أكد زايد بن راشد الزياني وزير الصناعة والتجارة أن العلاقة بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية الشقيقة علاقة قوية وقديمة وراسخة، موضحاً أن مملكة البحرين تستثمر في مصر منذ سنوات طويلة ولها باع كبير من العلاقات الثنائية مع مصر في كافة المجالات.
وأضاف زايد بن راشد الزياني خلال مؤتمر صحفي نظمه اليوم للوفد البحريني التجاري والصناعي المشارك في "مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري .. مصر المستقبل" المنعقد هذه الايام بمدينة شرم الشيخ المصرية "ان وجودنا اليوم كجانب بحريني في هذا المؤتمر بوفد كبير يقوده حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى الملك حمد بن عيسي ال خليفة عاهل البلاد المفدي هو دعم قوي وتأكيد على التزام مملكة البحرين بدعم جمهورية مصر العربية الشقيقة، منوها بوجود توجيهات من جلالة الملك المفدى بدراسة أوجه التعاون والاستثمار بكل جدية مع نظراؤنا من الجانب المصري وتقديم الدعم اللازم للأشقاء المصريين.
وقال .."أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه شرفني للحضور وكلفني بمهمة نقل كلمة البحرين الى الأشقاء بجهورية مصر العربية".
وأضاف أن عمق العلاقات بين مملكة البحرين ومصر مثبته على أرض الواقع اليوم باستثمارات بحرينية موجودة في مصر تقدر 1.7 مليار دولار في مجالات متقدمة واليوم حضورنا الى مصر بوفد يرأسه صاحب الجلالة وممثل في قطاعات كثيرة من الحكومة والقطاع الخاص لتحفيز وتشجيع هذه الاستثمارات معربا عن امله ان تتضاعف هذه الاستثمارات في السنوات القادمة .
وأوضح الوزير الزياني أن الوفد البحريني يضم ممثلين عن القطاع المالي والمصرفي والمؤسسات الحكومية وقطاع الصناعة والنفط والبتروكيماويات وأيضا الالمنيوم وفي قطاع السياحة وقطاع الخدمات والاتصالات معربا عن امله أن يحظى الوفد بمزيد من الفرص الاستثمارية في مصر التي تنمي العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية .
وقال .. من خلال حضور الوفد البحريني "مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري.. مصر المستقبل" نجد التنوع في المجالات ذات الاهمية بالنسبة للاستثمارات البحرينية في مصر والذي يعكس اهتمام مملكة البحرين بالأشقاء في جمهورية مصر، ولدى الوفد البحريني مجالات حيوية تتمثل في مشروعات البنى التحتية والاسكان والاعمار من خلال وجود مصرف السلام البحريني هنا في المؤتمر، ولدينا شركة ممتلكات التي تنظر للمشاريع الاستثمارية المتعددة، ولدينا في مجال الألمنيوم والبتروكيماويات والأسمدة.
واشاد الزياني بما قدمه الأشقاء في دول مجلس التعاون من دعم للاقتصاد المصري، "ومن جهتنا سنعمل على توسيع قاعدة استثماراتنا في مصر حيث ان القطاع الخاص يعد الممول الاساسي في اقتصاد مملكة البحرين وسننقل هذه الخبرة الى مصر".
وأشار الى أن الوفد البحريني المشارك في المؤتمر الاقتصادي المصري كبير ومتعدد النشاطات، منوها كذلك بأهمية وجود الصحافة البحرينية لتسليط الضوء على التعاون الثنائي المشترك.
وقال الوزير "اننا لاحظنا وجود تطور جذري يتم في مصر من ناحية التشريعات والامور اللوجستية والامور التنفيذية وهذه فرصة طيبة لنا من جهة الافادة والاستفادة من التعاون مع مصر الشقيقة".
وفيما يتعلق بالتعاون المصرفي قال وزير الصناعة والتجارة زايد بن راشد الزياني أن مملكة البحرين لديها تواجد مصرفي في جمهورية مصر وهو تواجد ناجح للمؤسسات المصرفية البحرينية، مثل البنك الأهلي وبنك البركة، وبنك انفستكورب والتي لها محفظة استثمارية في السوق المصرفي بمصر، ما يعني أن هناك أرضية موجودة سلفا ويمكننا البناء عليها والانطلاق منها لآفاق بعيدة من النجاح، وإن شاء الله تنمو المؤسسات المصرفية البحريني في مصر أكثر فأكثر لتحقيق الأهداف الكبيرة التي نطمح لها من أجل مصلحة الشعبين الشقيقين.
