وليد صبري

تصوير: سهيل وزير





* توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين

* بيان مشترك حول الاجتماعات البحرينية الأمريكية الإسرائيلية

وقعت مملكة البحرين ودولة إسرائيل، بدعم ومباركة من الولايات المتحدة الأمريكية على "البيان المشترك بشأن إقامة علاقات دبلوماسية سلمية بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل، بالإضافة إلى عدد من مذكرات التفاهم".

وقالت الخارجية البحرينية إن "الاتفاقية تعود بالنفع على شعبي البلدين، وعلى شعوب منطقة الشرق الأوسط، بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار، وهو الأمر الذي نطمح لتحقيقه لتنعم شعوبنا والأجيال القادمة بحياة مستقرة وآمنة فيها الكثير من الأمن والنماء بعيداً عن ويلات الحروب والصراعات".

ووقع كل من وزير الخارجية د. عبداللطيف بن راشد الزياني، ممثلاً عن مملكة البحرين، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، ومدير عام وزارة الخارجية بدولة إسرائيل، مائير بن شبات، ممثلاً عن دولة إسرائيل، على البيان المشترك بشأن إقامة علاقات دبلوماسية سلمية بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل.

من جانبه، قال وزير الخارجية د. عبداللطيف الزياني في مؤتمر صحفي مشترك مع كل من وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشين، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، ومدير عام وزارة الخارجية بدولة إسرائيل، مائير بن شبات، عقب التوقيع على الاتفاقيات: "أود بداية أن أكرر الترحيب بمعالي السيد ستيفن منوشين، وسعادة السيد مائير بن-شبات، والوفدين المرافقين، في زيارتهم للبحرين، وقد كانت زيارة تاريخية حقاً، وذلك للبدء في مرحلة فتح العلاقات بين البلدين، وصولاً إلى تعاون ثنائي مثمر في مختلف المجالات".

وتابع: "يسرني أن أرحب بكم في هذا المؤتمر الصحفي بمناسبة عقد جلسة المباحثات الأولى بين وفدي مملكة البحرين ودولة إسرائيل.

لقد قامت مملكة البحرين بالتوقيع على إعلان تأييد السلام وفتح العلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل انطلاقاً من رؤية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وإيمانه بأهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش والتفاهم بين أصحاب الأديان والثقافات ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط، بل والعالم أجمع، والتزام جلالته بنهج السلام والحوار والتعاون للوصول بنا إلى إحلال السلم والاستقرار والازدهار في هذه المنطقة التي عانت شعوبها من الحروب والصراعات والنزاعات، وما رافقها من المآسي والآلام، وفقدان الأمل لدى شعوبها في حياة آمنة مستقرة ومزدهرة".

وقال إن "جلالة الملك المفدى من المؤمنين بأن السلام الدائم والشامل يجب أن يعم جميع أرجاء العالم لما فيه خير وصالح الشعوب كافة، ووجوب التوصل إلى سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط، كخيار استراتيجي، وحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين للوصول إلى حل يرضي الطرفين ويحقق حل الدولتين انطلاقاً من مبادئ مبادرة السلام العربية ووفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".

وقال: "لا بد لي أن أنتهز هذه المناسبة لأشيد بالجهود الحثيثة التي قام بها فخامة الرئيس دونالد ترامب في سبيل التوصل إلى هذه المرحلة من بناء السلام في المنطقة، وأن أحيي الحكومة الإسرائيلية على تجاوبها وتفاعلها الإيجابي لتحقيق هذه الخطوة التاريخية المهمة. ونأمل أن نعمل جميعاً، ومع المجتمع الدولي، لتحقيق السلام المنشود في كافة ربوع منطقة الشرق الأوسط في المستقبل القريب".

وأضاف وزير الخارجية: "لقد عقدنا اليوم جلسات مباحثات مهمة وبناءة ومثمرة اتسمت بالصراحة والوضوح، وعكست رغبة البلدين في أن تكون العلاقات بين البلدين علاقات فاعلة ومفيدة تستند إلى أسس الاحترام المتبادل والتعاون المشترك لما فيه خير وصالح البلدين والشعبين".

