يحاول الإعلام المحسوب على إيران وقطر –كعادته– طمس الحقائق والتدليس عليها والتقليل من الموقف السعودي الشهم وغير المستغرب من أزمة البحرين 2011، حيث يركز هذا الإعلام الدنيء على ما تذكره الإيميلات المسربة لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وموقفها ووجهة نظرها وما تظنه وتعتقده من أحداث البحرين، وجميعنا يعلم كيف كان موقف كلينتون من الأزمة.

وحينما يتعرض هذا الإعلام إلى «موقف الرجال» للمغفور له بإذن الله سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي آنذاك وجزئية إغلاق الهاتف في وجه كلينتون عندما طلبت منه عدم دخول قوات درع الجزيرة للبحرين، فإن هذا الإعلام يقلل من هذا الموقف الشهم للأمير سعود بل ويشكك في مصداقيته، رغم أن كلينتون نفسها اعترفت بحدوثه، ولكن إعلام النظامين القطري والإيراني يسعى لـ «دفن» هذا الموقف ومحوه من سجلات التاريخ، لأن أنظمة بلادهم لا يجرؤون على هذا الفعل الذي لا يقدم عليه إلا دولة ذات سجل حافل من المواقف الشهمة والبطولية في نصرة الأمتين العربية والإسلامية، كالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية.

وحينما نذكر المواقف السعودية في نصرة أشقائها فإنها عديدة، ولا يسع المجال لذكرها جميعاً ولكن نذكر أبرزها من باب الاستشهاد، فإلى جانب موقفها من أزمة البحرين، فهناك موقف لا ينسى عندما أمر الملك فهد رحمه الله من السفير الأمريكي مغادرة الرياض في منتصف الثمانينيات لتدخله في شأن داخلي للسعودية، ومواقف المملكة مع السويد وكندا، وموقف المرحوم الملك فيصل مع الأمريكان قبيل حرب 73 وغيرها الكثير.

ولكن الفرق بين السعودية ومن يسعون للإساءة إليها أن أنظمة دولهم لا تجرؤ على فعل مثل تلك المواقف الشهمة كما تفعل السعودية مع أشقائها، بل على العكس، فالنظامان الإيراني والقطري دائماً ما يسعيان إلى تمزيق دول المنطقة وزرع الفتن ودعم الإرهابيين وإشعال المنطقة بالفوضى ولها أذرعها الإعلامية والسياسية التي تساعدها على تحقيق ذلك وفي مقدمتهم قناة «الجزيرة» وما يسمى بـ «حزب الله» وجماعة الإخوان، ولكن عندما يتعلق الأمر بـ «مواجهة الكبار» مثل الولايات المتحدة فإن تلك الأنظمة تطأطئ رأسها في الأرض وتخضع بالسمع والطاعة حتى وإن حاول إعلامها إظهار البطولة الزائفة أمام الآخرين.

إن الموقف البطولي للسعودية والأمير سعود الفيصل رحمه الله من أزمة البحرين 2011 لن ينساه التاريخ، وإن حاول الإعلام الإيراني والقطري التلاعب والتحايل وتدليس الحقائق فإن البحرينيين والسعوديين والخليجيين سيقفون له بالمرصاد، كما حدث قبل أيام عندما تصدر وسم إيميلات _هيلاري_ كلينتون موقع «تويتر»، وكان للأخوة السعوديين والخليجيين وبالتأكيد البحرينيين مشاركات إيجابية أثنت على الموقف السعودي وعلى الأمير سعود الفيصل رحمه الله.