وليد صبري




* إنجاز 5 مشروعات إنشائية وثقافية العام الجاري


* اكتمال جسر المشاة بالمحرق بنهاية أكتوبر الجاري

* سوق القيصرية جاهز بنهاية الشهر الجاري

* الانتهاء من ترميم منارة مسجد الفاضل يناير المقبل

* افتتاح مصنع بني جمرة للنسيج الشهر المقبل

* إنجاز "الصوت والضوء" في قلعة الفاتح في أقرب وقت

* "الصوت والضوء" في قلعة الفاتح يروي تاريخ عائلة آل خليفة في البحرين

* تطوير الحرف التقليدية بلمسات حضارية عبر "صنع في البحرين"

* "صنع في البحرين" يعزز الحرف التقليدية كرافدٍ للتنمية المستدامة

* إقامة 4 مواقف تسع 1000 سيارة بـ "مسار اللؤلؤ" أغسطس 2021

* مشاركة البحرين في "إكسبو دبي" الحدث الأكبر في 2021

* ترميم 14 بيتاً في مسار اللؤلؤ شمالا وجنوباً العام المقبل

* نسعى لاستقطاب سياحة نوعية للبحرين من خلال "إكسبو دبي 2021"

* "الثقافة والآثار" تأقلمت مع "كورونا" بتنظيم أنشطة وفعاليات وبرامج مختلفة عن بُعد

* مبنى جناح البحرين في "إكسبو دبي 2021" الأجمل بشهادة الآخرين

* إقامة "مهرجان الموسيقى" في قلعة البحرين بنظام البث المباشر على اليوتيوب وحضور الجمهور عبر السيارات

* أكثر من 46 مليون دينار الاستثمار في الثقافة خلال 14 عاماً

* نعمل على تطوير "المنامة التاريخيّة" بكل جدية

* السياحة تهدف إلى الاستدامة والمحافظة على البيئة وإحياء المدن واستقطاب المواطنين

* التمويل أبرز تحديات "الثقافة والآثار".. وإدارة المتاحف واستقطاب العروض مكلف

* نسعى للحفاظ على أنشطة "الثقافة والآثار" العام المقبل في ظل "كورونا"

كشفت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن "إنجاز 5 مشروعات إنشائية وثقافية العام الجاري"، مشيرة إلى "اكتمال جسر المشاة بالمحرق بنهاية أكتوبر الجاري، بينما من المقرر أن يكون مشروع سوق القيصرية جاهزاً أيضاً بنهاية الشهر الجاري، فيما سوف يتم افتتاح مصنع بني جمرة للنسيج الشهر المقبل".

وأضافت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في حوار خصّت به "الوطن" أنه "من المنتظر الانتهاء من ترميم منارة مسجد الفاضل يناير المقبل، في حين سوف يتم إنجاز مشروع الصوت والضوء في قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح في الرفاع والذي يحكي تاريخ العائلة الحاكمة في مملكة البحرين، في أقرب وقت".

رئيسة "الثقافة والآثار"، نوهت في الوقت ذاته إلى "تطوير الحرف التقليدية بلمسات حضارية عبر مشروع "صنع في البحرين"، والذي يعزز الحرف التقليدية كرافدٍ للتنمية المستدامة".

واعتبرت أن "مشاركة البحرين في معرض "إكسبو دبي" الحدث الأكبر في 2021"، مشددة على "سعي "الثقافة والآثار" إلى استقطاب سياحة نوعية للبحرين من خلال المعرض"، لافتة إلى أن "مبنى جناح البحرين في المعرض يعد الأجمل بشهادة الآخرين".