ولفت إلى "أننا بحثنا كافة الخطوات السياسية والقانونية اللازمة لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، وفقاً للاتفاقيات الدولية المعتمدة، واتفقنا على مواصلة الجهود المشتركة لاستكمال دراسة الآليات والأطر القانونية اللازمة للمضي قدماً في تعزيز التعاون الثنائي المشترك في المجالات التي من شأنها خدمة مصالح البلدين والشعبين".

وقال: "وقمنا بالتوقيع على البيان المشترك الخاص بإقامة علاقات دبلوماسية سلمية وودية بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل، كما تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم التي تنظم التعاون المشترك في المجالات السياسية والدبلوماسية والتجارية والاقتصادية والزراعية والخدمات الجوية، ومجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبريد، وكذلك في مجال تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة. كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة التجارة والصناعة في مملكة البحرين واتحاد غرف التجارة الإسرائيلي، وتدارسنا أيضاً السبل الكفيلة بتطوير التعاون المشترك في المستقبل، واتفقنا على تشكيل فرق عمل متخصصة تكلف بدراسة مجالات التعاون الممكنة التي من شأنها أن تطور وتعزز العلاقات الودية بين البلدين".

وقال: "نأمل أن يمثل هذا التواصل المباشر بين المسؤولين في البلدين والنوايا الصادقة والرغبة المشتركة، فرصة لبناء علاقة طبيعية وودية بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل".

وقد عقدت عدة لقاءات ثنائية، كان أبرزها مع سمو نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، وكذلك مع وزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وآخر مع وزير الخارجية، وعدد 3 اجتماعات لمجموعات العمل.

وذكر أن "الأجواء الإيجابية والبناءة التي سادت كافة الاجتماعات مشجعة جداً، وأود أن أشكر الوفدين الأمريكي والإسرائيلي على ذلك وعلى ما طرح في مناقشاتنا من أفكار وآراء بناءة سوف تساعد على رسم التوجهات المستقبلية للعلاقات البحرينية - الإسرائيلية".

وقال وزير الخارجية: "وفي الختام، أود مرة أخرى أن أشكر الوفدين الأمريكي والإسرائيلي على العمل المثمر معنا اليوم، وأن أعرب عن أمل مملكة البحرين في أن نكون على أعتاب شيء بالغ الأهمية للمنطقة وجميع شعوبها، خاتماً بدعاء أبينا إبراهيم عليه السلام:

"وإذ قالَ إبراهيمُ رَبِّ اجعَلْ هذا بلداً آمِناً وارزُقْ أَهلهُ مِنَ الثَمَرَات". شكرا لكم...".

من جانبه، قال وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشين، "يشرفني أن أقود وفد الولايات المتحدة الأمريكية، وفخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويسرني أن أهنئ حضرة صاحب الجلالة ملك مملكة البحرين، على ما أنجز اليوم، إنه إنجاز حقيقي، لقد بدأنا بوقت استثنائي في البحرين، لأول رحلة تقلع إلى البحرين مباشرة من إسرائيل، ونتطلع إلى استمرار العلاقات، ومذكرات التفاهم هي البداية لمزيد من الأفكار والعمل، بين البلدين، وهي مزيج مما أنجز اليوم لكنها البداية، وأعرف أن لكلا الشعبين أنها خطوة مهمة لتحقيق الازدهار لجميع شعوب المنطقة ولشعبي البلدين، على مستوى السفر والثقافة والسياحة والأمن والاقتصاد والتجارة والعديد من الأمور، ويرسل إليكم فخامة الرئيس الأمريكي تحياته، وشكراً جزيلاً".

من جهته، تحدث مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، ومدير عام وزارة الخارجية بدولة إسرائيل، مائير بن شبات، عن "إنجاز تاريخي اليوم بتوقيع اتفاقيات العلاقات الدبلوماسية ومذكرات التفاهم".

ووجه شكره إلى "حضرة صاحب الجلالة ملك مملكة البحرين على شجاعته ورؤيته"، مشيراً إلى "المنافع التي سوف تعود على شعبي البحرين وإسرائيل".

