العربية.نت


أنفق المراهق الشيشاني عبد الحق أنزوروف، البالغ 18 سنة، ما قد يعادل 480 دولارا، ليتمكن من التعرف إلى المدرس الذي ذبحه بعد ظهر الجمعة الماضي وقطع رأسه قرب مدرسة Bois d’Aulne المعلم فيها مادتي التاريخ والجغرافيا لتلاميذ أعمار معظمهم بين 13 الى 14 على الأكثر، وهي في بلدة Conflans-Sainte-Honorine البعيدة 32 كيلومترا عن باريس، طبقا لما اتضح مما نقلته قناة BFM التلفزيونية الفرنسية عن مقربين من التحقيق.

وذكرت القناة أن المولود في موسكو لأبوين من مدينة "غروزني" الشيشانية، وهاجرا في 2008 إلى فرنسا طلبا فيها للجوء، اشترى سكينا خنجرية الطراز، طولها 35 سنتيمترا، تشبه واحدة وجدت "العربية.نت" بالإنترنت أن ثمنها 96 استرليني في لندن، أي تقريبا 125 دولارا على الأكثر، وفي اليوم التالي دسها بين ملابسه ومضى إلى المدرسة، مستهدفا المدرس الذي لا يعرف شكله، ولم تكن لديه صورة له، وهو Samuel Patty البالغ 47 سنة.

اشترى السكين.. زاعما لهما أنها هدية لأبيه


وحين وصل إلى مدخلها وجد 5 تلاميذ، سألهم عن مكان المدرس، وأخبرهم أنه يريد التعرف إليه ليطالبه باعتذار عما فعله يوم 5 أكتوبر الجاري، حين عرض أمام الطلاب في درس عن حرية التعبير رسوما مسيئة، وحين لم يجد تعاونا منهم، أغراهم بمبلغ 300 يورو، بواقع 60 لكل منهم، عندها لبوا طلبه وأشاروا إلى المدرس الذي كان متوجها وقتها إلى منزله، وقريبا 200 متر تقريبا منهم، فتبعه Abdullakh Anzorov على عجل، وبقي خلفه حتى وجد مكانا مناسبا على الطريق أجهز فيه عليه.

لم يطالبه بأي اعتذار، بل انقض ممعنا طعنا فيه، حتى انهار "صامويل باتي" على الأرض مضرجا بدمه المسفوك، وبدقائق معدودات قطع أنزوروف رأسه وصورها بهاتفه المحمول مرمية على الإسفلت، وهو ما نشرته "العربية.نت" بتقرير سابق، ثم بث الصورة إلى حسابه @Tchetchene_270 في "تويتر" الذي ما أن علم القيّمون عليه بخبرها، حتى أسرعوا ومحوها بعد 5 دقائق، وأغلقوا الحساب.

مما ذكرته القناة االتلفزيونية أيضا، أن الشيشاني الذي فر إلى بلدة مجاورة، تبعد 3 كيلومترات عن مسرح عمليته الإرهابية، وقتلته الشرطة هناك برصاصها، كان قبلها بيوم في مدينة اسمها Rouen وتبعد 57 كيلومترا عن المدينة التي يقيم فيها مع أبويه وأخيه الأصغر سنا بعام، وهي Évreux البعيدة بدورها 98 كيلومترا عن باريس، وكان برفقته صديقان حين اشترى السكين، زاعما لهما أنها هدية لأبيه.

المدرس القتيل: لم أرتكب أي جريمة

الصديقان، وأيضا التلاميذ الخمسة، كما و3 آخرين، بينهم اثنان أبوان لتلميذين، إضافة إلى جد أنزوروف وشقيقه ووالديه، معتقلون حاليا ويخضعون لتحقيق مكثف، فيما سيمثل 7 متهمين منهم اليوم أمام قاض في مكافحة الإرهاب. أما المدرس الذي منحته بلاده وسام "جوقة الشرف" المعروف بأرفع وسام فرنسي، فتقيم الحكومة الفرنسية الأربعاء "يوما وطنيا" لتكريمه.

وهناك جديد ومهم، ذكره اليوم موقع franceinfo الإخباري الفرنسي، ملخصه أن السلطات الفرنسية حققت في 12 أكتوبر الجاري مع المدرس، أي قبل 4 أيام من مقتله، عن عرضه الصور المسيئة في الصف الدراسي أمام التلاميذ، فقال خلال استجوابه في مركز شرطة بلدة "سانت أونورين" حيث تقع المدرسة: "لم أرتكب أي جريمة أثناء أداء واجبي، اقترحت على الطلاب رؤية أو عدم رؤية الرسومات هذا كل ما في الأمر".