاعة في المبادرة تعد من صفات أهل دول الخليج العربي الذين يسعون دائماً للمشاركة البناءة في النهوض بالحياة الإنسانية نحو آفاق جديدة".

ودعا سموه شباب البحرين والخليج العربي والعرب إلى أن يستفيدوا من الأجواء المشجعة التي توفرها القيادات المخلصة والمسؤولة في بلدانهم من أجل تطوير ذاتهم والإبداع في مختلف المجالات، وإننا لنثق في شبابنا وقدراتهم كل الثقة، ونشجعهم كل التشجيع لأن يضعوا بصماتهم في مختلف المجالات التي تحقق لهم التميز على مستوى العالم، ولطالما ضربت البحرين والإمارات المثل في تأكيدهما على الإيمان بالشباب وسعي البلدين الدؤوب لتمكينهم لأنهم رصيدهما الذي تدخلان به ومعه إلى المستقبل الأفضل.

وتمنى سموه للمشاركين في الجلسة أن يحققوا أقصى استفادة من لقاء رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي.

ومن جانبه رحب سفير الإمارات لدى البحرين الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان بمشاركة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب في الجلسة الحوارية مع رواد الفضاء من دولة الإمارات، والذي سوف يثري الحوار ويحفز الشباب المشاركين بالجلسة، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين علاقة استثنائية ومتميزة في كافة المجالات، مثمناً حرص رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي على نقل تجربتهما الثرية في "مهمة طموح زايد" والتي يفخران بها في دولة الإمارات ويفخر بها أيضاً كل بحريني على هذه الأرض الطيبة.

وأشار إلى أن القيادة الرشيدة في الإمارات لديها طموح ملهم وثقة كبيرة بالشباب وخاصة في مجال الفضاء، حيث كانت مهمة طموح زايد إلى محطة الفضاء الدولية تتويجاً لهذا الإلهام والطموح وخطوة تاريخية تعزز طموحات قيادة دولة الإمارات الواعدة نحو المستقبل، مؤكداً أن لدولة الإمارات استراتيجية في مجال الفضاء تمتد لعشر سنوات قادمة، وهذا يؤكد أن طموح الإمارات ليس له حدود وإن مهمة طموح زايد كانت البداية وحققت حلم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وشارك هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، وزميله رائد الفضاء، سلطان النيادي، في الجلسة الحوارية التي كانت تحت إدارة الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين الدكتور محمد العسيري، عن بداية شغفهما بعالم الفضاء، والتحديات التي واجهتهما، وتسليط الضوء على النجاح الكبير الذي حققته دولة الإمارات في قطاع الفضاء، خلال الإعداد لأول مهمة إماراتية مأهولة إلى الفضاء.

وتحدثا أيضاً عن تجربتهما العلمية بدءاً من اختيارهما مروراً بتدريبهما في روسيا، والرحلة إلى الفضاء وانتهاءً بالعودة إلى الوطن، وما حققته هذه الرحلة من استكشاف الآفاق العلمية في الفضاء والمشاريع الناجحة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في هذه التجربة الفضائية والتي من شأنها أن تحقق مزيداً من النجاحات في العلوم الفضاء مستقبلاً.