ثمة متغيرات متسارعة باتت تشهدها حياتنا في ظل الثورة الصناعية الرابعة والمتنامية باستمرار من جهة، وفي ظل الظروف الجديدة التي فرضها فيروس كورونا (كوفيد19)، للتحول الإلكتروني وظهور نظام العمل عن بُعد، كضرورة أساسية ملحة أكثر من أي وقتٍ مضى. وقد كشفت تلك المتغيرات عن احتياجات جديدة بات التركيز عليها أكثر لضمان ديمومة الاستمرار في العمل والقدرة على إنجاز الأعمال والمهام على نحو فاعل.

وقد برزت الحاجة للمعرفة التقنية ومواكبة المستجدات ومرونة اكتساب التطورات أولاً بأول في هذا المجال الضخم، بما يتيح التعامل مع مختلف الأجهزة وكذلك مختلف التطبيقات والبرامج الإلكترونية التي تفرضها احتياجات العمل، كل حسب مجال عمله. ولعله من اللافت جداً أن حتى الوظائف البسيطة التي لم تكن تتطلب الشهادات الأكاديمية حتى، باتت تفرض فيها الحاجة إلى هذا النوع من المعرفة والمواكبة التقنية. وكنا قد تحدثنا في مقالات سابقة كثيرة عن التحولات التي سيشهدها سوق العمل في ظل التحول التكنولوجي وظهور الذكاء الاصطناعي واحتلاله للكثير من الأدوار التي كان يمارسها بني البشر ليكون بديلاً عنهم.

ثمة مهن سيكون قد عفى عليها الزمن مع قادم الأيام، وستحل محلها التقنيات الجديدة، وستظهر بديلاً عنها مهن أخرى تحتاج لبرمجة تلك الآلات والأنظمة ومتابعة تشغيلها، وهو ما أثار جدلية واسعة النطاق على مستويات عدة بشأن إذا ما كانت الآلة تخدم الإنسان أم أن الإنسان سيحول يوماً إلى خدمة الآلة، من خلال ما سيقوم به من أدوار، بل ولشدة سيطرة النظام التقني على حياتنا على كافة المستويات بما يجعل كثيراً من أمور الحياة ومصائر البشر مرتبطة بالمعطيات التي تقدمها تلك التقنيات بشأن الفرد منا، ورغم أنه موضوع شهي للمناقشة إلاّ أن المقال لا يتسع لطرحه على نحو مفصل.

* اختلاج النبض:

في ظل تلك المتغيرات، يبدو لي أن ثمة مهارات أصبح من المهم أن يكتسبها الموظفون في قادم الأيام ويبدو أن ثمة اتجاه لدى البعض لذلك. ومن بين تلك المهارات الواعدة التعليق الصوتي وصناعة المحتوى الإلكتروني إلى جانب البرمجة والتصميم الجرافيكي. ولعلها الفرصة المواتية لتطوير مهاراتنا في بعضها قبل التحول الكامل إلى الحياة الإلكترونية والعمل عن بُعد.