وذكرت أن ""الثقافة والآثار" تأقلمت مع جائحة "كورونا" (كوفيد19)، بتنظيم أنشطة وفعاليات وبرامج مختلفة عن بُعد"، مؤكدة "السعي إلى الحفاظ على أنشطة الهيئة العام المقبل في ظل "كورونا"". وإلى نص الحوار:

ما أبرز المشروعات الاستراتيجية المرتقبة للهيئة والمقرر تنفيذها العام الجاري؟

- هناك 5 مشروعات إنشائية وثقافية كبيرة، سوف تكتمل العام الجاري، الأول مشروع جسر المشاة الذي يربط قلعة بوماهر بداية موقع مسار اللؤلؤ المدرج على لائحة التراث الإنساني العالمي لليونسكو بالمدينة القديمة، والثاني مشروع سوق القيصرية، والثالث مشروع ترميم منارة مسجد الفاضل، والرابع مشروع افتتاح مصنع النسيج في بني جمرة، والمشروع الخامس هو مشروع الصوت والضوء في قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح في الرفاع والذي يحكي تاريخ العائلة الحاكمة في البحرين.

ما آخر التطورات بشأن مشروع جسر المشاة بالمحرق؟

- يربط هذا الجسر مركز زوار قلعة بوماهر، التي تعد بداية موقع مسار اللؤلؤ، مع بقية أجزاء المسار التي تمتد لمسافة تقارب 3.5 كيلومتر في داخل مدينة المحرق التاريخية، وهذا الجسر يقع على الطرف الجنوبي لموقع مسار اللؤلؤ حيث سيعزز تجربة زوار الموقع، إذ سيتمكنون من متابعة رحلتهم لاكتشاف المسار والعبور من فوق شارع خليفة الكبير. وسيعمل الجسر على إعادة الرابط التاريخي الذي يجمع المحرّق القديمة مع شاطئ قلعة بوماهر. ومن المعلوم أن موقع "مسار اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة" هو ثاني مواقع مملكة البحرين المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، ويمتد ما بين شاطئ قلعة بوماهر جنوب المحرق وصولاً إلى مجلس ومسجد سيادي في قلب المدينة التاريخية. ومن المقرر أن يكتمل جسر المشاة بالإضاءة والتفاصيل المهمة، مع نهاية أكتوبر الجاري، ودائماً ما نقول إن مسار اللؤلؤ يبدأ من متحف البحرين الوطني ويصل إلى مركز زوار قلعة بوماهر عبر رحلات بحرية، لذلك فإن الوصول إلى المحرق من مركز الزوار تطلّب إنشاء جسر مشاة، حيث إن فكرة مشروع مسار اللؤلؤ تقوم على أساس أن السائح أو الزائر أو المواطن يصل إلى قلب المحرق بدءاً من البحر ويصل إلى نهاية المسار الذي يبلغ طوله 3.5 كم.

ما الجديد بشأن مشروع سوق القيصرية؟

- على مدى سنوات ونحن نتحدث عن سوق القيصرية، وقد كان مهدداً بالهدم والإزالة وتحويله إلى مجمع تجاري لا يتلاءم مع روح المكان ولأصالة هذا السوق التاريخي، لذلك تمت المحافظة عليه وأصبح جزءاً من مسار اللؤلؤ، جزء منه تم ترميمه، مثل المباني الأصلية والدكاكين، والجزء الحديث استكمل بوجه جميل وبخصوصية لافتة للنظر، وبأعلى المستويات الهندسية المعمارية، وسوف يكون جاهزاً في أكتوبر الجاري أيضاً.

ماذا عن مشروع ترميم منارة مسجد الفاضل؟

- المشروع الثالث، هو مشروع ترميم منارة مسجد الفاضل، في فريج الفاضل، بحي الفاضل في المنامة. هذه المنارة التي كانت في أربعينات القرن الماضي مزينة بالفسيفساء، وتم إزالتها واستبدالها بسيراميك. ومن خلال مشروع الاستثمار في الثقافة، وبالتعاون مع القطاع الخاص، بدعم من سمو الشيخة مريم بنت سلمان بن آل خليفة، وبنك البحرين والكويت، واستطعنا أن نتعاقد مع شركة إيطالية مختصة بهذا النوع من الموزاييك. وسوف يكون المشروع مبادرة لجذب الأهالي من أجل الاحتفاظ بالمعالم التاريخية في المدينة، لذلك هناك ورش عمل، حيث نسعى إلى أن يشارك جميع أفراد المجتمع في المشروع من طلبة المدارس والأهالي، ونتمنى أن نتمكن من استقطاب أكبر عدد من أجل المشاركة في وضع هذه الفسيفساء، ثم نقلها إلى منارة الفاضل. ومن المقرر أن تصل الموزاييك إلى البحرين، وتقام ورش عمل للمشاركين، ومن ثم يبدأ وضعها على المنارة، حيث يكتمل المشروع في يناير المقبل.