وعقدت، الأحد، 18 من شهر أكتوبر في مملكة البحرين اجتماعات ضمت مسؤولين من مملكة البحرين ووفوداً من الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة سعادة السيد ستيفن منوتشين، وزير الخزانة الأمريكية، ودولة إسرائيل برئاسة، سعادة السيد مائير بن شبات، مستشار الأمن القومي. وقد صدر عن هذه الاجتماعات بيان مشترك جاء فيه أنه جرى التوقيع على بيان تاريخي مشترك بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل حول إقامة علاقات دبلوماسية إيذاناً ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين. كما تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بينهما تتناول العلاقات الاقتصادية والتجارية والاتصالات والتجارة والخدمات الجوية وتنقل الأفراد والخدمات المصرفية والمالية والتعاون بين وزارتي الخارجية وغيرها من مجالات التعاون المشترك. وعقدت في هذا الإطار اجتماعات لمجموعات عمل لبحث المزيد من مجالات التعاون البحريني الإسرائيلي، بما في ذلك الطيران والرعاية الصحية والتكنولوجيا والسياحة والزراعة وغيرها.

وأشار البيان إلى أن الاجتماعات أكدت على أن إنشاء علاقات مباشرة بين البلدين اللذين يعتبران من الدول ذات الدور الحيوي في الشرق الأوسط من شأنه أن يسهم في تحقيق مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً لشعوب البلدين والمنطقة.

ونوّه البيان المشترك للدور الكبير لفخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الامريكية، وإطلاقه مبادرة اتفاقيات إبراهيم والتي سهلت إتمام هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي. كما يأتي هذا الإنجاز بعد صدور البيان الرسمي المشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية ومملكة البحرين ودولة إسرائيل في 11 سبتمبر 2020 عقب الاتصال الهاتفي بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ملك مملكة البحرين، ورئيس وزراء دولة إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي تم التأكيد فيه على أهمية فتح حقبة جديدة من التعاون بين البلدين، وما تلاها من توقيع إعلان تأييد السلام بين البحرين وإسرائيل في واشنطن في 15 سبتمبر 2020 لإقرار مبادئ اتفاق إبراهيم وفتح فصل جديد من السلام.

وأكد البيان المشترك الصادر اليوم على أن هذا الفصل هو استمرار للجهود الإقليمية والدولية البارزة لتعزيز السلام في الشرق الأوسط وشهادة على الرؤية الجريئة والقيادة التي أظهرتها الدول الثلاث من جهود دبلوماسية صادقة من أجل السلام والازدهار المستدامين. وتواجه البلدان الثلاث مجموعة من التحديات المشتركة وستستفيد بشكل متبادل من إنجاز هذا اليوم التاريخي.

وأشار البيان إلى أن التوقيع التاريخي اليوم يجمع اثنين من أصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها في الشرق الأوسط. وستنضم مملكة البحرين ودولة إسرائيل إلى الولايات المتحدة لدفع الخطط الاستراتيجية للسلام والازدهار في الشرق الأوسط وتوسيع سبل التعاون التي ترتكز على القيم والمصالح المشتركة.

وتطرق البيان إلى اتفاق وجهات نظر الدول الثلاث بشأن التحديات والتهديدات والفرص المتاحة في المنطقة، وإطلاق إمكانات المنطقة من خلال توثيق التعاون الأمني والدبلوماسية العامة والمشاركة في الاقتصاد والتكنولوجيا والمصالح المشتركة الأخرى، بما في ذلك تعزيز التعايش والمشاركة بين الناس وثقافة السلام، وستؤدي اتفاقيات اليوم إلى حياة أفضل للبحرين وإسرائيل والمنطقة وشعوبها.

وأشار البيان إلى أن الطرفين سيواصلان جهودهما من أجل حل عادل وشامل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأضاف البيان بأن مملكة البحرين ودولة إسرائيل على ثقة من أن هذا التطور سيساهم في تحقيق مستقبل تعيش فيه جميع الشعوب وجميع الأديان معاً بروح التعاون والتمتع بالسلام والازدهار حيث تركز الدول على المصالح المشتركة وبناء مستقبل أفضل للجميع.

وعبرت الولايات المتحدة الأمريكية ودولة إسرائيل عن تقديرهما لمملكة البحرين لاستضافتها الورشة التاريخية "الازدهار من أجل السلام" في المنامة في يونيو 2019، والتي كانت خطوة نحو تحقيق المزيد من التعاون في مختلف المجالات.

وأعربت مملكة البحرين ودولة إسرائيل في هذا البيان عن تقديرهما العميق للولايات المتحدة الأمريكية لجهودها في تأمين شرق أوسط أكثر استقراراً وأماناً وازدهاراً.