وحول التعاون في مجال السياحة بين البلدين قال الوزير انه اجتمع مع وزير السياحة المصري وتبادلنا الافكار وبحثنا مدى استفادة كل طرف من خبرات وتجارب الطرف الآخر، وتناولنا استفادة مملكة البحرين من الخبرة المصرية في السياحة وكما هو معروف بأن جمهورية مصر من الدول الرائدة عالميا في مجال السياحة العالمية، ولها تاريخ طويل في هذا المجال الحيوي وبحثنا استفادتنا في البحرين من هذه الخبرة ومصر بلد سياحي عالمي وتستقبل عدد كبير من السياح ووصل في يوم ما إلى 15 مليون سائح سنويا.
واضاف الوزير اننا نامل في مملكة البحرين كذلك أن ننقل خبرتنا وتجربتنا في مجال تنظيم واقامة الفعاليات الرياضية الدولية مثل سباقات سيارات الفورمولا (1) ومصر لديها طموح في تنظيم فعاليات دولية في مجالات رياضية أخرى، في التعامل مع الاعلام العالمي والجمهور حول العالم، وبيننا تنسيق مستمر في مجال السياحة وان شاءالله نستفيد من تجارب مصر في هذا المجال الحيوي، وتستفيد مصر كذلك من خبرة مملكة البحرين في ما تتميز به عالميا.
وفيما يتعلق بالتعاون الاعلامي بين البلدين قال ان هناك تعاون كبير بين البلدين الشقيقين في المجال الاعلامي ولدينا أسس يمكن البناء عليها للتعاون في كافة مجالات الاعلام المرئي والمقروء وحتى اعلام التواصل الاجتماعي، ولدى مصر قاعدة كبيرة في هذا المجال، واعتقد عموما بأن مجالات التعاون بين البحرين ومصر مجالات واسعة ومفتوحة ومتميزة، وكذلك مجالات الاستفادة من خبرات البلدين أيضا كثيرة ومتعددة ومفتوحة للتطوير أكثر وأكثر.
وحول موعد توقيع أول اتفاقية بين الجانبين البحريني والمصري في ضوء المؤتمر الحالي، اعرب وزير التجارة والصناعة زايد بن راشد الزياني عن أمله بحدوث ذلك بأسرع وقت ممكن، الا انه أوضح "اننا كحكومة نعمل على تهيئة الأرضية للقطاع الخاص للاستثمارات، ولكن في نهاية المطاف القرار النهائي بيد القطاع الخاص، وحتي يباشرون عملية الاستثمار، لابد لهم كمستثمرين أن يتأكدون ان الضوابط والاليات والاطر المنظمة لذلك موجودة حتى يطمئنوا لحماية استثماراتهم وانهم سيجنون عائداً ومردوداً جيداً".
وحول ما اذا كان هناك تنسيق مع دول مجلس التعاون للاستثمار والتبادل التجاري المشترك مع جمهورية مصر العربية، قال وزير التجارة والصناعة "نحن دائما نرحب بأي تعاون خليجي مشترك ونحن نسير في دراسة الاستثمارات مع مصر، واذا كان هناك فرصة للاستثمار المشترك مع اشقاؤنا في مجلس التعاون نحن نرحب بذلك ونحن ماضون على كل حال كجانب بحريني سواء بالاستثمار المباشر أو بمشاركة اشقاؤنا من مصر ومجلس التعاون.
وبشأن فرص الاستثمار بعد المؤتمر، قال الوزير زايد الزياني انه بالتأكيد ستكون في المستقبل هناك زيارات متبادلة مع الجانب المصري وبطبيعة الحال لن تكون بهذا الحجم والتنوع مثل الوفد البحريني الحالي المشارك في هذا المؤتمر وانما ستكون مخصصة بدرجة أكبر لبحث التعاون والاستثمارات في جوانب محددة وبأهداف معينة، واذا تبلورت مشاريع للجهات المشاركة حاليا في الوفد البحريني فمن جانبنا كوزارة التجارة والصناعة ووزارة الخارجية سنهيئ لهم الفرص ونقدم لهم الدعم والمساعدة اللازمة.