هل لنا أن نتطرق إلى مشروع مصنع النسيج في بني جمرة؟

- مشروع مصنع النسيج في بني جمرة مشروع حيوي ومهم، حيث إن هذه الصناعة أصيلة وقديمة. ويهدف المشروع الى إحياء وتنشيط حرفة النسيج التي اشتهرت بها البحرين لأكثر من قرن من الزمان. وبما أنّ إدارة الحرف عادت إلى قطاع الثقافة فنحن عبر إطلاق مشروع "صنع في البحرين"، نطور الحرف التقليدية المختلفة بلمسات حضارية تليق بهذه الحرف وتتيح تسويقها وتوزيعها تحت عنوان "صنع في البحرين". ومشروع "صنع في البحرين"، هو مبادرة مبتكرة جديدة تهدف إلى إعادة تصوير الهوية البصرية والوظيفية للحرف اليدوية والصناعات التقليدية، كي تكون تعبيرًا حضاريًا ممتدًا يعكس الهوية الثقافية لمملكة البحرين، وهذا المشروع يعزز الحرف التقليدية كرافدٍ للتنمية المستدامة إذ تؤكد الهيئة عبر هذا المشروع التزامها بالثقافة وسيلة لتعزيز هوية البحرين الحضارية وتاريخها العريق، من أجل صناعة فرص تنموية واعدة. ومن المقرر أن يكون المصنع جاهزاً للافتتاح في نوفمبر المقبل.

ما آخر التطورات بشأن مشروع الصوت والضوء في قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح في الرفاع؟

- مشروع الصوت والضوء في قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح في الرفاع يحكي تاريخ العائلة الحاكمة في مملكة البحرين. وهذا المشروع يحكي تاريخ الموقع، وامتداده، وعمقه التاريخي. في قلعة الرفاع يكون التركيز على تاريخ عائلة آل خليفة، حيث تروي القلعة تاريخ العائلة منذ قدوم الشيخ أحمد الفاتح وصولا إلى عهد جلالة الملك المفدى. وقد تأخر تنفيذ المشروع قليلاً بسبب عدم إمكانية وصول المهندسين المختصين بالمشروع إلى البحرين، بسبب ظروف "كورونا"، وكنا نأمل اكتماله تزامنا مع احتفالات العيد الوطني في ديسمبر المقبل، لكنه ربما قد يتأخر قليلاً.

ما الجديد بشأن تطوير موقع المنامة التاريخية؟

- نعمل على تطوير المنامة التاريخية بكل جدية، والفكرة هي أن المنامة التاريخية لديها معالم ومضمون تاريخي عريق، ولكي توضع في قائمة التراث العالمي الإنساني، لابد من إبراز هذه الهوية وخلق مسار تاريخي، وهذا من نسعى إليه.

