* د. غفران أحمد جاسم

قد تكون جائزة نوبل في الطب هي الجائزة التي يتطلع إليها جميع أطباء العالم تكريماً لجهودهم وبحوثهم وابتكاراتهم في الطب. أما بالنسبة لي شخصياً فان جائزة خليفة بن سلمان للطبيب البحريني كانت محل طموحي وتطلعاتي منذ بدء الإعلان عنها وذلك لما تحمله هذه الجائزة من دلالات سامية.

أولاً، هي جائزة تحمل اسم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر، حفظه الله ورعاه، رجل الحضارة والثقافة والإنماء، رجل الدولة الذي منح البحرين هويتها العالمية، وذلك لدوره البارز والذي كان محط إعجاب وتقدير عالمي ودولي.



ويكفينا فخراً تخصيص يوم للاحتفال بالطبيب البحريني وهي خطوة أشادت بها منظمة الصحة العالمية واعتبرتها لفتة كريمة من صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء تعكس تقدير سموه البالغ لجهود الأطباء وسائر العاملين في المجال الصحي وتضحياتهم في خدمة البشرية في مختلف دول العالم ومجتمعاته

وهذا التكريم ليس غريباً على صاحب السمو فقد تعودنا من سموه على تقدير وتشجيع الأطباء والعلماء والباحثين في جميع المناسبات والمحافل التي جمعتنا به. وهذا التكريم ما هو إلا جزء أصيل من ثقافة التكريم والفكر التنموي لدى صاحب السمو الملكي لإيمانه بأن التحفيز والتشجيع هو ما يدفع أبناء الوطن إلى مزيد من البذل والعطاء في خدمة الوطن. وذلك إن دل على شيء فهو يدل على جهود سموه المستمرة ورؤيته البعيدة الثاقبة في تعزيز البناء والارتقاء بمستويات التنمية البشرية خاصة في المجال الطبي والصحي وذلك لما يوليه سموه من اهتمام خاص بذا المجال.

ثانياً، كما عودنا صاحب السمو، فقد حرص على أن تكون عملية التقييم والتحكيم عملية علمية وموضوعية، وعلى أعلى مستويات الاحترافية، فتم تشكيل أمانة عامة للجائزة، برئاسة ديوان سموه، ولجنة علمية لاختيار الفائزين، مكونة من خيرة الأطباء، ووزيرة الصحة الموقرة، ورؤساء الجامعات الطبية، ورئيس جمعية الأطباء البحرينية، بالإضافة إلى محكمين خارجيين وممثلين من منظمات عالمية لتقييم الأعمال والبحوث بشفافية وموضوعية وعلى أعلى مستويات الاحترافية.

ثالثاً، الجائزة هي تتويج وتخليد لجهود ومسيرة سموه في الارتقاء بمهنة الطب والاطباء وفي النهوض بالرعاية الصحية في مملكة البحرين.

ولا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لدعمه المتواصل للطب والأطباء والباحثين ولتكريمه للطبيب البحريني وتخصيصه يوم للاحتفال بالطبيب البحرين ومنجزاته.

والشكر موصول لقيادتنا وحكومتنا الرشيدة بقيادة ملكنا وقائد سفينتنا حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، قائد مسيرة النهضة والإصلاح، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، الذي استطاع ونجح بحكمته وحنكته في إدارة الأزمات في التعامل الحضاري والمحنك مع أزمة كورونا (كوفيد19)، وأصبحت البحرين مثالاً يحتذى به ويشهد له عالمياً ودولياً.

والشكر أيضاً لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، على دعمها المتواصل واللامحدود للمرأة في جميع المجالات، وتعزيز مكانة المرأة محلياً وعالمياً، وفي هذا الصدد، يشرفني أن أذكر تكريم سموها لي في يوم المرأة البحرينية الذي أقيم في شهر ديسمبر الماضي احتفالاً بالمرأة الأكاديمية في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل. ونبارك لصاحبة السمو اعتلاء أربع طبيبات بحرينيات على منصة التتويج اليوم مما يعد فخراً للمرأة البحرينية.

كما أبارك لزميلاتي وأساتذتي الطبيبات، الدكتورة جميلة، والدكتورة نجاح، والدكتورة مريم، على شرف الفوز بجائزة سموه.

شكراً صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على جائزتكم، وتكريمكم وسام على صدري، شكراً قيادتنا الرشيدة، شكراً لكل من دعمني وشجعني.

طويل العمر، لن تكتمل فرحتنا إلا بعودة سموكم، وها نحن ننتظر، ونتطلع شوقاً ومحبة، لعودتكم إلى أرض الوطن، لتزين بكم البلاد وتسر بعودتكم قلوب العباد، أتمنى من الله العلي القدير، أن يمن على سموكم بموفور الصحة والعافية، وأن يحفظكم ويطيل في أعماركم، ويجعلكم ذخراً للبحرين وأهلها.

* بروفيسور طبيب، واستشارية في طب العائلة، وبروفيسور مشارك في الكلية الملكية للجراحين الأيرلندية