وأكد وزير التجارة انه ليس هناك اطار زمني محدد لإنجاز التعاون ولكن الهدف ان يتحقق هذا التعاون مع توفر الاستدامة "ولذلك سعينا ان يكون هذا التعاون والتبادل الاستثماري والتجاري من جانب القطاع الخاص وليس من جانب الدولة كي يكون له مردودية وعائد يتيح ديمومة هذا التعاون واستمراره وهدفنا ان نوفر تعاون واستثمار على المدى الطويل كي يستفيد منه الطرفين على حد سواء ويوفر قيمة مضافة للاقتصادين البحريني والمصري ايضا".
وأضاف قائلا "بالنسبة لنا التركيز على الاستدامة هو العامل الاساسي ونحن لسنا في عجلة لان علاقتنا مع مصر هي علاقة طويلة وممتدة وان شاء الله تستمر وتتواصل نحو الأفضل ونهدف أن يتأسس تعاوننا وتبادلنا التجاري والاستثماري بشكل صحيح حتى تستفيد كل الاطراف في نهاية المطاف".
وحول الاستثمارات في مصر، قال ان الاستثمارات البحرينية موجودة في مصر قبل عقد هذا المؤتمر والاستثمارات الجديدة نتطلع اليها ونأمل الاتفاق عليها في الفترة المقبلة ان شاء الله.
وعن بعض العراقيل والعقبات التي تواجه المشاريع المشتركة، اعرب وزير الصناعة والتجارة عن أمله بإزالة هذه العقبات سواء بالاتفاقيات الثنائية وحماية الاستثمار ورأس المال البحريني وتهيئة السبل للشركات البحرينية ان تأتي للعمل في مصر سواء كمستثمر مباشر او بشراكة مع الأشقاء بجمهورية مصر العربية معربا عن تطلع القطاع الاقتصادي الخاص للاستفادة من هذه الفرص المتاحة ومن جهتنا سنؤمن لهم ذلك .
من جهته قال رئيس مجلس إدارة الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن "أسري" الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة خلال المؤتمر الصحفي ان العلاقة بين "أسري" وشركة الناقلات العربية قائمة، مشيرا الى أنه بالنسبة للتعاون الاستثماري في مجال اصلاح السفن، نحن دائما مستعدين لاغتنام الفرص الموجودة مؤكدا انه خلال اليومين المتبقين من المؤتمر سنستمع بكل جدية للمشروعات المتوفرة واوجه التعاون المتاحة، واذا كان هنا مجال لنا سنشارك فيه خاصة وأن هناك توجيه واضح من القيادة الحكيمة بالتعاون مع أشقاؤنا المصريين ودراسة المجالات وهذه ربما تكون احد المجالات للتعاون الاستثماري مع جمهورية مصر العربية الشقيقة.
بدوره قال الرئيس التنفيذي لشركة "ممتلكات" محمود الكوهجي أن السوق المصري يعتبر من الاسواق المهمة بالنسبة لشركة ألمنيوم البحرين (ألبا) وفي العام الماضي صدرنا حوالي 23 ألف طن متري من الألمنيوم للسوق المصري، وأعتقد أن لدينا مجال لزيادة هذه الكمية، وجئنا لندرس بجدية فكرة الاستثمار في السوق المصري لدعم الاقتصاد المصري، وهذه من ضمن أهداف الفترة المقبلة التي سنبحثها مع نظرائنا في جمهورية مصر.
وقال ان الوفد الاقتصادي كقطاع خاص وقطاع عام اجتمع مع المصريين وبحث معهم الفرص الاستثمارية الموجودة ودخلنا في المرحلة القادمة وهي اجتماعات الفنيين ويناقشون تفاصيل المشاريع، متوقعا تضاعف الاستثمار البحريني في مصر من خلال هذا المؤتمر وأن يكون ضعف المبلغ المستثمر حاليا .
فيما قال رئيس شركة الخليج للبتروكيماويات المهندس عبدالرحمن جواهري، ان السوق المصري مهم جدا في الوطن العربي وهو بوابة للجانب البحريني لكل من قارة افريقيا وقارة اوروبا مشيرا الى ان الجانب المصري لديه مميزات استثمارية جيدة جدا في مجال الطاقة بالنظر الى ما تمتلكه مصر من مخزون كبير من الغاز الطبيعي كما تمتلك مصر نحو 4 بلايين برميل من النفط وهو ما يؤهل الجانب المصري للاستثمار بقوة في مجال الاسمدة وهم بالفعل يعملون حالياً في هذا المجال بشكل جيد.