ما أبرز الخطط الاستراتيجية للهيئة خلال العام المقبل؟

- نحن مقبلون على عام 2021 والكثير من مشروعات موقع مسار اللؤلؤ سوف تستكمل في ذلك العام. هناك 4 مواقف للسيارات سيتم استكمالها خلال أغسطس 2021م ضمن خطّة مسار اللؤلؤ، وهي موزعة في مختلف أنحاء مدينة المحرق وستستوعب أكثر من 1000 سيارة، ونعلم أن مدينة المحرق تعاني من مشكلة مواقف السيارات. كما تم طرح جميع المناقصات الخاصة بمسار اللؤلؤ، وجميعها تكتمل بنهاية 2021. وكما أننا نختار لكل عام عنواناً ونبني عليه برنامجنا، فقد اخترنا عنوان "مسار اللؤلؤ" ليكون عنواننا للعام المقبل. ومن المرتقب أيضاً، المشاركة في حدث استثنائي مهم، ألا وهو مشاركة مملكة البحرين في إكسبو 2021 دبي بداية أكتوبر 2021. هذا هو الحدث الأول والأكبر من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا والحدث الأضخم والأول من نوعه في المنطقة العربية. وتعد هذه المشاركة فرصةً مناسبة لإبراز النجاحات والمنجزات في العالم العربي، نظراً إلى ما تلعبه مملكة البحرين من دورٍ أساسي في المشهد الحضاري للمنطقة، لاسيّما مع ما يعرضه جناح البحرين من مقاربة واقعية لاستكشاف الموضوعات الفرعية للحدث العالمي المرتقب، وهي الفرص والتنقل والاستدامة، من منظور الكثافة. ومن خلال الجناح، سيكون بالإمكان تتبّع الكثافة كمتغيّر تكاملي، ولكن في سياق محلي، وما خضعت له الكثافة في البحرين من تأثيرات بفعل الزمان والمكان، بدءاً من حضارة دلمون القديمة وصولاً إلى ما حققته المملكة من قوة طال تأثيرها مختلف جوانب الحياة. ولا نبالغ إذا قلنا إن المبنى الخاص بجناح مملكة البحرين في المعرض، من أجمل المباني بشهادة الآخرين، وهو من تصميم المهندس السويسري العالمي كريستيان كيريز. ونحن من خلال هذا الجناح نسعى إلى استقطاب سياحة نوعية لمملكة البحرين، حيث تغير الوضع بعد جائحة كورونا (كوفيد19)، لأن السياحة الآن تهدف إلى الاستدامة.

ماذا عن المشروعات الإنشائية والترميمات المقررة العام المقبل؟

- المشروعات الإنشائية والترميمات العام المقبل تشمل نحو 14 بيتاً، شمالاً وجنوباً، ضمن موقع مسار اللؤلؤ، خاصة، وذلك بعد اكتمال الساحات، والجسر، ومراكز الزوار.

كيف استطاعت الهيئة تجاوز آثار "كورونا" بشأن الأنشطة والفعاليات الثقافية المرتقبة؟

- نحن نواصل العمل والثقافة هي فعل مقاوم، وهناك نموذج مستمر حيث يظهر الجهد الحقيقي في أوقات الأزمات. وقد حاولنا خلال الأزمة أن نقترب أكثر من الجمهور رغم المسافة والبعد، وقد عكس شعارنا في مهرجان صيف البحرين هذا الأمر فكان الشعار "أقرب عن بُعد". وقد استمرت فعالياتنا من ورش عمل وبرامج وعروض عبر الإنترنت، حتى أننا واصلنا عرض المقتنيات في المتاحف عبر منشورات مستمرة على قنواتنا الإلكترونية بشعار "ضوء على". وقد أقامت الهيئة حفلات استثنائية خلال مواسمها الثقافية الماضية وتم تقديمها للجمهور عبر قنوات الهيئة على مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك تم عرض سلسلة "التاريخ الشفهي" التي أنتجتها الهيئة حفاظاً منها على الإرث الثقافي غير المادي. وفيما يخص الموقع الإلكتروني لهيئة البحرين للثقافة والآثار www.culture.gov.bh، عملت الهيئة على تحديث مكتبها الإلكترونية، وعلى صعيد الأنشطة التفاعلية، نظمت الهيئة عدداً من المبادرات الفنية التي مكنت روّاد الثقافة المشاركة فيها كمبادرة "من وحي الثقافة". وتعمل هيئة الثقافة على توفير كافة أوراق العمل التعليمية التي قدّمتها خلال مواسمها ومهرجاناتها السابقة على الموقع الإلكتروني، وإقامة مؤتمرات صحافية بحسب الضرورة لاطلاع الجمهور على آخر تطورات الحراك الثقافي.

