في دفاعنا المستحق عن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام واجب علينا أن نعي تماماً الفرق بين الدفاع عنه وبين الدفاع عن «التنظيمات الدينية».

الأفرع الأوروبية إن صح التعبير «للتنظيمات الدينية» تنشط على الأراضي الأوروبية وتجد لها مساحة وحرية حركة كبيرة تستغلها مع الأسف للإضرار بنا كدول عربية، ونحن حين نرفض ما قاله ماكرون وندافع عن نبينا لابد أن نحصر رفضنا عند هذه المسألة لاعند الإجراءات التي بدأت تتخذها فرنسا لتقيد حركة التنظيمات الدينية فهناك فرق.

تحشيد التنظيمات الآن يصور لنا إجراءات تقييدهم وإلغاء تراخيصهم وتفتيش مقراتهم على أنها حرب على ديننا وانعكاس لتصريحات ماكرون، والصحيح أنها موجهة ضد منابع الإرهاب لا ضد الدين الإسلامي.

غلطة ماكرون ومكابرته جاءت هدية للتنظيمات الدينية والأحزاب اليسارية، وللعلم لم يمسك ماكرون ملف شرق أوسطي إلا وفشل به وآخرهم الملف اللبناني وقبله الملف السوري، فتصريحاته دائماً ما تأتي وبالاً عليه، فلا أحد يدافع عنه أو عن تصريحاته.

إنما المعركة في الداخل الفرنسي وتحشيد الأقليات المسلمة نشاطاً تساهم فيه الأحزاب اليسارية، ففي فرنسا ما يقارب الخمسة ملايين مسلم أغلبهم من المغرب العربي إنما نسبة ضئيلة منهم من ينتمون للتنظيمات الدينية، بل أن من يمارس العبادات الإسلامية منهم لا يزيدون عن 30% فقط من الخمسة ملايين، لكن الأحزاب اليسارية تحاول استغلال أخطاء ماكرون لصالحها .

ماكرون عموماً انخفضت شعبيته إلى ما دون 20% وتصريحاته الغبية المتطرفة كانت موجهة للداخل الفرنسي من أجل أصوات يمينية تخلت عنه لأخطائه الكثيرة خاصة في معالجة أزمة السترات الصفراء.

والإجراءات التي تتخذها حكومة ماكرون الآن ضد مراكز جماعة الإخوان في فرنسا بعد حادثة صامويل الذي قطع رأسه تخيف الجماعات الدينية تجعل الاثنان الجماعة واليسار يتحركان بسرعة للضغط عليه من أجل وقفها فهي تهدد نشاطهم ووجودهم هناك بتصوير الأمر على أن تلك الإجراءات هي ضد المسلمين.

وللعلم تنشط التنظيمات الدينية في أعمالها العدائية من الأراضي الأوروبية ضد الأنظمة العربية خاصة الخليجية وتساهم بشكل كبير في صياغة السياسة الخارجية ضد دولنا من خلال تحالفهم مع الأنظمة اليسارية.

فألمانيا وفرنسا والسويد وبريطانيا مرتع لجماعة الأخوان المسلمين ولحزب الله والأفرع الأوروبية لهذه الجماعات من أنشط الأفرع وتستخدم لجمع المال ونقله وتستخدم كمقرات إيواء للقيادات وتستخدم منصات للانطلاق في أعمالهم الإرهابية.

لهذا علينا أن ننتبه لما يصلنا من مواد إعلامية وتوقيتها ولمن توجه فعلى صعيد آخر أن من مصلحة الجماعات الدينية التي تنطلق بأعمالها العدائية ضد دول الخليج أن تخفف الضغط على «تركيا» حليف الأخوان خاصة بعد الحملة السعودية الشعبية الناجحه لمقاطعة البضائع التركية، لذلك تنشط ماكنة الأخوان لسحب البساط من حملة مقاطعة البضائع التركية إلى حملة مقاطعة البضائع الفرنسية.

الخلاصة نبينا خط أحمر والدفاع عنه واجب، ونقول لماكرون ندين وبشدة تصريحاتك ضد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونرفضها جملة وتفصيلاً والإساءة لنبينا ليست حرية تعبير فأنت لا تعتبر الإساءة لزوجتك حرية تعبير فكيف ترضى بالإساءة لمن هو رمز لمليارات البشر من المسلمين؟

إنما نؤيد وبشدة أي إجراء لغلق مراكز التنظيمات الدينية المتطرفة في فرنسا، فلا أحد يقبل بالعنف والإرهاب وإيواءكم لقيادات جماعات الأخوان المسلمين، وتسليم المساجد لها واحتضانكم لوكلاء إيران ومنحكم التراخيص لعملها كان خطأ فادحاً تدفعون ثمنه بعد فوات الأوان.