وأعرب جواهري عن اعتقاده بوجود فرص استثمارية متاحة في هذا المجال مع الجانب المصري على المدى البعيد، وقال "نحن كشركة نقوم بدراسة الاستثمار مع نظراؤنا في مجال الاسمدة بجمهورية مصر العربية" مشيراً الى انه اجتمع اليوم مع القيادين في قطاع الصناعة المصري لدارسة هذه الفرص المتاحة.
وأشار الى انه مثل ما ذكر سعادة الوزير زايد الزياني بوجود توجيه من القيادة الحكيمة بدراسة الاستثمارات مع الجانب المصري بكل جدية، فقد اخذنا على عاتقنا اتخاذ خطوات جدية لدراسة هذه الفرص الاستثمارية مع يقيننا التام بجدوي هذه الاستثمارات خاصة في ظل ما اتخذته جمهورية مصر العربية من خطوات ايجابية في تطوير تشريعاتها وقوانينها لدعم المناخ الاستثماري، كما أن السوق المصري مثلما ذكرت يفتح لنا الباب للولوج الى اسواق واسعة في القارتين الافريقية والاوربية، وان شاء الله نتمنى التوفيق لهذه المباحثات في الاشهر القادمة.
وقال "اننا وقعنا اتفاقية مع الاتحاد المصري لمنتجي الاسمدة لتبادل الخبرات وتدريب كوادر مصرية في صناعة الاسمدة والبتروكيماويات في مملكة البحرين موضحا انه تم تفعيل هذه المرحلة وكون مقر الاتحاد العربي للأسمدة في جمهورية مصر العربية والبحرين كانت من الدول الداعمة لجلب المقر .. البحرين غنية بتكنولوجيا المعرفة وتقنية الادارة المتميزة في صناعة الاسمدة والبتروكيماويات .. بالطبع في قطاع النفط والغاز.
كما اكد جواهري ان هناك فرص متميزة بين البحرين ومصر كون ان هذه العلاقات متميزة دائما يرحبون بنا فمن جهتنا نرى ان عندنا علاقات تعطينا الفرصة الاولى للاستثمار انشاء الله ..
واضاف ان شركة الخليج للبتروكيماويات كشركة بحرينية ذات طابع خليجي كون شركائنا من المملكة العربية السعودية ومن الكويت وسابك وبالتالي لها طابع خاص لان كون شركات تمثل الخليج في مصر مؤكدا الاستمرار في بناء هذه العلاقة المتميزة الموجودة بين قطاع البتروكيماويات والنفط والغاز والاسمدة انشاء الله .
من جهته قال يوسف تقي الرئيس التنفيذي لمصرف السلام-البحرين اننا نتطلع للحصول على رخصة مصرف اسلامي، ونتطلع إلى استثمارات حقيقية في مجال الاسكان، واليوم من خلال المؤتمر تم عرض فرص عديدة، ونحن جادين في هذا الموضوع وناقشنا مع المطورين هذه الرغبة، وتأكدنا من تطور القوانين والتشريعات الاستثمارية بصورة كبيرة إذ تم تقليل الضرائب وإعطاء فرص للاستثمار بالدولار الامريكي، ونرى أن الفرص الاستثمارية بمصر كبيرة.
وقال انه بشان فتح مصارف بحرينية في جمهورية مصر الشقيقة كنا قد طلبنا الحصول على رخصة لفتح مصرف السلام في القاهرة، والحمد لله تشتهر جمهورية مصر بأن لها أرض خصبة للمصارف الاسلامية لأنها دولة زراعية وتتوفر فيها المياه وتوجد بمصر قابلية كبيرة وفرصة مواتية لفتح فرعا لمصرف السلام على أرضها، ونتمنى ان نحصل على الرخص اللازمة حتى نحقق طموحنا في ايجاد فرص للمصرف في العاصمة المصرية القاهرة، ونؤكد بأننا جادون في ذلك.
وفي ختام المؤتمر عبر اعضاء الوفد البحريني عن شكرهم لاستضافة جمهورية مصر العربية لهذا المؤتمر كما توجهوا بالشكر للأشقاء بدول مجلس التعاون على دعمهم لمصر مؤكدين التزام حكومة مملكة البحرين بتشجيع القطاع الخاص متمنين زيادة المشاريع المشتركة بين المستثمرين البحرينيين واشقاؤهم بجمهورية مصر العربية وان تتبلور هذه المشاريع على ارض الواقع .