هل من المتوقع أن تحافظ الهيئة على نشاطها خلال العام المقبل، في ظل أزمة "كورونا"؟

- نحن نسعى لذلك، وقد أعلنت الهيئة عن أجندة 2021، وقد بدأنا الإعلان عن معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية الذي نتمنى أن تتاح فرصة إقامته في يناير المقبل كما في كل عام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، وهناك مهرجان البحرين الدولي للموسيقى الذي يقام الآن ما بين 22 ونهاية أكتوبر الجاري في موقع قلعة البحرين، من خلال البث المباشر الحي على يوتيوب الهيئة ولكن بحضور الجمهور المحدود عبر السيارات، نظراً للظروف الحالية.

ما أبرز التحديات التي تواجه الهيئة؟

- التمويل هو أبرز التحديات الرئيسة. ودائما في الدول العربية يأتي نصيب الثقافة من ميزانية الدولة في آخر القائمة، مع أن الثقافة هي الأساس لأنها هي التي تحمي الهوية وتمنح الأمل، وهي التي تُنمي، ولابد أن تكون الثقافة هي الغذاء الفكري الأساسي للشعوب.

كيف يمكن تطوير السياحة بحيث تنتقل وتخدم الثقافة في البحرين؟

- الثقافة هي الأصل، وجمع قطاعي الثقافة والسياحة هو هدف للأمم المتحدة. وفي 2015م في كمبوديا، عقد مؤتمر هام بعنوان "المؤتمر العالمي حول السياحة والثقافة" ركز على أهمية دمج القطاعين. وعلى سبيل المثال فالصين، وعلى كبر حجمها، جمعت القطاعين وجاءت السياحة إلى وزارة الثقافة، لأن مضمون السياحة وهو المنشأ الثقافي، هو المتحف والموقع والنشاط الثقافي. وهناك لبس ما بين خدمة الفنادق وبين السياحة، فالفندق يخدم الزائر ولكنه ليس السياحة المقصودة، لأن الزائر لا يتجه إلى بلد من أجل الإقامة في فندق، لكنه يسافر إلى بلد آخر من أجل زيارة مواقعه واكتشاف ثقافته وهويته وما يميزه، أما الفنادق فهي متشابهة في العالم أجمع، ولذلك التوجه الآن، أن يكون للفنادق أيضاً خصوصية. ومن الطبيعي أن يكون هناك عائد لتنمية المواقع الثقافية ولاستمراريتها، لأن إدارة المتاحف واستقطاب العروض مكلف من الناحية المادية، لذلك في السابق عندما كان القطاعان معاً، كان عائد السياحة يذهب إلى الثقافة. أما الآن فالوضع اختلف. الثقافة هي ما يعطي للبلاد معنى من خلال إبراز هويتها، فكيف تطلق على منشأة فندقية مصطلح السياحة؟ وهنا لابد أن نشير إلى الاستثمار في الثقافة، والشراكة التي تحققت مع القطاع الخاص، وأنشأت مسرحاً ومتاحف وإضاءة للمواقع وبرامج ثقافية، كلها جاءت بدعم القطاع الخاص، حيث بلغ الاستثمار في الثقافة أكثر من 46 مليون دينار على مدار نحو 14 عاماً، منذ نوفمبر 2006م وحتى العام الجاري، حيث يدعم القطاع الخاص البنية التحتية للثقافة.

السياحة الآن تهدف إلى الاستدامة، والمحافظة على البيئة، وإحياء المدن، وأيضاً استقطاب المواطنين لزيارة مواقعهم، لأن بهجة السفر لم تعد كما كانت مع الإجراءات الاحترازية، لذلك نحن حريصون أن نقول لأهل البحرين إن أجمل البلاد، هي بلادكم، وأجمل المواقع هي مواقعكم، وأجمل وأحلى الأطعمة موجودة في البحرين، فلماذا لا تكون هي وجهتكم؟ وقد كان أحد الشعارات السابقة لنا في الثقافة، هو "وجهتك البحرين"، ليس للزائر فقط ولكن للمواطن أيضاً.