شهد موقع قلعة البحرين، المسجل على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، مساء أمس، انطلاقة مهرجان البحرين الدولي للموسيقى في نسخته الـ29، حيث أحيت الفنانة العالمية عبير نعمة أولى حفلات المهرجان بعنوان "موسيقى دلمون إلى العالم". وأخذ الحفل الجمهور، الذي كان حاضراً مباشرة عبر السيارات، في رحلة موسيقية عكست تراث العالم الثقافي بغناه وتنوعه.

وقالت مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، إن المهرجان يأتي هذا العام في ظل ظروف صعبة يعيشها العالم كله.

وأكدت: "نقاوم بالثقافة والموسيقى والجمال، ونسخة المهرجان التاسعة والعشرون تنظمها الهيئة بجانب قلعة البحرين التي هي أول موقع للمملكة على قائمة التراث العالمي، إيماناً منا بأهمية هذه المواقع في حفظ تاريخ وهوية الأوطان".



وأضافت أن المهرجان ينطلق مع حفل الفنانة العالمية عبير نعمة التي تأتي من لبنان الغالي على قلوب الجميع، وبصوتها تلامس مختلف حضارات العالم من موقع شاهد على تاريخ البحرين العريق.

وأوضحت أن مهرجان هذا العام سيشهد أسبوعاً حافلاً من الأمسيات والحفلات الموسيقية التي تقدمها فرق جاءت من حول العالم لمشاركة الجمهور إبداعاتها، مشيرة إلى أن الهيئة ستعمل على الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور عبر بث الحفلات مباشرة عبر قناتها على وموقع يوتيوب وإذاعة وتلفزيون البحرين.

ووجهت الشكر إلى تلفزيون وإذاعة البحرين على التعاون والدعم الدائم لإيصال محتوى الثقافة إلى الجمهور، شاكرة كذلك كافة داعمي المهرجان والسفارة المصرية لدى البحرين على وقوفها الدائم على جانب العمل الثقافي في المملكة.

ووجهت نعمة بالشكر إلى هيئة البحرين للثقافة والآثار لاختيار ما تقدّمه من موسيقى عربية وعالمية ليكون باكورة أمسيات وحفلات مهرجان الموسيقى، مشيدة بجهود هيئة الثقافة وعلى رأسها معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة في تعزيز مكانة العمل الثقافي والحراك الفني والموسيقي على المستوى العربي.

وقالت إن مشاركتها في المهرجان تعكس إيمانها بقوة الموسيقى كلغة مشتركة تجمع كافة الحضارات، معربة عن سعادتها لحضورها في هذا الموسم الثقافي العريق والذي أقيم رغم الظروف الطارئة التي يعيشها العالم، حيث تحمل بصوتها تراث العالم الإنساني إلى موقع تراث عالمي.

وقدّمت نعمة حفلاً استثنائياً جمع تراثاً غير مادي من العالم، بدأته بأغنية "رجعت العصفورة" للأخوين رحباني معلنةً بداية الحفل، كي تتابع مع تراثنا العربي والموشحات مع "طلعت يا محلا نورها" و"لما بدا يتثنى" و"جادك الغيث"، تبعتها أغنية "كل ما تقلي" الخاصة، ومن ثم تهويدة أمازيغية قديمة و"سوزلي" الكردية جامعةً بصوتها تراثَين بين الشرق والغرب العربي، ثم أغنية "لبيروت" وحضور المدينة التي تطلب السلام، تلاه أغنية "نون بوتو روبوزاري" من سردينيا وموسيقى إيطاليا الشعبية، إلى "يا ترى" من ألحانها الخاصة، كي تحضر ذكرى الفنان وديع الصافي وأغنية "رح حلفك بالغصن يا عصفور"ثم "وينك" من أغنياتها.

كما قدّمت وصلة فيها من التراث والدعوة للسلام ما تجمعه الموسيقى فالمكان لـ"ويشناف جان تو" من اللغة الهندي القديمة الغودجاراتية والتي تعود للقرن الخامس عشر وكانت صلاة السلام التي رافقت حياة المهاتما غندي، ومن ثم "كوتشيليري" من التراث الأذربيجاني و"كيليكيا" من التقليد الأرمني، ثم أكملت مع أغنية "غريبين وليل" و"شباك حبيبي" مازجةً بين العربية والتركية، و"فوق إلنا خل" من التراث العراقي، "هالأسمر اللون" القدود الحلبية، كي تعود للموشح الأندلسي "يا ليل الصب" وتختم بتحية لمملكة البحرين وأغنية "ما معاكم خبر زين".

ويستمر المهرجان في تقديم عروضه حتى نهاية الشهر الجاري، فيوم 23 أكتوبر تغني على خشبة مسرح مهرجان البحرين الدولي للموسيقى الفنانة اللبنانية باميلا فرحات، ومن فرنسا يأتي الفنان ماريو ريس من مدينة آل في الجنوب الفرنسي ليقدّم إبداعاته يوم 24 أكتوبر، أما يوم 27 أكتوبر فسيكون محبو الفنون الشعبية الخليجية على موعد مع حفل فرقة محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي التي ستقدم مجموعة من الإبداعات البحرينية الغنائية.

ويوم 28 أكتوبر سيتم الاحتفاء بموسيقى الجاز مع فرقة "ذا ساسبيندرز" برفقة عازف الساكسفون عبدالله حاجي. ومن الجاز إلى البوب، يأتي المغني التركي الشهير بارباروس بويوكاكان ليقدم حفله يوم 30 أكتوبر.

وأخيراً يختتم مهرجان البحرين الدولي للموسيقى برنامجه يوم 31 أكتوبر مع حفل الفنانة رحاب مطاوع برفقة فرقة البحرين للموسيقى، والذي يقام بالتعاون مع السفارة المصرية لدى البحرين. وستقدّم الفنانة رحاب مطاوع مزيجاً من أجمل الأغنيات العربية الأصيلة.