العربية.نت

"بلد الطوابير"، هكذا أطلق السوريون خلال الفترة الماضية لقباً على بلادهم بعدما ملأت طوابير الناس محافظاتها اصطفافاً إما للبنزين أو للخبز، أو لسلع أخرى.



موضوع يهمك?تماماً.. قبل 10 سنوات من اليوم، كانت سوريا بلداً مصدراً للقمح، إلا أن الحل تغير مع اشتداد "أزمة الخبز" التي باتت تعصف...قوت الناس المفقود.. صورة من القهر تروي معاناة السوريين قوت الناس المفقود.. صورة من القهر تروي معاناة السوريين سوريا

وعلى الرغم من لحلحة الأزمتين خلال الأيام الماضية، ظهر طابور جديد وسط العاصمة دمشق، هذه المرة للممتلئين نقوداً فقط، فالطابور الجديد وقف أمام شركة "إيماتيل للاتصالات" وسط العاصمة دمشق، والغرض أيفون جديد أطلقته شركة أبل العالمية.

3 إصدارات وسعر خيالي

فقد أعلنت شركة "ايماتيل السورية للاتصالات"، عن توفر أحدث إصدارات شركة آبل للهواتف النقالة، الهواتف التي حملت اسم، آيفون 12 و 12 برو و 12 ميني ، بثلاثة إصدارات مختلفة وبسعر خيالي.

وضجت بدورها مواقع التواصل الاجتماعي بلائحة الأسعار التي أعلنت عنها الشركة مقابل الإصدارات الجديدة، إذ تتراوح الأسعار بين 4 ملايين إلى 5.5 مليون ليرة سورية.

أزمات متلاحقة

يشار إلى أن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري عانت خلال الفترة الماضية من أزمات متلاحقة كان آخرها البنزين والخبز، حيث وقفت طوابير الآليات عند محطات الوقود ساعات طويلة آخر 3 أسابيع بعد تخفيض الكميات المقدمة للمحطات من قبل سلطات النظام في ظل العجز الاقتصادي المتفاقم.

كما تصاعدت أزمة الخبز منذُ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، على عدة مراحل بدأت تقليص الكمية المقدمة للمواطن إثر حصر توزيع المادة بحسب عدد أفراد الأُسرة وعن طريق ما يسمى "البطاقة الذكية".

بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، بأنه رصد "تذمراً شعبياً" من المواطنين خلال انتظارهم لفترات طويلة قد تصل إلى 5 ساعات متواصلة على دور الخبز أمام الأفران مقابل الحصول على ربطة خبز واحدة، بالإضافة لتصاعد النزاعات بين الأهالي خلال فترات الانتظار ووقوع عراك بالأيدي فيما بينهم على بعض الأفران.

راتب موظف لـ 8 سنوات

يذكر أن الشركة المذكورة كانت أعلنت عبر حسابها الرسمي في فيسبوك إطلاقها أجهزة أبل الجديدة للبيع في سوريا وبجميع نسخه كأول بلد عربي في الشرق الأوسط.

وكتبت الشركة عبر صفحتها على "فيسبوك" انفردت "إيماتيل" بكونها أول شركة سورية توفر الهاتف رسمياً بالشرق الأوسط وحصرياً في دمشق، وذلك قبل البدء ببيعه في المنطقة العربية وبعد الإعلان عنه بـ10 أيام فقط من قبل شركة "آبل".

أما المضحك المبكي بالأمر، فهو أن راتب الموظف السوري كان قد بلغ قرابة 50 ألف ليرة سورية شهريا مع ارتفاع صرف الدولار، أي ما يقارب حوالي 22 دولارا أميركيا، فيما يبلغ سعر "آيفون 12" في سوريا، ما يعادل راتب هذا الموظف لمدة 8 سنوات.

وأمام هذا الواقع، طرحت الشركة الجهاز بأسعار تتراوح بين 4 ملايين إلى 5 ونصف المليون ليرة سورية، أي بحدود 1800-2500 دولار أميركي، لأن سعر تصريف الدولار في السوق السوداء يعادل 2200 ليرة سورية فيما يبلغ 1250 ليرة وفقاً للمصرف المركزي.

ومن المهم ذكره، أن صيت هذه الشركة كان قد ذاع بعد الخلاف الكبير الذي ضرب عائلة الأسد وأسفر عن تنحي رامي مخلوف حول الاقتصاد السوري عن الواجهة، وسحب البساط عن شركته المعروفة سيرياتيل، حيث أعلن عن افتتاح الشركة العام الماضي وانتشرت بقوة بسبب العروض التي تقدمها في الاتصالات، كما تحولت إلى راعية للبرامج التي تبث على تلفزيون النظام السوري الرسمي.